كتَّاب إيلاف

ما يحتاجه السودان قبل "الديموقراطية"!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حتى لو أغضبنا هذا الإنسان الطيب الذي يتمتع بكفاءةٍ عاليةٍ الدكتور عبد الله حمدوك فإنّ ما وصلت إليه أوضاع هذا البلد الجميل والعظيم السودان تتطلّب ليس إنقلاباً عسكرياً واحداً هو هذا الإنقلاب "اللطيف" الذي قام به مضطراً الجنرال عبد الفتاح البرهان الذي قد اضطر "لطأطأة" رأسه للذين فشلوا في أن يلملوا أوضاع هذا البلد الذي يجب أن يكون موحداً وفي طليعة الدول العربية.

لقد كنا قد تعرفنا على هذا البلد العظيم وأهله الطيبين حقاً من خلال الطلبة السودانيين الذين كنا قد زاملناهم في الحركة الطلابية العربية والذين كانوا قد زاملونا في جامعات العراق وجامعات سوريا وأيضاً في جامعات مصر إن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.. وفي عهود ما بعده وحقيقةً أنّ ما كان هناك إتفاقاً وإجماعاً عليه هو أنّ زملاءنا السودانيين قد عززوا لدينا القناعة بأنّ الشعب السوداني يمتاز بالطيبة وبسموِّ الأخلاق.. وأيضاً بالوطنية الفعلية وبالإلتزام القومي بدون أي تعصبٍ إقليميٍ وأي نزعاتٍ قطرية!!

كنت في مرحلةٍ لاحقةٍ قد تعرفت على خيرة من أنجبتهم السودان ومن بينهم "الإخواني" حسن الترابي والصادق المهدي وكثيرين من الذين استضافونا في بيوتهم وأشعرونا بأننا لسنا غرباء في هذا البلد الذي كان ذات يوم بات بعيداً يشكل مع مصر "الفاروقية" دولة واحدة والذي كان أبشع نظام فيه هو نظام جعفر النميري الذي لم تعلق المشانق وتتم الإعدامات إلّا في عهده غير الميمون الذي كان غريباً على السودان الجميل وشعبه الطيب.

والآن فإنّ ما يوجع قلوب الذين "يعشقون" السودان والذي يعتبرون الشعب السوداني أقرب إليهم هو أنّ هذا البلد العظيم.. الكبير الذي هو من خيرة الأوطان العربية قد بات ثلاثة أجزاءٍ..وثلاثة أقاليم وإن هذا ما استدعى أن يبرز الجيش السوداني الذي كنا قد تعرفنا عليه كمساندٍ في دولٍ عربيةٍ كثيرةٍ وبقيادة هذا الجنرال الطيب عبد الفتاح البرهان الذي يستحق أن يصبح على رأس دولةٍ ديموقراطية موحدة.

وهنا.. وفي النهاية فإنّ المؤكد أن وراء كل هذا التشرذم السوداني جهاتا كثيرة.. من بينها بعض الجهات العربية وذلك بالإضافة إلى كل الدول الغربية والشرقية.. والجنوبية والشمالية التي تسعى لأن تكون لها حصةً مجزيةً في هذا البلد الذي يفيض عسلاً ولبناً كما يقال.. ومما يعني أن المطلوب هو أن لا يخضع الجنرال البرهان لمحاولات تركيعه.. فالسودان قبل كل هذه "السوالف" الديموقراطية بحاجةٍ إلى التوحيد وبحاجةٍ إلى الاستقلال وبحاجةٍ إلى التخلص من كل هؤلاء الطامعين به وبخيراته وبمياهه.. وبكل شيء!!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف