كتَّاب إيلاف

دولة الضفادع بين الماضي والحاضر!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في مقالنا السابق تحدثنا عن دولة النقيق وكيف تحولت أنظمة الانقلابات إلى مجرد نقيق سياسي على شكل شعارات ومزايدات تطحن فيها شعوبها تحت عجلات الغرائز والعواطف والتكلسات البدوية التي تُخدر جمهور في غالبيته أميّ أبجدي وحضاري يأن ألما من الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، تجعله تحت وطأة تلك المخدرات السياسية والدينية والاجتماعية يعيش نشوة السكر والحشيش السياسي دون أن يشعر بأنهم يُقطعونه إرباً إربا، ففي دولة النقيق التي أنتجها ميشيل عفلق في سوريا والعراق منذ أكثر من نصف قرن، كانت أفضل ما يمثل ذلك الفلكلور السياسي في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وبعد انهيار حكم الراشدين على أيدي ورثة هذا الفلكلور، وأسوأ ما يمثل من نظم سياسية لحد الآن، ففي دولتهم بالعراق، يتذكر الجميع جيداً كيف كانوا يغيرون ألوانهم مع الوقت والضروف كالضفادع، وحينما عادوا نهاية الستينيات، أصبحوا شيوعيين أكثر من لينين وخليفته ستالين في الظاهر والمعلن وجزارين للشيوعيين العراقيين أكثر من خليفة اندونوسيا، وفيما بعد خليفة السودان النميري ثم غيروا ألوانهم حينما انقلبوا على الكورد فتحالفوا مع كل الشياطين حتى تمكنوا فزاد وارتفع نقيقهم وما لبثوا أن غيروا ألوانهم ثانية ليكونوا سلفيين أكثر من الشيخ محمد عبد الوهاب، فيكفروا كل من يتحدث خارج مفاهيمهم الانتهازية ويحِلوا إرساله إلى الجحيم أو الجنة كما يشاؤون.

ومع مطلع التسعينيات وهزيمتهم في الكويت أصبحوا من ألد أعداء السلفية الدينية أو ما أسموها هم بالوهابية وما لبثوا أن غيروا ألوانهم وأفكارهم، فنشروأ الصوفية وطرقها حتى تبوء الرجل الثاني في دولتهم موقع الخليفة في الطريقة، وتمادى ابن الرئيس البِكر في طموحاته لنيل واحدة من درجات العلم لدى الحوزة الشيعية، وقبل سقوطهم بدأوا بمغازلة أعداء الأمة العربية من الامبرياليين فدعوا الولايات المتحدة لتشاركهم في خيرات العراق وثرواته مقابل الإبقاء على نظامهم، ولكن الأمور أخذت مجرى آخر غير الذي كانوا يخططون له، فالامريكان لم يرضوا بالشراكة بل كانوا يريدون كل شيئ.

وبينما ابتلعت إيران وأمريكا العراق، كانت شقيقتها الغافية على شواطىء المتوسط في سوريا قد عاشت ذات النقيق مع حكم دولة الضفادع، فغيرت هي الأخرى ألوانها وأشكالها ومستويات نقيقها حسب الحاجة الملحة لبقائها، فأدخلت هي الأخرى شعبها في أتون حربٍ تافهة غير مبررة كما حدث لدى شقيقتها في العراق فادمت قلوباً في لبنان كما أدمت بغداد قلوباً في الكويت، ولا ندري من منهم كان مرآة للآخر، وما فعلته ضفادع دمشق بشعب الشام زادت عليه شقيقاتها في بغداد وأكثرت حتى تحول نصف العراق إلى مقابر جماعية ونصفه الآخر سوق للشعارات والمزايدات وصفقات الفساد، وبينما تتكاثر الميليشيات على طريقة اليوغلينا في العراق تقضم شبيهاتها سوريا وفق ايقاعات المجال الحيوي التركي والايراني والروسي والأمريكي، حيث تتلظى الدولتان في كلٍ من العراق والشام ذات اليمين وذات الشمال ليس على طريقة اهل الكهف، بل تتلوى محترقة في مقلاة المهاترات والشعارات وصناعة الاعداء ووهم الخرافات!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
],gm hgqth]u
د. سفيان عباس -

احسنت .. اشاطرك الرأي في الحالتين النقيق السياسي ودولة الضفادع ، ومشاطرتي أكثر وصفك للشعوب في كلا الدولتين سوريا والعراق بالجهلة والاميين بل والمتخلفين ، هؤلاء الغوغاء السذج هم الذين يصنعون دعاة النقيق ودولة الضفادع ، فهم الحواضن والمرتع الخصب للمتلونين كالحرباء الذين يتغيرون مع الظروف كل الاحايين ، ولهذا لم يلاق المؤسسون للحزبين الشيوعي والبعثي اية مشكلات في غسل ادمغة المصفقين لهم ، ونشر الشعارات المهلهلة والخاوية من اية مصداقية بكل يسر دون عناء ، حتى جاءت التيارات الدينية المتطرفة والارهابية وباتوا عرابيها كذلك ، الخلل يكمن في الوعي الثقافي والحضاري للشعوب ، حاولوا مرات عدة تصدير هذه الخزعبلات الى الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا ولكنهم فشلوا في استدراج الحكومات المتحضرة والديمقراطية ، ولي مقارنة لابد منها لكي يكون القارئ الكريم على بينة ، تابعت بدقة متناهية الحركة التحررية الكوردستانية منذ مطلع القرن العشرين ، وجدت ان الزعامات الكوردستانية قادة ميامين ثابتين على المبادئ وعلى رأسهم الجنرال الخالد الملا مصطفى البارزاني وخلفه الشرعي فخامة الرئيس مسعود بارزاني ، لم اجد التلوين في قراراتهم الاستراتيجية أو التنازل عن حقوق شعب كوردستان قيد انملة أو مهادنة الأعداء ، دفعوا التضحيات الجسام من اجل الثبات على المبادئ والحقوق المشروعة ، فهم ليسوا طلاب سلطة أو حكم بل انهم أصحاب حقوق دستورية ودولية مهضومة ومصادرة من دول الضفادع والنقيق السياسي ، كل التقدير والثناء لك اسد كوردستان ، الوفي لمبادئك وشعب المكافح ...

