فضاء الرأي

لا أحد يهتم بأطفال غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بينما تتركز اهتمامات الغزيين بملف المساعدات والاعمار وتصاريح العمل، وتنشغل حماس بملف المفاوضات والهدنة والأسرى، تشير تقارير اليونيسيف الى ارقام خطيرة تشير الى سوء الحالة النفسية التي يتواجد فيها أطفال القطاع في ظل غياب الدعم والعلاج النفسي وغياب مراكز الترفيه وهشاشة البنية التحتية للمؤسسات التربوية التي تعاني من قلة الإمكانيات، وان كانت غزة لا تشكل استثناءا في البيئة العربية التي لا تولي اهتماما للصحة النفسية للأطفال الا أن حالة الحصار الذي يعانيه القطاع بالإضافة الى الجولة الأخيرة من الحرب زادت من تعقيد الوضع الإنساني للبراءة التي لا ذنب لها من كل ما يجري على الأرض.

لقد خلقت الحرب الأخيرة وقعا أليما على الحالة النفسية للأطفال الذين تأثروا بالقصف الإسرائيلي وحجم الدمار الذي خلفته الصواريخ التي سقطت في المناطق السكنية، ولكن هذا لا يعني الغاء مسؤولية حكومة غزة في إيجاد الدعم المادي اللازم من الداخل والخارج لاحتواء أطفال غزة وتوفير كل وسائل الدعم النفسي بغية اخراج الطفل من الصدمة التي خلفتها اثار أصوات القصف ومشاهد الخراب في الشارع، وقد أتبثث الاحصائيات الأخيرة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، إن ما يزيد عن نصف الأطفال في قطاع غزة بحاجة إلى دعم وتدخل نفسي بسبب تأثيرات العدوان الإسرائيلي الأخير في مايو/أيار الماضي، كما تعاني الطفولة من مخلفات الوضع الاقتصادي لعائلاتهم وتضاعف معدلات البطالة بشكل رهيب في الأسر الغزية مما ينتج عنه المزيد من الحرمان العاطفي والمادي للأطفال وعدم قدرة العائلات على توفي جو مناسب من الاستقرار النفسي داخل البيت.

تأخر المساعدات المالية وعمليات الاعمار كان لها وقع أيضا على أطفال غزة حيث كان من المنتظر تخصيص حصة مالية لدعم مراكز التعليم ودور الرعاية وانشاء مراكز خاصة بالترفيه تساهم من تخفيف وطأة الحالة النفسية، وتضع الطفل في بيئة مناسبة لمرحلته العمرية، بدل التركيز على المعسكرات التدريبية والمخيمات الشبه عسكرية وهي فكرة تعود لزمن النازية والبلشفية قد أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد تستجيب لعصر التكنولوجيا والرقمنة وتعير مناهج التربية والتعليم التي تراهن على ادخال المزيد من التكنولوجيا في المدارس وهذا الشي الذي لن نتحدث عنه لانه صعب المنال وانما يكفينا توفير اللازم من اللازم وابسط متطلبات الطفولة في محيط تتخلله العديد من التوترات الأمنية.

ان غياب أخصاء الدعم النفسي لأطفال في غزة له انعكاس سلبي مباشر على تكوين شخصية الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بشبح الصراعات الحروب و يبدوا أن حكومة حماس لا تأبه للخطر الذي سيترتب على غياب الرعاية النفسية والاجتماعية للاطفال في مرحلة عمرية تصقل الشخصية وتحظر الجيل الجديد لحمل راية الوطن، ان هذا الاهمال الذي يعاني منه أطفال القطاع له سلبيات على المدى البعيد، اذ تظهر الدراسات الحديثة بأن الطفولة المليئة بالعنف تسهل التسرب المدرسي تؤدي الى خلق جيل من الشباب ذي سلوك عدواني يسهل أن تفتكه مخالب المخدرات.

لا أحد من المسؤولين يأبه للطفولة التي تعاني في صمت وتتحمل تبعات سياسة تجر القطاع الى المزيد من المعاناة التي ستلقي بظلالها على ابناءنا، لا أحد يفكر في أن للطفولة حق في أموال المساعدات وحق في تنمية المنشأة التربوية، لا أحد يفكر في الأطفال قبل الدخول في عملية عسكرية تجلب الدمار والخراب للطرفين على حد سواء، بكتفي الطرفان بانتهاز الفرص لتصوير مشاهد جثث الأطفال ملقاة بين ركام البنايات، ليشتروا بها ثمنا قليلا للتأثير على الرأي العام العالمي، لا يمكننا أن نلغي حق أطفال غزة في العيش بعيدا عن الصراعات والحق في الرعاية والحق في تعليم محترم ودور للترفيه والاكتساب المعرفي . هذا هو الاستثمار الذي يعود بالنفع على قضيتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بدأت صح
صالح -

المسؤول الاول والاخير حماس وليست حكومة تنزانيا او منظمة مجادهي خلق او منظمة تربية النحل

المساعدات الايرانية
عابر سبيل -

الكل يعلم ان حماس تحارب اسرائيل بالوكالة عن ايران وهذا هو سبب مآسي غزة فلماذا لا تقوم ايران بمساعدة غزة بدلا من مطالبة دول أخرى للمساعدة. اعتقد ان على ايران ارسال مساعدات غذائية وطبية الى غزة بدلا من ارسال شحنات الصواريخ الفاشلة.

رغم الحصار اطفال غزة افضل حالا من اطفال العراق وسوريا ومصر واليمن
رداً على الانعزاليين الشعوبيين المتصهينيين -

معاناة اطفال غزة يتحملها رئيس دولة فلسطين المزعوم محمود عباس وسلطة اوسلو الخيانية ذات التنسيق الامني وقمع احرار فلسطين ولو كانوا علمانيين عباس الذي يحاصر مع الكيان الصهيوني ومصر والعرب. الفلسطينين في غزة ويقطع عنهم الرواتب وينسق مع الاحتلال والانظمة العربية الوظيفية الاخرى لخنق الغزاويين لمصلحة الاحتلال ، لماذا لا يلام الاحتلال لما لا يلام ما يسمى المجتمع الدولي منظمات الامم المتحدة الاونروا التي باتت جزء من مشروع خنق سكان غزة .. وأشهد أن أهل غزة يعانون الحصار وبطش الاحتلال ويخوضون المعارك العسكرية ضد الغزاة، ولكن حياتهم الأمنية والمعيشية أفضل حالاً من معظم سكان الأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر واليمن والسودان وليبيا وتونس ‏لا تصدقوا المتخاذلين ‏فلا يبيت جائع في غزة ‏ولا يبيت فيها خائف على نفسه وعرضه وماله

متصهينين بلا آدمية ؟!
متابع -

إن الانسان اذا تصهين ، فاول ما يسقط فيه أخلاقه ثم آدميته ..

بدنا نعيش خلونا نعيش ؟!
ابن فلسطين -

تتضمن اعتداءات المحتلين اليهود على الفلسطينيين: اجتثاث أشجار زيتون وحرقها، وإحراق مساجد وتحطيم سياراتهم ورعي قطيع يهودي في حقول وكروم للفلسطينيين، وسرقة المحصول، وإرسال حوامات للتجسس على الفلسطينيين، واعتداءات على قاطفي الزيتون والرعاة بالكلاب، ورشق الحجارة، وإطلاق النار الحي.بدنا نعيش خلونا نعيش ولو ؟!

سُلطة الاحتلال الفاخر ؟!
لمعلوماتك -

صحيفة هارتس الصهيونية طلبت من أمريكا الضغط على أوروبا والخليج العربي لتقديم مساعدات عاجلة لسلطة العميل محمود عباس الكيان لم يفعل ذلك حبا للفلسطينيين، بل لأن هذه السلطة توفر لليهود أرخص احتلال على وجه الأرض؛ فالكيان يصادر الأرض ويغتصب والسلطة تسهم في حمايته عبر التنسيق و التعاون الأمني ؟!