كتَّاب إيلاف

دكتاتورية بوجه ديمقراطي!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل العراق دولة ديمقراطية؟. الجواب: نعم. وألف نعم..

فالانتخابات تنظم فيها دوريا وكل أربع سنوات وأحيانا تجري إنتخابات مبكرة أيضا. وهناك تداول للسلطة سلميا. وكانت فيها الى حين وزارة تسمى (وزارة حقوق الانسان) تحولت فيما بعد الى هيئة مستقلة. وفيها شبكة رسمية للإعلام الحر وقنوات إعلامية متعددة. وفيها قطاع خاص حر وفرص إستثمار كثيرة. وهناك حرية للأحزاب في العمل السياسي. والدستور موجود ونافذ. إذن الحال في العراق هو عال العال ولا تختلف ديمقراطيته عن ديمقراطيات أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسويد والدانمارك.

على نفس المنوال يتمتع إقليم كردستان بنفس مباهج الديمقراطية بل ويعد أكثر بهجة من القسم الآخر من العراق حتى أن هناك دعوات لنقل تجربة كردستان الفذة الى بقية أجزاء العراق والعالم من حيث توفر الحريات والتعايش السلمي بين المكونات.

كل ما ذكرت أعلاه هي موجودة ولكن على الورق فقط وعلى شاشات التلفزيونات المحلية والقنوات الإعلامية، أما الممارسة فهي شيء آخر.

فالديمقراطية في العراق أتاحت الفرصة أمام ظهور أحزاب طائفية مقيتة مغرقة في الكره والحقد على كل ماهو ديمقراطي وقبول الآخر. ولعل الحرب الطائفية التي شهدها البلد بين السنة والشيعة على إسمي (عمر وعلي) بين عامي 2006-2007 هي خير دليل على إفتقاد العراق للحياة الديمقراطية وعمادها حرية الفكر والعقيدة.

والديمقراطية في العراق أظهرت عصابات مافياوية وطبقات سياسية مغرقة في الفساد تستأثر منذ ما يقرب من عشرين عاما بكل خيرات البلد مانعة حتى فتات الموائد عن عموم الشعب.

والديمقراطية في العراق أنتجت مسلسل الإغتيالات بكواتم الصوت وقتل المتظاهرين والسماح بتهريب مئات المليارات المسروقة من أموال الدولة الى حسابات بنكية خاصة في الخارج.

والديمقراطية في العراق فوضت برلمانه بإستصدار قانون لتشكيل الحشد الشعبي الموالي عددا وعدة الى الولي الفقيه المرشد الأعلى في طهران.

أما في كردستاننا الحبيبة والتي ما زالت هي جزء من العراق الديمقراطي، فإن ديمقراطيتها تسمح لكل فرد من العائلات الحاكمة أن يكون لها جيش خاص مؤلف من ألوية وأفواج مليشياوية تتسلم رواتبها وسلاحها من الحكومة وهي غير خاضعة لأي قيادة عسكرية رسمية!.

وتسمح الديمقراطية في كردستان لرؤساء العشائر والعلائلات الحاكمة أن تستأثر بثروات الإقليم وتنهب وتسرق أموال وميزانية الدولة وتكون لها حصة في إيرادات الجمارك والضرائب!.

والديمقراطية في كردستان تسمح لقادة الأحزاب ورؤساء العشائر أن يؤسسوا لشركات عقارية ونفطية ويمارسوا الأعمال التجارية بما فيها إستيراد الأدوية وإنشاء المستشفيات والمدارس والجامعات وأن يعينوا أبنائهم رؤساء لتلك الجامعات!.

وفي كردستان هناك برلمان خاضع تماما لإرادة الحزب الواحد الذي يتمتع منذ ثلاثين سنة بالأغلبية البرلمانية عن طريق التزوير وتزييف الإنتخابات!.

وفي كردستان هناك فعلا حكومة تعددية مشكلة من الأحزاب والمكونات، لكن القرار الأول والأخير بيد السيد رئيس الحكومة وهو من الحزب القائد للأمة الكردية.

وفي كردستان هناك تعايش سلمي بين المكونات، ولكن حينما يداهم تنظيم داعش الإرهابي منطقة تابعة لأحد هذه المكونات فلا تمانع الحكومة من تركهم يواجهون مصيرهم بالقتل والسلب والسبي للنساء كما حصل للإيزيديين في سنجار.

