كتَّاب إيلاف

القضية الفلسطينية وصراعات الفصائل والأجنحة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قرأت في الاونة الأخيرة تقارير اعلامية عديدة تتحدث عن تفاقم الخلافات بين قادة حركة "حماس"، وتشير إلى أن هذه الخلافات قد خرجت إلى العلن بحسب صحيفة "التايمز" التي تناولت الموضوع في مقال لأنشيل فيفر يدور حول الخلاف بين جناحين داخل "حماس" أحدهما بقيادة اسماعيل هنية الذي يسعى لتحويل الحركة إلى وكيل عسكري لإيران على غرار "حزب الله" اللبناني، بينما يتبنى الجناح الآخر بقيادة خالد مشعل ضرورة ترميم علاقات الحركة مع الدول العربية.
الحقيقة أن الانقسامات داخل حركة "حماس" خرجت إلى العلن منذ فترة طويلة، ومواقف هنية ومشعل معروفة لجميع مراقبي الشأن الفلسطيني، وليس هناك جديداً على هذا الصعيد، ولكن الغريب أن تثير تجربة "حزب الله" وميلشيا الحوثي وغيرهما اعجاب من يُفترض أنهم يسعون لبناء دولة فلسطينية والتوصل إلى تسوية نهائية لقضية عادلة لا تحتاج إلى استنساخ تجارب فاشلة؛ فمن الغريب أن يقتدي من يسعى لبناء دولة بمن نجح باقتدار في تدمير دولة قائمة، أو آخر نجح في دفع دولته إلى الفشل والانهيار!
مشكلة مشعل وهنية ليست فقط في المفاضلة بين التبعية لإيران أو التمسك بالحاضنة العربية الطبيعية للقضية الفلسطينية، بل هي النظرة الأحادية الضيقة للعنف والارهاب باعتباره الطريق الناجع للحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
صحيح أن صفحات التاريخ مليئة بتجارب نجحت من خلالها بعض حركات التحرر في الحصول على الاستقلال وتحقيق أهدافها من خلال حمل السلاح، ولكن يجب الاعتراف بأن الظروف الدولية قد تغيرت او هناك معطيات استراتيجية لا تدعم خيار المقاومة المسلحة كبديل وحيد للحصول على الحقوق المشروعه للشعوب.
المؤكد الأكثر ترجيحاً بالنسبة لي على الأقل، أن تحرير الأراضي الفلسطينية لا يمر عبر طهران، ولن يأتي عبر انخراط هنية أو غيره في مشروع "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وإصراره على أن يكون ذراعاً عسكرياً يأتمر بأوامر قادة الحرس الثوري، وهذا بالمناسبة ليس تحليلاً او استنتاجاً من جانبي بل هو اعتراف رسمي صريح ورد على لسان اسماعيل هنية نفسه في تصريح لقناة العالم الايرانية، قال فيه إن "المقاومة الفلسطينية كجزء من محور المقاومة ستقف إلى جانب إيران في مواجهة أي تهديد أمريكي وصهيوني"، في اصطفاف غريب لمن يفترض أنهم حركة تحرر وطني فلسطيني إلى جانب مشروع لا ناقة للعرب والفلسطينيين فيه ولا جمل، بل إن الجميع يعرف أن المشروع الايراني هو ترجمة لفكر توسعي يتمدد استراتيجياً على حساب المصالح الاستراتيجية لشعوب عربية.
لا أريد هنا الخوض في تفاصيل التوظيف الايراني للحركات والميلشيات كأذرع طولى لها في الاقليم، ولكني استغرب ألا يعرف قادة حركة فلسطينية الفارق بين كون شعبهم يبحث عن حقوق عادلة ومشروعة، وبين التورط في صراع اقليمي لا علاقة له بقضيتهم الوطنية!.
قد يزعم أحدهم أن إيران تمول "حماس" بالأموال والسلاح، وأن العرب لا يقدمون للحركة شيئاً، وهذا صحيح لأن العرب يوجهون أموالهم للشعب الفلسطيني وليس لحركات وتنظيمات تنفقها في شراء الأسلحة وخوض معارك تضر بالشعب الفلسطيني أكثر مما تفيده، ومن ينكر هذا الطرح عليه أن يذكرنا بانجاز ايجابي واحد عاد على الشعب الفلسطيني أو قضيته من جولات العنف العنترية التي خاضتها "حماس" ضد اسرائيل في السنوات الأخيرة! الكل يعرف حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية التي لحقت بقطاع غزة خلال التصعيد العسكري بين "حماس" والجيش الاسرائيلي، والكل يعرف كذلك حجم المعاناة والمأساة الانسانية المتفاقمة داخل القطاع.
الحقيقة أن "حماس" وغيرها من الحركات المسلحة قد أصبحت عبئاً على الشعب والقضية الفلسطينية، لأنه ببساطة لا يمكن أن يكون العنف هو الخيار الوحيد لأي حركة تزعم أنها تستهدف الدفاع عن شعبها والحصول على حقوقه!
الحقيقة أيضاً أن مشكلة "حماس" تكمن في رؤيتها الأيديولوجية التي تريد "سلخ" القضية الفلسطينية وتجريدها من عروبتها لأن جذور فكر الحركة الإخوانية لا تؤمن بعروبة القضية الفلسطينية ولا تعترف بروابطها التاريخية والمصيرية مع حاضنتها العربية التقليدية، التي كانت ولا تزال تنظر للقضية باعتبارها أولوية مركزية أولى لها رغم كل الظروف والتغيرات والتحديات الاستراتيجية.
"حماس" لا تعرف سوى لغة السلاح ولم تستوعب أي درس من التفاعلات الحاصلة على الساحة الفلسطينية منذ عام 2006 حتى الآن، ولم تفطن إلى أن نجاحها الوحيد هو تكريس الانقسام الداخلي وعزل نحو مليوني فلسطيني داخل حدود القطاع، في حين لحقت بالقضية والشعب الفلسطيني خسائر كبرى سواء بسبب الانقسامات والضعف الداخلي أو بسبب التغيرات الحاصلة اقليمياً ودولياً وتحديداً ما يتعلق بموجة الفوضى والاضطرابات التي ضربت العديد من الدول العربية منذ عام 2011، أو بسبب التحولات النوعية في السياسة الخارجية الأمريكية.
بطبيعة الحال، يصعب أن ينكر أي مراقب تراجع فرص التسوية السياسية العادلة للقضية الفلسطينية، وأن هناك محاولات اسرائيلية لفرض واقع استراتيجي مستدام، ولكن هذا أمر طبيعي في إطار بحث كل طرف عن مصالحه والتنافس السياسي والحزبي المستمر، ولكنه لا يعني بالضرورة استحالة التوصل إلى حلول دبلوماسية ترضي طرفي الصراع، لأن اسرائيل تدرك أنه لا حل عسكري قاطع ينهي دوامة العنف وسفك الدماء، وأن فرض الحلول من جانب واحد لن يقود إلى الهدوء والتعايش السلمي المنشود بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، وأن اسرائيل تسعى بجدية إلى بناء علاقات طبيعية مع كل الأطراف العربية بمن فيهم الفلسطينيين، بدليل نجاح وتطور اتفاقات السلام الأخيرة مع دول عربية عدة، ولكن كيف يصل الجميع إلى معادلة جديدة للحل؟ هذا الأمر يتطلب تفكيراً فلسطينياً استراتيجياً مغايراً واعادة فهم بيئة الصراع في ضوء المعطيات الاستراتيجية الراهنة اقليمياً ودولياً، ووضع مصلحة الشعب الفلسطيني كبوصلة وحيدة للتفكير السياسي، والخروج من أسر الخلافات والانقسامات والأفكار القديمة والقوالب النمطية التقليدية التي تسيطر على القادة الفلسطينيين بمختلف أطيافهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا صهاينة الخليج
ابن القدس -

