كتَّاب إيلاف

عام من اتفاق السلام الابراهيمي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد مرور عام على توقيع اتفاق السلام الابراهيمي بين الامارات واسرائيل في سبتمبر الماضي، يمكن القول أن البلدين قد نجحا في بناء واقع استراتيجي اقليمي جديد، فالحديث الآن لم يعد يدور مطلقاً عن حروب ومواجهات وصراعات بين العرب واسرائيل، بل عن متى يكتمل عقد السلام وينخرط الجميع في أجواء السلام التي تتجذر يوما تلو الآخر في منطقتنا، بما ينزع عن المتطرفين أحد أخطر الأوراق والأسلحة التي يستغلونها للبقاء في صدارة المشهد الاقليمي باعتبارهم لاعبين قادرين على اثارة التوتر وإشعال العنف الذي يقوض الأمن والاستقرار.

لا ننكر أنه في بداية توقيع الاتفاق، ذهب الكثيرون ـ كعادة الكثيرين في منطقتنا ـ إلى التشكيك في النوايا تارة، وإلى التشكيك في صمود الاتفاق واستمراره تارة أخرى، بينما ذهب فريق ثالث إلى توقعات بدخول الاتفاق نفق الجمود كما حدث مع اتفاقات سابقة تم توقيعها بين اسرائيل وأطراف عربية أخرى، ولكن ما حدث خيب ظنون هؤلاء جميعاً فالاتفاق لم يكن سوى أساساً قوياً ثابتاً قامت عليه خطوات تنفيذية أخرى سياسية واقتصادية واستثمارية وتجارية، لم تتوقف طيلة العام الماضي، ليتأكد أن الأمر يتعلق بمظهر بروتوكولي أو حفلة علاقات عامة لالتقاط الصور، بل بنوايا صادقة وأرضية صلبة يتشاركها الجانبان، الاماراتي والاسرائيلي، لبناء سلام حقيقي يستفيد منه البلدان والشعبان.

والمؤكد أن أحد دوافع نجاح اتفاق السلام الابراهيمي يكمن في وجود قواسم مشتركة بين البلدين سواء على مستوى الطموح التنموي، أو على مستوى السعي للتنافسية العالمية أو على مستوى الحرص على رفاهية وازدهار الشعوب، وجميعها عوامل تنتج مدركات مشتركة لقيمة الوقت واستغلال الفرص واستثمارها بالطريقة التي تخدم الأهداف التي يسعى إليها الجانبين؛ فالامارات تنظر باحترام وتقدير لتجربة اسرائيل في مجالات التكنولوجيا والصناعة والمعلوماتية، واسرائيل ترى في الامارات تجربة تنموية طموحة ورائدة يمكن الاستفادة منها في إضافة زخم جديد للتطور الذي تحققه اسرائيل، لذا فإن هذه المشتركات قد لعبت الدور الأبرز في تسريع وتيرة التفاهم والتقارب والتعاون وترجمة ذلك كله إلى خطط عمل واتفاقيات وبروتوكولات تعاون تم توقيعها منذ الأيام الأولى التي اعقبت توقيع الاتفاق.

الاتفاق كان بالفعل لحظة تاريخية فارقة كما وصفها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومن يلاحظ أجواء العلاقات العربية ـ الاسرائيلية منذ منتصف سبتمبر الماضي وحتى الآن، أي منذ توقيع الاتفاق، يدرك ما أقصده تحديداً، فهناك مياه جديدة جرت في قنوات هذه العلاقات، وهناك أجواء ايجابية بدأت بالسريان والتأثير ايجاباً في الجميع فلا يكاد أحد ينكر أن الأصوات التي حاولت التشويش على الاتفاق والتشكيك في دوافعه قد تراجعت وخفتت تماماً، وبات هناك نوع من الإدراك الجمعي لقيمة الخطوة الاستباقية التاريخية التي اتخذتها الامارات بحثاً عن طريق ثالث لانهاء صراع تاريخي تسبب في خسائر استراتيجية جسيمة للأطراف جميعها، ولم يعد يستفيد منه سوى المتاجرون بالقضية الفلسطينية وتنظيمات التطرف والارهاب التي تسعى للابقاء على أجواء الصراع والعنف باعتبارها البيئة المثالية لنشاطها وبقائها واكتساب شرعية زائفة من وراء تجارة الشعارات.

عام مضى وقد حققت قطاعات تنموية عدة في الامارات واسرائيل مكاسب كبيرة من اتفاق السلام، وفي مقدمتها قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والطيران المدني والسياحة والرعاية الصحية، وهي عوائد لا يتوقف أثرها الايجابي على البلدين فقط بل يمتد ليشمل دولاً أخرى بالمنطقة من خلال بناء مداخل مناسبة لتحقيق اختراقات تاريخية في التعاون بين

العرب واسرائيل تحقيقاً لمصالح مشتركة أو دفاع عن أمن بات يواجه تحديات وتهديدات متشابهة إن لم تكن واحدة.

ثمة مكسب استراتيجي هام يتعلق أيضاً بنشر ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر، فكل مسافة تنحسر عنها أجواء الصدام والعداء والكراهية تتمدد فيها بالتبعية ثقافة السلام وينطلق منها مستقبل افضل لملايين الشباب الباحثين عن غد يحققون فيه أحلامهم وتطلعاتهم.

نجحت الامارات واسرائيل في اختبارات بناء الثقة والمصداقية وتم افتتاح سفارتي البلدين في كل من أبوظبي وتل أبيب، وتحول اتفاق السلام بينهما إلى رافعة استراتيجية متنامية لبناء محور سلام وتعاون اقليمي بين العرب واسرائيل بدلاً من محاور العنف والفوضى والاضطرابات التي نشرتها القوى التوسعية التي طالما تغذت على ترسيخ العداء بين العرب واسرائيل ونسف أي فرص لتحقيق الأمن والسلام بينهما.

نجح اتفاق السلام بين الامارات واسرائيل ليس فقط في البقاء ولكن ايضاً في أن يكون إطاراً رسمياً ترتكز عليه مختلف صيغ التعاون بين الجانبين، ليتأكد للجميع أن السلام لم يكن استجابة طارئة لتطور ما بل إرادة قوية لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في منطقتنا من خلال التفكير خارج الصندوق والسعي نحو حلول واقعية لواقع مأزوم.

ولا يستطيع أحد أن ينكر الآن أن اتفاق السلام بين الامارات واسرائيل قد خلق مناخاً جديداً في منطقة لا يسمع منها وعنها سوى العنف والحروب والصراعات، فالاتفاق شجع أطراف عربية أخرى على المضي بنفس الاتجاه، وتبني النهج ذاته، وهناك مؤشرات وشواهد حقيقية على وجود قناعة مشتركة لدى الجميع بأن السلام هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا، وتلك ركائز تؤسس لواقع اقليمي جديد قائم على التعاون المشترك وتبادل الخبرات وطي صفحة سنوات طويلة من العنف والصراع والحروب وسفك الدماء.

قبل أعوام كان الحديث عن وجود سفارة اماراتية في إسرائيل والعكس مسألة خارج التصورات والخيال السياسي، ولكن الامارات بقيادتها الطموحة التي تستطيع استشراف المستقبل من منظور مصالح الدول والشعوب، قد أدركت أهمية بناء نموذج يحتذى في تطبيع العلاقات بين اسرائيل وجيرانها العرب، من خلال الاعتماد على التعاون الجاد والمثمر في مجال التنمية، بحيث تستشعر الشعوب مردود هذا التعاون، بما يرسم مساراً جديداً يفتح المجال أمام امكانات كبيرة في المنطقة بحسب ما أعلن الجانبان في لحظة توقيع الاتفاق التاريخي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ندخل فى الموضوع دون تزييف أو تزويق
فول على طول -

الدين الحنيف أو الدين الأعلى كما تسمونه هو النسخه المشوهه من الدين الابراهيمى أو الأديان الابراهيميه بل هو أدى الى تشويه صورة الله نفسه ولذلك خرج الكثير من دين الله أفواجا . يعنى ربكم يحضكم على قتل أكثر من ثلاثة أرباع البشر أو قتل الكفار وليس كراهيتهم فقط ..هل هذا معقول ؟ وربكم هذا مازال يخلق كفارا ويسلط عليهم المؤمنين ..هل هذا معقول أو مقبول ؟ أليس من الأفضل والأسهل أن يتوقف عن خلق كفار أو لا يحرض أحد على أحد ؟ أو ينتقم بنفسه من الكفار ويريحكم ويريح البشريه ؟ أم هو يعانى من الشيزوفرينيا ؟ يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

الذى لا ينطق عن الهوى - مع أن كل كلامه تأتى من الهوى الذى فى نفسه هو - قال لكم لن ترضى عنكم اليهود ولا النصارى ..وبالطبع أنتم تقدسون هذا الكلام ..وقال لكم أن اليهود أحفاد القرده والخنازير ..وان الملائكه المسومه سوف تقاتل عنكم وتقتل اليهود وان اليهودوالنصارى أيضا فكاك للمسلم من النار ..وان الشحر والحجر سوف يخبرانكم عن اليهودى المختبئ خلفهما كى يقتلهما المؤمن ..الخ الخ ثم تأتى بعد ذلك وتعقد معهم معاهدة سلام ؟ وهل يرضى الغوغاء بذلك ؟ السيد حاكم الامارات رفض النقل واتبع العقل وأيقن تماما أن النسخه الابراهيميه الأخيره مشوهه ولا تصلح حتى لزمانها ..لكن هل له من مؤيدين ؟ يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

المسلم ضحية النسخه الأخيره من الأديان الابراهيميه مع أنه من المفروض أن تكون النسخه المنقحه والأرقى ممن سبقها على أساس أنها النسخه الأخيره ...ولكن جاءت بالأسوأ فى كل شئ ...المسلم لا يصدق أنها نسخه مشوهه لأنها تعاليم ربانيه نازله من السماء ..والمسلم الذى يفكر بالعقل وبدون عاطفه يترك دين الله ولكن يخشى السيف الذى يدحرج رقبته على صدره وهذه هى أم المشاكل ..حاكم الامارات لديه قدر من الشجاعه والصدق مع النفس وأعتقد أن شعب الامارات هو الأقل غوغائيه وأقل شعوذه ولذلك مضت فى طريق التقدم ومضت الأمور فى طريق سليم ..انتهى

