العراق ومقومات الدولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المعروف وفق اغلب النظريات السياسية ان مقومات نشوء الدول هي الأرض او الإقليم والشعب والحكومة والسيادة ووفق اجتهادات مختلفة حول هذا النشوء هناك نظريات الإرادة الالاهية والقوة والعقد الاجتماعي.... الخ.
بالعودة الى العراق الحالي فالأرض تم تحديدها وفق معاهدات بريطانية &- فرنسية في اعقاب الحرب العالمية الأولى وحدودها الى اليوم موضوع منازعات إقليمية كما تم تشكيل شعبه من ثلاث مكونات رئيسة لا يجمعها جامع والحكومات المتعاقبة كانت لعبة بيد القوى الدولية والإقليمية والسيادة فهي حقا حديث خرافة فقد تم دفن السيادة العراقية لصالح الدول الإقليمية وحتى عن نشأة هذه الدولة فان أيا من نظريات نشوء الدول لا ينطبق عليها وانما تأسست بموجب الاتفاق البريطاني &- الفرنسي السابق الذكر ضمانا لمصالحهما بعيد الحرب العالمية الأولى ولا علاقة لمكونات العراق بهذا التأسيس، خاصة بالنسبة لشعب كوردستان حيث الحقت كوردستان الجنوبية قسرا بالدولة الحديثة التأسيس وسحقت الثورات الكوردية ببشاعة.
لما سبق فليس غريبا ان تقع هذه الدولة حاليا فريسة كل من هب ودب من قوى دولية وأخرى إقليمية اذ لا وجود لهوية وطنية موحدة مميزة ولا سيادة حقيقية ولا حكومة قادرة على معالجة المشاكل الموروثة والحالية وارساء الأسس الصحيحة لدولة حقيقية.
ان حرمان مكونات العراق الحالي من حقها المشروع في اختيار النظام الذي يلائم ويتفق مع مصالحها، كما حدث مع الاستفتاء الكوردستاني، في الوقت الذي يشكل تعسفا واضطهادا مرفوضا يعبر أيضا عن منتهى الصلافة والاستهانة بحقوق الانسان من قبل كل الذين يقفون ضد إرادة مكونات العراق الحرة سواء بالاتحاد الاختياري (الموجود كحبر على ورق في الدستور الاتحادي) او بالتقسيم السلمي الودي.
خلال قرن من الزمان منذ تأسيس هذه الدولة غير المتجانسة، جرب العرب السنة كل ما في وسعهم لإلغاء العرب الشيعة والشعب الكوردستاني، وعندما سنحت الظروف للعرب الشيعة لاستلام الحكم جربوا أيضا كل ما في وسعهم لإلغاء وجود العرب السنة وشعب كوردستان وستبقى هذه الحرب مستمرة الى ما شاء الله مالم تتدارك مكونات العراق الموضوع برمته والخروج بصيغة مقبولة من الجميع اما بتأسيس دولة عراقيا موحدة اختياريا واما التقسيم الذي يفرض نفسه يوميا والا فان نهر الدماء سيستمر ولن يكتب النصر في هذه الحرب العبثية الطائفية والعنصرية لأي طرف وانما سيدفع الجميع ثمنها الباهض وتبعاتها على الاقتصاد والثقافة والسيادة والحياة الكريمة و.......الخ
السؤال هو: إذا كانت قوى دولية وإقليمية ذات المصلحة في الإبقاء على العراق بوضعه الحالي، فما مصلحة مكونات العراق في هذا الوضع المزرى واستمرار المأساة ولم لا يتفقون على انهاء هذا الوضع الشاذ الذي خلقته أساسا المصالح الاستعمارية في المنطقة؟؟؟ هل هو التخلف عن الركب الحضاري ام الرغبة الجامحة في السيطرة المطلقة وإلغاء وجود الاخرين!!!!
مكونات العراق مدعوة لإيجاد صيغة جديدة وطرح مبادرات عملية لمعالجة الوضع الحالي قبل ان يقع الجميع فريسة دوامة أتعس.
التعليقات
كلام جميل
ابو تارا -كلام حمبل وصحيح وعقلانى وحكيم الجل الامثل لمعضلة الحكم بالعراق بانشاء ثلاث فيدراليات للمكونات الثلاثة الرئيسية ليحصل كل ذى حق على حقه المشروع فى العيش بسلام وحرية وكرامة ليتنافسوا على الخير بدلا الشر
الاستعمار الانكليزي والدولة العراقية
برجس شويش -الحقيقة التي يجهلها معظم العراقين من غير الكورد, الذين لا يدرون بان المستعمر الانكليزي هو الاب البيولوجي للدولة العراقية , فهو الذي انشأ دولة العراق وعين ملكا من الخارج عليها وهو الذي رسم حدودها ونهج نظامها وسلوكه.على العراقين ان يعرفوا بان الانكليز هو الذي خلق واوجد الدولة العراقية وضم وطن الكورد كوردستان الى العراق قسرا وظلما.
وإدامة الصراعات والاستمرار
ماهين شيخاني -لا شك ان سؤالك بمحله وكل ذو بصيرة يعي ذلك . اعتقد نسبة أصحاب العقول النيرة والثاقبة كثيرة في الدولة العراقية وبين جميع القوميا ت والطوائف , لكن شراء الذمم أيضاً ليسوا بقلة وخاصة الصفوف الامامية ممن يستلم زمام الامور , أقصد رؤساء الاحواب الموالية للدول المجاورة والتيتخدم مصالحهم الشخصية ببقاء مكونات العراق في عدم الاستقرار وخلق نعرات طائفية وقومية وإدامة الصراعات والاستمرار لهذا الوضع الشاذ الذي خلقته المصالح الاستعمارية في المنطقة ولمصلحة حكام الدول الاقليمية .
ببغاوات السياسة
ابو زیاد -منذ متى كان العراقيون يتحدثون عن المكونات بهذه الصيغة الامريكية؟ هذا الكلام ابتدعه الامريكان عند محاربتهم النظام السابق ويكفي الرجوع إلى قانون تقسيم العراق الذي أخرجه جو بايدن سنة ١٩٩٧ لمعرفة الحقائق. لو رجعنا الى نشأة الدول في العصر الحديث نجد ان معظمها تشكل بنفس طريقة تأسيس العراق. هل توجد دولة في العالم مكونة من "مكون" واحد متجانس في العرق واللغة والدين والمذهب؟وهل تقسيم العراق الى ثلاث دويلات سوف يحل المشكلة؟ الا يوجد كردي سني وكردي شيعي وكردي فيلي وغيرهم، وهل سيتم تقسم الدويلة الى تقسيمات فرعية؟اما اذا كان الكاتب يريد الاستعانة ببعض المفاهيم الخاطئة لتبرير وجهة نظره فذلك اشبه بترديد كلام الآخرين كالببغاء دون التفكير والتدبر.
الشيعة لا يصلحون للحكم
بس اقول -ثمانون بالمائة من كوادر البعث شيعة ؟!