الكلمة النهائية للجناح العسكري المسلح في الحركة و لقائده محمد الضيف ، الذي يضع له الصهاينة كل اعتبار ، ولا بأس ان يلعب هنية ومشعل الاعيب سياسية ..

الى الغبى منه فيه وبالعكس - وبعد التحيه
فول على طول -

يقول أذكى اخواته واخوته : الكلمة النهائية للجناح العسكري المسلح في الحركة و لقائده محمد الضيف..انتهت الجمله ..ونحن نسأله اذا كان هذا صحيحا ما الذى يمنعكم من ابادة الصهاينه ؟ يا غبى : اذا كان المتكلم مجنون على المستمع أن يكون عاقلا ...فهمت ؟ على الأقل تريحونا من بذاءاتكم وشعوذاتكم عندما تبيدون الصهاينه ..على فكره وصف مشعوذين ومخبولين ليست شتائم بل صفاتكم . فلا تغضب من الحقيقه . انتهى

التخلص من الشعوذات هو الحل
فول على طول -

حل القضيه يبدأ بالتخلص من الشعوذات والخبلان الذى يعانى منه أتباع خير أمه وخاصة العرب . الذى ينطق بالهوى قال لكم : أنتم خير أمه أخرجت للناس وأنتم صدقتم هذه الخرافات .وقال لكم لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى وهذا اسقاط منه وأنتم تقدسون ذلك الى الان . ووعدكم أن الملائكه سوف تدافع عنكم وتهزمون اليهود والنصارى والى أخر الشعوذات ..ومازل الاعلام المشعوذ يصف اسرائيل بالكيان الصهيونى ..دولة الاحتلال ..لكن اختفت شعارات رمى اسرائيل فى المحيط وهذا تقدم الى حد ما ..

التخلص من الشعوذات هو الحل
فول على طول -

وقادة القضيه يتربحون منها على يد المشعوذين من القاده العرب والمسلمين ..فهى الدجاجه التى تبيض لهم ذهبا ..ويختلف القاده الفلسطينيون على المكاسب والتربح من القضيه ليس أكثر ولا أحد يريد أن يتنازل عن ذلك ولكن كلاهما لا يريدان حل القضيه ..انتهى - والقاده العرب المشعوذين فقط يتاجرون أيضا بالقضيه ويستحمرون شعوبهم . مثال على ذلك : ما علاقة الجزائر أو تونس بالقضيه ؟ وأيضا ما علاقة ايران بالقضيه ؟ فقط لاستحمار الشعوب المؤمنه .

التخلص من الشعوذات هو الحل
فول على طول -

والذى ينطق بالهوى صحا من نومه وقال أن ذهبت الى القدس وصليت هناك وبالطبع لم يراه أحد أبدا كما فى كل معجزاته التى رواها أو رويت عنه - كل معجزاته تمت بينه وبين نفسه - وأتباعه من بعده وضعوا أنفسهم فى موقف حرج ...يطالبون بالأقصى مع أن الاسلام أساسا لم يكن خرج من جزيرة العرب ولم يكن " أقصى " بل كان هيكل سليمان والأنبياء كلهم يهود ...بل حتى الصلاه الاسلاميه لم تكن معروفه أصلا ..لكن ماذا تقول للمشعوذين ؟ بل كلمة أو مبنى " مسجد " لم تكن معروفه أصلا . بل محمد نفسه لم يعرف الصلاه الا بعد أن عرج الى السماء كما يدعى ...يعنى محمد كان رايح يتفسح أصلا .

التخلص من الشعوذات هو الحل
فول على طول -

يعنى لو تم اعتبار القضيه على أساس أنها خلاف على حدود بين دولتين ودون تدخل المشعوذين ودون تحويلها الى قضيه دينيه وقضية العرب جميعا بل المسلمين جميعا ولو توقفت المساعدات للقاده الفلسطينيين من زمان بكل تأكيد كانت القضيه انتهت وتم حلها من زمان ..لكن الشعوذه أعيت من يداويها ..لكن للانصاف فان بعض القاده العرب الان تخلصوا من الشعوذات وعلى رأسهم سمو الشيخ حاكم الامارات .يا رب تنتشر عدوى التخلص من الشعوذات فهذا فى صالع الجميع وأولهم العرب والمسلمسين ..قادر يا كريم . .

يا صهاينة الخليج و صهاينة الاقباط
صلاح الدين المصري -

يا صهاينة الخليج و صهاينة الاقباط الشتامين الاغبياء اللئام الاعلام الصهيوني الحدث الصادم بإنفجار صواريخ غزة في تل أبيب هو عدم إطلاق صفارات الإنذار وعدم تمكن القبة الحديدية من التصدي لها ! ‏