وفي كردستان هناك فرص واسعة للعمل والإستثمار على شرط أن يكون العامل والمستثمر من قيادات أو أتباع الحزب الحاكم أو العوائل الحاكمة.

كردستان على الورق جنة الله على الأرض، تتفوق بجمالها على نعيم جنات عدن.

فكردستان اليوم في الحقيقة والواقع لا تستطيع بديمقراطيتها المبجلة أن تجهز بيوت المواطنين بأكثر من ثماني ساعات من طاقة الكهرباء، والحكومة التي تصدر أكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا الى الخارج عاجزة تماما عن توفير نسبة صغيرة من وقودها لتشغيل محطات الكهرباء المتوقفة عن العمل بسبب شحة وقود التشغيل.

كردستان اليوم لا يستطيع المواطن في عاصمتها أن يخرج بمظاهرة ضد الفساد أو إحتجاجا على تأخر راتبه لأنه سوف يواجه الإعتقال والتعسف ثم الحكم لسنوات كما حصل لبعض نشطاء دهوك وأربيل.

كردستان البديعة بتجربتها الفذة تستأثر بحكمها عوائل تفتقر الى الديمقراطية حتى داخل إطار العائلة الحاكمة، والقاعدة تقول "أن فاقد الشيء لايعطيه".

هذا المقال فرضته دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدول العالم الى قمة "الديمقراطية" المنعقدة حاليا في واشنطن، فهل ياترى سوف يتذكر قادة المؤتمر الديمقراطية العرجاء في كردستان والعراق؟ أم سيكون المؤتمر أيضا مجرد حبر على ورق؟؟!!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الديمقراطيه مرادف للكفر
فول على طول -

أدبيات الذين أمنوا تؤكد أن الديمقراطيه تعنى " الكفر " بل أشد كفرا من الكفر ..وهذا منذ بدء الدعوه وتبعه أتباعه من بعده حتى تاريخه ..نقطه ومن أول السطر . يا سيدى الكاتب : الذين أمنوا هم خير أمه أخرجت للناس ولا يحتاجون للاصلاح أو التهذيب فهم خير أمه كما قال لهم الذى لا ينطق عن الهوى ومن سار على نهجه فلا غبار عليه وكل منهم يؤكد أنه يسر على نهج المصطفى صلعم ولا يقبل انتقاده حتى بأبيات من الشعر والا ,... ؟

بعيداً عن هذيان الشتامين اللئام ، الديمقراطية فاكهة محرمة في منطقتنا
ابوالصلوح -

بعيداً عن بذاءات الشتامين اللئام الذين لم تهذبهم لا وصايا ولا تعاليم ولا طول اقامة في الغرب الغجر ، و الذين تكفر كنيستهم من يتمرد على ابوهم فيها او يبدي رأيا مختلفًا ، وتطرده من الملكوت ؟! فقد قالت واشنطن بوست " ان : " العرب يخشون التمدُّد الإيراني، ولكنهم يخشون الحرية والديموقراطية أكثر” ، وما لم تقله الواشنطن بوست ان امريكا الغرب يخشون على مصالحهم من الحرية و الديمقراطية في منطقتنا ، ولذلك يعضدون كل حاكم مستبد متسلط و يقلبون كل نظام تأتي به الحرية و الديمقراطية ..

بعيدا عن الجهل والجهلاء ، الشورى في الاسلام في دولة الرسول المؤيد والمشدد بالوحي ..
أبو اسلام -

