فضاء الرأي

غروب عام: 2021 - 2022

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

‏عامٌ مضى بكلّ ما فيه من أحداثٍ وفصولٍ وتفاصيل وحكايات، عامٌ كان فيه صراعنا مع الحياة أشدّ صعوبة وأكثر قسوة، عامٌ مرّ وكأنه جمع فيه أعوامًا كثيرة، عامٌ ازدادت فيه القلوب الكسيرة انكسارًا، والأفئدة الخائفةُ ازدادت فيه قلقًا وخوفًا …


والأيادي المرتبكة ازدادت فيه برودةً وارتباكًا، عامٌ تيبّست فيه المشاعر، وقست فيه بعض القلوب، وجفت عن أحبابها كثيرٌ من العيون،عامٌ كانت الغنيمة فيه هي السلامة، والانتصار فيه هو النجاة، والبطولة فيه هي الخروج بأقلّ الأضرار، عامٌ ماجت فيه سفينة الحياة في بحر العالم المتلاطم …
‏كانت الأمواج عاتية والعواصف ضارية والظلام كان حالكا ومخيفًا ثم ماذا؟
‏ثم شعّ لطف الله بنا وعمّ العالم،كان النور يبتلع الظلمة، والنسمات الباردة تهزم العواصف، والأمان يطمئن الخوف واليقين يربت على ظهر القلق،عام أرانا الله فيه مطلق قدرته وعظيم جبروته وأرانا كذلك عظيم منّه ولطفه ورحمته
عامٌ بلّلنا الله فيه برذاذ الأمل حين تيبست شفاهنا بجفاف الواقع
‏عامٌ أدركنا فيه جوهر الحياة ولبَّ حقيقتها، ومراد غاياتها،عامٌ علمنا فيه أن أكثرنا ثراءً وعزةً ومجدنا هو أقربنا برًا ورحمًا بوالديه وأهله وذويه،عامٌ تعلمنا فيه ما لم نتعلمه في عقودٍ مضت من التجارب والمنعطفات والمنحدرات
عامٌ فقدنا فيه أحبابًا كانوا هم منا بمنزلة الروح من الجسد، فلم يبلسم جراحنا ويربط على قلوبنا سوى بشارات الله لنا بحسن خواتيمهم، وبقوة إيمانهم حين حان موعد لقاءهم بربهم، عامٌ تجرّعنا فيه مرارة الفراق والخداع والخذلان والتّخلّي وسوء بعض الأنفس أو لِنقُل ظهورها على حقيقتها المخادعة
‏لم يهدّئ روع قلوبنا سوى ترديدنا لقول المصطفى ﷺ
‏ " إنْ لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي "
‏عامٌ مرّ في متاهة الحياة،كانت الظلمة فيه أكبر من بقعة الضوء،والسراب أعظم من العطش،والوجع أضخم من النحيب،
‏يا رب.. جازِ عنّا أهل الأخوّة والصداقة الحقيقيّة خير الجزاء إذ كانوا أنبل مما تصوّرنا.
ونحن نستقبل العام الجديد بكلّ ما فيه من تحديات وصعاب، نستفتح الباب بالله العظيم الذي بيده مفاتيح كل خير ومقاليد كل شر، نتوكل على الحي القيوم ونسأله أن يجعله عامَ برٍ وإحسانٍ وصدقةٍ وقول معروف وعام خيرٍ ورحمة ورفع ودفع بلاء وسلام وأمن وطمأنينة وسكينة للبشرية جمعاء .
أحبّتي الكرام:
‏نعاهد أنفسنا بتعهّدِ وتفقّدِ من حولنا.
‏وصيّتي:
‏تحسسوا المساكين الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.
‏التمسوا لكم أياديَ عند الله بهم فإنّ لهم دولًا يوم القيامة كما قال المصطفى ﷺ واجعلوا من هذا العام عامًا لبسط يد الحب والخير والرحمة والبذل والعطاء على كل الناس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف