ريم العبلي.. نجمة عراقية حمراء في سماء ألمانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أفهم أن السياسة تعني تحمل المسؤولية :
بعد 58 عامًا من استشهاد المناضل اليساري العراقي المعروف محمد صالح العبلي مواليد 1927 والذي إستشهد بعد تعذيبه على يد عصابات الحرس القومي فور اعتقاله في تموز عام 1963، برزت حفيدة الشهيد السيدة ريم سلام العبلي كنجمة حمراء متلألئة في سماء ألمانيا وكسياسية شابة لها شعبيتها الكبيرة داخل المجتمع الألماني، حيث فازت ريم العبلي بالانتخاب المباشر في ايلول 2021 عن دائرة شفيرين ـ لودفغزلوست ـ بارخيم في شمال ألمانيا، بعد أن رشحت نفسها عن الحزب الاجتماعي (الاشتراكي) الديمقراطي الألماني (SPD) وحصدت 44,107 أصوات في دائرتها، ما يشكل نسبة تبلغ 29,4%، متقدمة على منافسها من الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي حصل على 20,7%. .
وفي 8 ديسمبر الجاري تم تعيين عضوة البرلمان ريم العبلي عن الحزب الاجتماعي (الاشتراكي) الديمقراطي الألماني (1) لمنصب وزيرة الدولة للشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج في حكومة مستشار ألمانيا الجديد (Olaf Scholz) لتكون ريم أول من يحصل على منصب وزاري في الحكومة الفيدرالية الألمانية من أصول عراقية، لتعيد للأذهان سيرة جدها المناضل العراقي اليساري الكبيرالشهيد (محمد صالح العبلي) الذي قدم حياته من اجل وطن حر وشعب بلا قيود.
ولد العبلي الكبير في اسرة عمالية. درس الحقوق مدة سنتين، وكان يهوي العمل في المسرح العراقي. إفتتح مكتبه في الشارع الكفاح ثم أغلقت بعد أن أصبحت نواة لنشر الفكر الثوري التقدمي.
إنتمى محمد صالح العبلي للحزب الشيوعي العراقي وعمره 18 عاماً وكان ذلك في سنة 1945 وساهم بنشاط في العمل الجماهيري والحزبي سنوات 1952ـ 1954، اصبح عضواً في قيادة الشيوعي العراقي عام 1955، ترأس عام 1957 وفد الشبيبة الديمقراطية لمهرجان موسكو، وبقى هناك حتى اكمل الدراسة الحزبية، عاد إلى العراق اواخر عام 1961، ساهم ببطولة نادرة في مقاومة انقلاب شباط عام 1963 حيث كان قائدا للمقاومة في بغداد بعد استشهاد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الخالد سلام عادل، اعتقل العبلي في تموز 1963 في اعقاب انتفاضة معسكر الرشيد وأعدم مع رفيقيه جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي في بناية (محكمة الشعب) على يد الحرس القومي.
موسكو ـ ألمانيا :
ولدت ريم سلام العبلي في 1/ 5 / 1990 في موسكو، مكان لجوء والديها الأول بعد خروجهما من كوردستان العراق اثر جريمة الانفال الصدامية، حيث كان والديها يناضلان ضمن حركة الأنصار (البيشمركة) التابعة للحزب الشيوعي العراقي. في عام 1996 سافرت ريم مع والديها واستقروا في ألمانيا. اكملت ريم دراستها في ألمانيا وثم جامعة برلين الحرة باختصاص العلوم السياسية. عملت في منظمة العلاقات الدولية وتم تعينها في دائرة الاجانب ومن ثم اصبحت المفوض المسؤول عن دائرة اللجوء والهجرة والاندماج . خاضت اللانتخابات المباشرة عن حزب الاشتراكي الديمقراطي، وهي أول سيدة من أصول مهاجرة ترشح للانتخابات البرلمانية في دائرتها الانتخابية وفازت بمقعد في البرلمان. وبسبب نشاطها وخبرتها تم اختيارها في 8 ديسمبر الجاري ضمن الكابينة الوزراية عن الحزب الاجتماعي (الاشتراكي) الديمقراطي كوزيرة للهجرة.
تقول ريم العبلي: "ان جذوري العراقية تؤثر فيّ بكل تأكيد، هذه الجذور تجعلني أفهم ما يمكن أن تفعله السياسة وكيف تؤثر على حياة الناس. والداي من العراق الذي عانى الكثير بسبب الحروب".
تحية للنجمة العراقية الساطعة في سماء المانيا (ريم سلام العبلي) حفيدة الشهيد البطل والمناضل الشيوعي الفذ الشهيد محمد صالح العبلي الذي سيبقى راسخًا في ذاكرة الشعب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ أقدم حزب سياسي في ألمانيا وأكبر أحزاب المعارضة تمثيلا في المجلس التشريعي الاتحادي (البوندستاغ الألماني / BT)، وثاني أكبر حزب شعبي من حيث العضوية، وهو عضو في مجموعة الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، وعضو في المجموعة الاشتراكية الدولية. تعود الجذور الأولى للحزب الاشتراكي إلى عام 1863، وتحديداً بعد اندماج إتحاد جمعية العمال الألمان مع حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي .
التعليقات
بطلة
نشميل -شكرا للكاتب الكبير شمال عادل سليم و الف مبروك للبطلة حفيدة البطل محمد صالح العبلي ، للاسف هذه الطاقات خارج العراق بسبب المحاصة والسرقات والا مكان رين هو العراق . شكرا للكاتب ولايلاف
تصحیح
سرفراز -اتمنی لها التوفیق ولکن ارجو ان تصحح اذ لایوجد في المانیا وزارە باسم وزارە الهجرە والمهجرین انما مسوۆلە للهجرە والمهجرین
الديموقراطية الغربية شكلية و لا تختلف كثيرا في الجوهر عن الديموقراطية الموجودة عندنا
عبدالحسين الحلي -مع تمنياتنا للانسة ريم العبدلي بالنجاح و التوفيق ، هي اكيد استفادت من التجربة المريرة و التضحيات التي قدمها جدها الشهيد التي ذهبت سدى و هي عرفت من اين تؤكل الكتف و ادركت انه من الافضل لها المراهنة و الانتماء الى النخب و الاحزاب الحاكمة بدلا من ان تضيع حياتها مع حزب يعبر عن تطلعات الكادحين ، انتخاب فتاة عراقية بعمر صغير لتصبح عضوة برلمان و من ثم بعمر ثلاثين سنة لتصبح وزيرة في المانيا يدل على شيء واحد هو ان الديموقراطيات في الغرب لا تختلف كثيرا عن ما موجود عندنا في الوطن العربي ، الفرق فقط في اتقان الاخراج المسرحي للانتخابات ، و ان المواطن الغربي له الحرية اكثر مما عندنا يعني ان يسب و ينتقد السلطة و لكن عندنا غير مسموح للمواطن ان ينتقد الحكومة او يشتم رئيس الحزب او رئيس الوزراء ، و زيف الديموقراطية الغربية نكتشفه عندما يبرز حزب سياسي معارض حقيقي لا ينتمي الى رؤوس التنين الحاكم و لا تتفق اجندته مع اجندة القابعين وراء الكواليس و الذين يحركون التنين فعندها نجدهم انهم سيدوسون الديموقراطية بالحذاء ، في الغرب من يسيطر على وسائل الاعلام و البنوك هو الذي يفوز في الانتخابات و لا احد بجهوده يستطيع ان يصل الى البرلمان ما لم يتم تبنيه و ترشيحه من قبل حزب معين ، طبعا هم يرشحون الشخص الذي عنده حضور و قابلية على المحاورة و يتميز بفن الكلام و يكون مطيعا للتعليمات و الايعازات التي ترده من الجهة التي رشحته للانتخابات ، شيء يشبه تقريبا مثل ما يحدث عندنا حيث يتم مفاتحة شخص من قبل حزب حاكم يطلبون منه ان يرشح نفسه على قائمتهم و انهم سيدعمون انتخابه و يوجهون قاعدتهم الحزبية لانتخاب هذا الشخص و هكذا يتم انتخاب الاغلبية الساحقة من اعضاء برلمان العراقي او في اقليم كردستان العراق ، فهذة المرأة العراقية الشابة مع احترامنا لها و هي بهذا العمر الصغير كيف يعرفها الناخب الالماني اذا لم تكن هناك جهة تدعمها ؟ ماذا قدمت للمواطن الالماني حتى ينتخبها، انها لعبة متقنة و كل من يجيب نقش عوافي ، ومبروك