مصطلح الاسلام السياسي هذا مصطلح صكه الملاحدة الغربيون ذوي الجذور الصليبية لمنع الاسلام السني من تسيد الحياة ليعيش منزوياً عنها و الحقيقة التاريخية ان الاسلام دين ودولة ، مصحف وسيف حرب وسلم جهاد ودعوة صناعة وزراعة حضارة وانسانية مدنية وتقدم ، عدالة وشورى وحرية ، اذ لم يكتف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة فقط وبتنظيم شؤون المسلمين فحسب، بل أخذ يؤسس الدولة الإسلامية الجديدة، ويضع لها المعالم التي تكفل لها البقاء والاستمرار لأداء رسالتها في رعاية شؤون الناس وتهيئة العيش الكريم لهم، وتنظيم العلاقات بين فئات المجتمع، وإنشاء المؤسسات التي تساعد في تحقيق أهداف الإسلام في الحياة فمثلا : الشورى: جعل النبي من الشورى أسلوباً مميزاً في حياة المسلمين، وكان ينادي وهو المؤيد والمشدد بالوحي اشيروا علىّ ايها الناس ، وكان ينزل على زأي آحاد الناس ، لا بل والنساء ، وفي شتى مجالات الحياة، وعلى اختلاف الظروف سلماً أو حرباً. وكان النبي ستعين بأصحابه في تصريف أمور الدولة، وقضاء مصالح الناس، وكانت الأعمال في عهد النبي تسند إلى الأكفاء من أصحابه؛ فكان يبعث عماله وولاته إلى المدن والقبائل الكبيرة في الحجاز واليمن وغيرهما، وكانت وظائف الوالي تتمثل في الإمامة في الصلاة، وجمع الزكاة وتوزيعها، وإعداد السرايا وتعيين أمرائها فقد ولّى النبي معاذاً وأبا موسى رضي الله عنهما على اليمن، وعتاب بن أسيد على مكة، وسعيد بن العاص على سوقها، وكان إذا خرج من المدينة المنورة استخلف عليها واحداً من أصحابه. وكان يباشر الإشراف والرقابة على عماله بنفسه أو بمعاونيه أو برسله ومبعوثيه.وخلال السنوات المحدودة التي قضاها النبي في المدينة استطاع أن يبني دولة ثابتة الأسس، راسخة المبادئ، تأخذ بما يستجد من أساليب في مجال التنظيم الإداري الذي يساعد على حُسْن رعاية شؤون الناس.

الديمقراطية في كنايس الارثوذوكس كفر و ولعنات و طرد من الملكوت ؟!
ابو مجاهد -

يهرب الكنسيون من واقعهم الكنسي والنفسي البائس الى مهاجمة الاسلام والمسلمين.و للتنفيس عن احقادهم السرطانية وامراضهم النفسية ولذا مما عرفنا من امثالنا الشعبية في مصر مثل يقول اللي اختشوا ماتوا ، فكنيسة الاقباط المتطرفين تعاقب رعاياها على السؤال والنقد والتكفير تحت تهديد الحرمان الكنسي.

ليه كده يا ايلاف اللبرالية
ليه كده يا ايلاف اللبرالية؟!! -

فين قصة المفكر القبطي الحر الذي لعنته الكنيسة واخرجته من الملكوت ما لم يخضع لإرهابها الكنسي ويعتذر يا ايلاف اللبرالية ، ان ايلاف تنشر شتائم وسباب الكنسيين اللئام الذين يتخطون شروط النشر بلا تحفظ الى إي كنيسة في المشرق تنتمي ايلاف اللبرالية العلمانية وما هو مذهبها ؟! لقد غلب محررو ايلاف انحيازهم الفكري والطائفي والمذهبي على حساب حرية التعبير ؟!

الى الغبى منه فيه وبالعكس - وبعد التحيه..تابع ما قبله
فول على طول -

متى تخجل يا رجل ؟ دائما وبدون أدنى خجل تردد أن سبب تخلفكم وانحطاطكم وجوعكم هم الحكام الفاسدين الموالين للغرب وكأن هؤلاء الحكام وارد الصين أو تايوان مثلا وليسوا هم أبناؤكم وأخوتكم وأباؤكم ..وعجبى ؟ متى تخجل يا رجل ؟ وليسوا نتاج تعاليمكم ..أو كأن عصر الخرافه أو الخلافه كان ينضح بالعدل والاحسان وليس الغزو والنهب والقتل وسرقة الشعوب ...عموما من لا يستحى يقول ويفعل ما يشاء . ربنا يشفيكم يا بعدا ..الشعوذه أعيت من يداويها فعلا .

ان الغزو العربي هو الذي انقذ اسلافك من الانقراض على يد اخوانهم في الدين ..
ابومجاهد -

هل تعطينا ايلاف اللبرالية الرد ؟! ان الغزو هو الذي انقذ اسلافك من الانقراض على يد اخوانهم في الدين الروم الكاثوليك المحتلين للشرق القديم كما شهد بذلك ابوك باسيليلك ‏( أسقف نيقوس في دير مقاريوس ) تنصف ألعرب المسلمين قال فيها /‏" لقد وجدت أخيراً في مدينة الاسكندرية السكون و الطمأنينة التي كُنت أحلم بها بعد زوال حكم الروم في مصر بيد العرب " فلا نامت اعين الشتامين الجبناء ،،،