هاري سوليفان وبناء الشخصية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكن اعتبارُ الشخصيَّةِ النمطَ الثابتَ نسبيَّاً للمواقف المتكرّرة في علاقات الأفراد؛ والذي يتأثَّر على الدوام بالعوامل الثقافية والاجتماعية المحيطة. هكذا يُعرِّف الطبيب وعالِم النفس هاري سوليفان الشخصية.
سوليفان، وهو صاحب نظريَّة التحليل بالارتكاز على الملاحظة المباشرة للظواهر الماديَّة والملموسة، يرى بأن الأهميَّة الكبرى في بناء الشخصيَّة تأتي من خلال العلاقات الشخصيَّة سواء أكانت فعليَّةً أم متخيَّلةً.
كما أنه يؤكّد على دور اتصال الشخصيَّة ومجموعة الروابط الناشئة عن هذا الاتصال، في تشكيل الشخصيَّة، مع عدم إهماله لدور العوامل البيولوجيَّة الوراثيَّة كمساهم آخر في تشكيلها.
ويتحدّث سوليفان أيضاً عن العلاقة المتبادلة ما بين المعالِج والمعالَج؛ معتبراً بأنَّ الشخصيَّة تتجلَّى فقط في حالةٍ واحدةٍ، وهي من خلال سلوك الفرد تجاه الجماعة.
كما يدافع عن مفهوم الطب النفسيّ؛ قائلاً بضرورةِ أن يكون هدفه الأساسي دراسةَ التفاعلات ما بين البشر، ناهيك عن إسهاماتهِ في علاج مرض الذُّهان بالتركيز على البعد الإنساني والاحترام في التعاطي مع المرضى، ورؤيته حول كيفيَّة حصول الفصام ومحاولاته في تطوير علم النفس المرضيّ.
يضاف إلى ذلك كلِّه، في حقله الإكلينيكيّ، العبارة الشهيرة التي تقول "التواجد هنا غيرُ كافٍ". في إشارةٍ منه لدفع المريض أو طالب الاستشارة على مساعدة نفسه.
إنَّ الشخصية، بحسب سوليفان، تقف على أرجلٍ ثلاث هي:
الاحتياجات (يرى بأن الاحتياجات الأمنيَّة أكثر سيكولوجيَّةً من تلك المتعلّقة بأجزاء محدَّدة من الجسم كالحاجة إلى الطعام مثلاً، ومثال الحاجة الأمنيَّة البحث عن احترام الذات) والديناميكيات، ثمَّ نظام الذات الذي يهدف إلى اتِّقاء القلق والتخفيف منه عن طريق الآخرين.
بعد إدارة مشكلة القلق، تأتي محاولة الحفاظ على احترام الذات وتوكيدها، والانشغال بالصورة الاجتماعيَّة.
وأخيراً الطريقة التي يفسِّر بها الطفل العالم ذهنيَّاً، والتي سيكون لها أهميتها الكبرى في علاقات الطفل الاجتماعيَّة طوال حياته، وقد سمَّى هذه العملية بـ"التجسيد".
أخيراً، لم يُبدِ سوليفان اهتماماً بالليبيدو، بل بالعلاقة الشخصية المتبادلة. وعلى الرغم من ذلك فإنَّ كثيرين يُصرُّون على تصنيفه ضمن الفرويديَّين.