الادولة والشعب
محمد حميد رشيد -

نعم هم الساسة في دولة النقيق ودول الضفادع والحرباوات الذين لا يغلبوا في إيجاد نقاقين لهم ومهولين و وعاظن ومهرجين لكن الشعب دائماً هو الضحية ولا يكفيهم إخراسه وقمعه وسرقته بل هم سفاكون للدماء وقتلة وطالما تلذذوا بمجازرهم ورقصوا على صوت ضحاياهم رائع أنت يا كفاح لانك صوت الضحايا المغلوبين المشردين

الشعارات الوهمية
يوسف سرحوكى -

الشعارات الوهمية والخرافات الغير منطقية طغت على اغلب عقول الاوسطي أن لم نقل كله حيث هذه الصفتين تم ارضاعهم مع حليب مرضعتهم وترسيخه داخل عقلهم الباطن الذي لا يتغير رغم التغيرات التي طرأت في المنطقة لكن بقت تلك الأفكار وتنضج وتترسخ أكثر بمفهوم المنقذ لهم من المؤامرات الخارجية وتحمل اوزار المنقذ و القتال لأجله والفداء لبقاءه مهما تضخمت الخسائر المادية والروحية ، هذه الرضاعة والشعارات الوهمية والخرافات الغير المنطقية جعلتا تسطيح العقول والأفكار ابسط ما يكون مما أدت سهولة السيطرة عليها وقيادتها كيفما يشاء والى أي اتجاه يرغب توجهي اليه لهذا كانت القتل وسفك الدماء أكثر رواجا من التحضر والتمدن لتوفير العيش الكريم .تحياتي لك استاذ كفاح

دولة الضفادع
ديالا حسين -

ولازالت دولتا الضفادع تجر شعبيها المغلوبين على امرهما للحضيض ... لم ولن تعتبرا من تجاربهما السابقة استاذ كفاح فالسلطة الحاكمة في العراق وسوريا لا ترى ابعد من منخارها ... مقال رائع وواقعي .. شكرا للانامل التي خطته ببراعة

وهل يمكن لأسدٍ أن يكون ذليلاً لضفدع؟
عراقي متبرم من العنصريين -

تقول جنابك أسد ولكن سمعنا نحن العراقيين وسمع العالم نقيق (أسدكم) في ١٩٩٦ وهو يستغيث بالضفدع الكبير صدام حسين ليخلّصه من الأسد الآخر (الطالباني) الذي استولى حينها على أربيل فلبّى ذلك الضفدع نداءه وفتكَ بآلاف إخوته في العنصر والهدف كي يتسنّى له الإنفراد بالهيمنة على الفريسة الكعكة (أربيل) التي اغتصبها أبوه من العراقيين الآشوريين.. أنا لا أخالفك الرأي بأنّ الباقين ضفادع ولكن هل لك أن تبيّن لي المميّزات التي حصل عليها قوم هذين الضيغمَين اللذين تُسبِّح أنت وزمرة المعلقين المنبهرين بـ (مقاماتك) البارزانية سوى بعض البنايات الشكلية في أربيل للاستهلاك الإعلامي والبهرجة الفارغة من كل محتوى؟ هل لك أن تفسّر لي لماذا يستأثر هؤلاء الأشبال بكل واردات الإقليم ولازال مايُطلَق عليه شعب كردستان يعاني مثل مايعانيه سائر الشعب العراقيين من فقر وفاقة ونقص في الطاقة و الخدمات الأساسية؟ أخيراً وليس آخراً هل عقمَتْ أرحام الأكراد من إنجاب (أسود أو أشبال) في ماعدى هاتين العائلتين المتسلطتين على قومهما منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان أم أنّ من شروط أن يكون الأسد أسداً بحق وحقيقة أن يستأثر لنفسه بكل شيئ ويستبدّ ويدوس على كل من حوله؟

القوميون
سعد العبيدي -

تميزت تلك الفترة الزمنية التي نشأ فيها البعث بتصاعد المشاعر القومية ليس في العراق وحده ولا في المنطقة العربية، بل وفي عموم العالم، ويبدو أن نشوء وتطور هذه المشاعر في مجتمعات متخلفة يسحبها باتجاه الثورية الفوضوية لتحقيق أهدافها بالقوة وهذا خطأ قاتل ارتكبه البعث في سوريا والعراق، وبالنتيجة فشل وفشلت معه مشاريع القومية. وبتقديري في زمن العولمة والاتصال الحالي ستفشل جميع المشاريع القومية في تحقيق غايتها في فرض المشاعر من الاعلى بالقوة. تقديري

مقال رائع يستحق القراءة
ماهين شيخاني -

مقال رائع يستحق القراءة