كتَّاب إيلاف

الملالي و"طالبان": صدامٌ أم احتواء؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العلاقة بين نظام الملالي الايراني وحركة "طالبان" يحكمها موروث من الشكوك والهواجس وانعدام الثقة، واليوم باتت علاقة الضرورة، حيث لا غنى للملالي عن التحاور مع الحركة وبناء علاقات براغماتية معها، ولكن ذلك لا ينفي شعور النظام الايراني بالعجز وعدم القدرة على التحرك من أجل حماية الشيعة الأفغان كما اعتاد أن يفعل في دول أخرى مجاورة.

شيعة أفغانستان أو أقلية الهزارة التي تعد ثالث أكبر مجموعة عرقية في البلاد، بنسبة تتراوح بين 10ـ 15 % من إجمالي مجموع السكان، عاشوا سنوات طويلة من الصدام والصراع مع حركة "طالبان" الباشتونية، ثم باتوا مؤخراً هدف لتنظيم "داعش ـ خراسان"، الذي نفذ عمليات اجرامية عدة ضد مساجد تابعة للشيعة الأفغان، ما يضع نظام الملالي الايراني في موقف صعب للغاية، كونه انتقل من حالة العداء مع طالبان إلى نسج علاقات مصالحية قوية مع الحركة.

المعضلة التي تواجه الملالي تكمن في صعوبة التدخل في أفغانستان من أجل حماية الشيعة كما فعل الحرس الثوري والميلشيات التابعة له في دول أخرى مجاورة، حيث تدخلت إيران بدافع طائفي ومن خلال أذرع ميلشياوية مسلحة وشبكة من الوكلاء الاقليميين الذين يشرف عليهم ويديرهم الحرس الثوري الايراني، وأفغانستان قد لا تكون استثناء من هذه الأنشطة، فلواء "فاطميون" الذي تدخل في سوريا تحت قيادة إيرانية يتشكل من شيعة الهزارة الأفغان، فهل يمكن للملالي إعادة توجيه هذه القوة الطائفية لخوض صراع ضد "داعش ـ خراسان" لوقف اعتداءات التنظيم ضد الشيعة الأفغان؟

المؤكد أن "طالبان" لن تقبل بوجود أي ميلشيا تابعة للنظام الايراني على الأراضي الأفغانية، خشية أن يتكرر السيناريو العراقي أو اللبناني ويتحول نفوذ هذا الميلشيا إلى تحد خطر يهدد نفوذ حكومة طالبان مستقبلاً، لاسيما أن "طالبان" تدرك مدة خطورة لواء "فاطميون" والخبرات العسكرية التي اكتسبها طيلة سنوات الحرب في سوريا، وبالتالي فليس أمام الملالي سوى محاولة التوصل إلى طريقة تضمن خلالها حماية اقلية الهزارة من دون التدخل عسكرياً في البلد المجاور.

في جميع الأحوال يمكن القطع بأن الحرس الثوري الايراني لن يقدم على التدخل العسكري المباشر في أفغانستان لأسباب واعتبارات عدة منها الخوف من تحول الصراع على أرض هذا البلد إلى "مستنقع" يتم خلالها تصفية قوات الحرس الثوري واغراقه في المستنقع الأفغاني، ومنها أيضاً دروس الماضي القريب والبعيد للجيوش الكبرى في أفغانستان، بما يجعل فكرة التدخل لأيران أو غيرها مغامرة غير محسوبة ولا مأمونة العواقب.

الحقيقة أن نظام الملالي ظل ينظر ـ منذ سنوات طويلة ـ إلى أي تدخل عسكري في أفغانستان بريبة شديدة، فالعلاقة بين الجانبين تخيم عليها الشكوك منذ هجوم عناصر حركة "طالبان" على مزار الشريف شمال أفغانستان عام 1998 ومقتل عدد من الدبلوماسيين الايرانيين، حيث حشدت إيران قواتها على حدود أفغانستان ولكنها امتنعت في الأخير عن التدخل انتقاماً لدبلوماسييها بتعليمات عليا من المرشد الأعلى علي خامنئي خشية التورط في رمال أفغانستان المتحركة. ورغم تغير نظرة الملالي إلى حركة طالبان على الأقل من باب المصالحية السياسية، والرغبة في امتلاك موطأ قدم في أفغانستان، فإن من الصعب توقع حدوث أي تدخل إيراني في أفغانستان سواء من خلال الدفع بعناصر "فاطيمون" أو من خلال تسليح الهزارة وتمويلهم من أجل خوض صراع ضد تنظيم "داعش ـ خراسان".