{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين}،
asd -

هل تعطينا ايلاف اللبرالية حق الرد على الكنسيين من غجر المهجر لنقول : وهيه فين الكراهية في الاسلام والمسلمين ؟! لو كان هذا حقيقي وليس افتراء يا شتام كنت ما وصلت متسلسلاً من اسلافك الكفار والمشركين الى حوار التعليقات في ايلاف لتشتم و تفتري و تنشر الكراهية بخلاف وصايا وتعاليم ربك و دينك يا مهرطق ، هوه في حد بيكره حد يسيبه يعيش ؟ وهو فين القتل يا مفتري شتام ؟ و الواقع يكذبك بوجود ملايين المسيحيين ومن غيرهم في ارض الاسلام ولهم آلاف الكنايس والاديرة والمعابد منذ الف واربعمائة عام ونيف ، و هو في حد بيكره حد يسيبه يتكاثر ولا يفعل به ما فعلته المسيحية الرحيمة بالشعوب الاصلية للعالم القديم والعالم الجديد ، انت سليل كنيسة تبخ في رعاياها الكراهية والحقد ليس ضد المسلمين بل ضد الطوائف المسيحية الاخرى وتلعنها و تحتكر الملكوت عنها الاتستحي .ان الجحيم الابدي نهايتك بالمسيحية والاسلام وبكل الاديان يا مهرطق لئيم شتام ..من جهة ثانية يقول العلمانيون الملاحدة من ابناء المسلمين ممن تأثروا بالفكر المادي الغربي لا يجوز للمتدينين ان يستغلوا الدين في السياسةً، فما بالهم يتورطون في دعوات دينية مثل البيت الابراهيمي في السياسة ؟! ان بيت ابراهيم هو بيت الديانة التوحيدية الخالصة لله منذ ان حطم ابراهيم عليه السلام بفأسه كل ما يرمز للوثنية ، ولو عاد بحطم البيت الابراهيمي المبتدع اذ كيف يجتمع الوثنيون (المسيحيون ) واليهود الملاحدة مع الموحدين من المسلمين من السُنة ؟! ان اصحاب الاديان والمذاهب الاخرى باطنيون بمعنى يظهرون غير ما يخفون فالواحد منهم قد يضحك في وجهك وقد يدعي انه يوافقك مجاملة وتقية ولكن يبقى اللي في القلب في القلب يا كنيسه ، وعلى خلاف ما يروجه هؤلاء عن ربهم انه محب وكيوت الا انه بالخلاف من ذلك فهو سباب شتام عصبي غاضب جبار عابس رب جنود ، في الواقع هم اعرف منا بربهم من واقع نصوصهم التي يعرفونها و يخفونها ويروجون الصورة الكيوت لربهم ، نحن ربنا الرحمان الرحيم ورب العالمين الذي ما قطع نعمته عن كافر ومشرك وكافر وحسابه عنده مؤجل ان ربنا له صفات الرحموت و صفات الجبروت ، فهو جل شانه غفور رحيم لمن آمن به وهو ايضا شديد العقاب لمن كفر به واشرك معه ..

كنيسة شيطانية سوداء خبيثة تعبيء رعاياها بالكراهية والحقد الكنسي والنفسي السرطاني
ابوالصلوح -

المنصرون شياطين دعاة الى جهنم ، و الكنسية القبطية كنيسة أصولية متطرفة حتى ضد المسيحيين من الطوائف الاخرى ، وحتى ضد رعاياها المطالبين بالاصلاح الكنسي ، بل وضد القساوسة المعتدلين ، للكنيسة القبطية مدارس احد تدرس شتم الاسلام وشتم رسول الاسلام للتنفير من الاسلام كما فضح ذلك الرهبان والقساوسة الذين اهتدوا الى الاسلام ، للكنيسة قنوات فضائية غرضها اثارة الشبهات الخبيثة ضد الاسلام ، الكنيسة القبطية فاسدة من رأسها ولا يتورع آباءها لا يتورعون عن اي خطية وارتكاب الكبائر ، والكنيسة القبطية تنفث الاحقاد التاريخية ضد الاسلام والمسلمين واثارة موضوع الاضطهاد ولم يذكروا ان للاسلام والمسلمين الفضل العظيم في حمايتهم من الابادة ومذهبهم من الانقراض على يد اخوانهم في الدين الرومان الملكانيين المحتلين لمصر ..

فقط في المسيحية يولد الاطفال خاطئون
متابع -

الأطفال هم نموذج الطهر .. لا كذب.. لا ظلم .‏تحبهم مهما فعلوا او كسروا أو اخطؤوا‏لا احد يحاسبهم‏لا قانون في الدنيا يؤثمهم على ما يفعلون‏المسيحية فقط هي من تعتبر الطفل مذنبا مستحقا للعقوبة من لحظة ميلاده‏النص الذي ترونه ملونا هو اقتباس لأوغسطين من سفر أيوب‏فقط المسيحية تجرم الأطفال