ايران التي انضمت من قبل إلى الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى لدعم التحالف الشمالي الأفغاني ضد طالبان لا تريد اليوم الدخول في أي مواجهة مع الحركة الأفغانية، لاسيما أن العلاقات بين الجانبين قد تغيرت كثيراً حتى أن طهران قد استضافت وفد من ممثلي طالبان من المكتب السياسي المؤقت للحركة في الدوحة بقيادة الملا عبدالغني برادر الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس الوزراء الأفغاني لمناقشة الوضع في أفغانستان، والمؤشرات جميعها تؤكد أن إيران تسعى إلى بناء علاقات عمل براجماتية مع طالبان، وتسعى بكل الطرق للتعاون مع دول أخرى مثل روسيا والصين والهند من أجل اقناع الحركة بتشكيل حكومة موسعة وإشراك كافة الطيف الأفغاني في حكم البلاد.

لا يمكن لأحد توقع أي تدخل إيراني لحماية شيعة أفغانستان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والأرجح أن يركز الملالي على دعم الجهود الاقليمية والدولية الخاصة بدعم حركة طالبان وتشجيعها على مواجهة تنظيم "داعش ـ خراسان" والقضاء عليه فضلاً عن إلزامها بتوفير الحماية الأمنية اللازمة للهزارة ومساجدهم، لاسيما أن التنظيم لا يستهدف شيعة أفغانستان فقط، بل يمتد خطره لدول أخرى عديدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معدة الامارات وسوء الهضم !
متابع -

قائد سلاح الجو الاماراتي يزور إسرائيل ويلتقي قائد سلاح جوها عميرام نوركن ‏بغض النظر عن الموقف من التطبيع ‏هذا السلوك لن يخدم مصالح الإمارات ويجعلها متهمة بالتعاون مع أي جهد حربي اسرائيلي يستهدف دولا في المنطقة ‏معدة الإمارات الضئيلة تعجز عن هضم مثل هذه التداعيات

الى الغبى منه فيه وبالعكس - وبعد التحيه
فول على طول -

الامارات دوله ذات سياده وهى حره فى علاقاتها وسمو الشيخ حاكم الامارات نبذ النقل واحترم العقل من زمان ولذلك تقدم ببلاده وبشعبه ...وطرد كل الشعوذات والمشعوذين من بلده ...ومن جاور السعيد يسعد ولعلك تفهم ..ماذا جنيتم من العروبه ومن الشعوذات غير البؤس والتخلف والفقر والجهل والمرض ؟

عناق مبتذل دليل تأزم !
مصطفى -

كل هذا العناق مع كيان الاحتلال، والذي يتجاوز الابتذال، ليس عشقا ولا هياما، بل عنوان لتأزّم من العيار الثقيل. ‏من يصادمون وعي شعوبهم وأمّتهم، لا بد أن يطلبوا رضا عدوهم؛ بحثا عن الشرعية والحماية. ‏لعبة جرّبها كثيرون من قبل، وانتهوا حيث يعرف الجميع؛ في الواقع وفي صفحات التاريخ.

لماذا يدافع غلاة المتطرفين من غجر المهجر عن اليهود الغاضبين والمطبعين معهم ؟!
ابوالصلوح -

لماذا يمجد الشتامون اللئام.من غلاة غجر المهجر الارثوذوكس ومتطرفيهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني ؟ ويشتمون الاحرار ، هل لأن العرق دساس ؟ لماذا يدافع ارثوذوكسي حاقد وسافل جاهل مثلك عن الغاصبين اليهود الا ان تكون من جذور يهودية معلوم ان الارثوذوكس استوطنوا مصراً من مصدرين من اليونان وعملوا في إسطبلات الرومان المحتلين لمصر او يهود قدموا من ارض كنعان وعملوا في مناجم المصريين وتمسحنوا بعد ذلك وهذا سبب كراهية الارثوذوكس وكنيستهم السوداء للمصريين خاصة و المسلمين عامة ، ان الدعاوي التوراتية التي يتبجح بها الارثوذوكسي الجاهل العجوز فولبتير قد فندها المؤرخون الصهاينة الجدد أنفسهم والبعثات التنقيبية الصهيو مسيحية عملت طوال مائة عام في ارض فلسطين ولم تحصل على شيء وهذا يفسر سطو الصهاينة على التراث الفلسطيني ونسبوه اليهم ان اليهود قد كنسوا مرتين من ارض فلسطين ووعد الآخرة الثالث قادم لا محالة وسيكنس الصهاينة وسيكنس معهم كل الصليبيين المتصهينين وكذا النظام الوظيفي العربي الذي يسارع الخطى للتطبيع مع الصهاينة ولن يصح الا الصحيح . فالكيان الصهيوني كيان وظيفي وعندما يتعرض لخطر وجودي سوف ينتحر او يغادر وستكون الاولوية في المغادرة لليهود الغربيين اما اليهود الشرقيين فسينتحرون او يمزقون بسكاكين وأسنان الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين .

هلاك خدام الصهاينة
متابع -

هلك اليوم اعلامي خليجي كان يردد الاسرائيلي اشرف من الفلسطيني ، حسابه عند الواحد الاحد