مأساة عجوز عراقية في هولندا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وصلت أم حيدر (75 سنة) إلى هولندا قبل نحو عشرين سنة. ومن دون الخوض في كيفية وصولها إلى الأراضي المنخفضة، ودوافع طلبها اللجوء، كون الشأن، موضوعا شخصيا، فان المهمّ الذي يتوجّب ذكره، إن هذه المرأة الطيبة، آلت حياتها إلى نعيم، وسكينة، واسترخاء.
تُودِع الحكومة راتبها الشهري في حسابها البنكي، من دون مراجعة دائرة، أو الجري وراء "معاملة" إدارية. تعيش في شِقَّة مدعومة الإيجار، فيما التأمين الصحي يسخّر لها العلاج والأدوية بالمجان، وتتنقل في مناطق الحي بعجلة كهربائية حديثة الطراز، مخصّصة للعجزة والعاجزين، وتزورها الرعاية الاجتماعية بشكل دوري، كما خصّصت لها البلدية، عاملة، تدير شؤون بيتها، في زيارة أسبوعية.
لكن أم حيدر، وإنْ تشكر السلطات الهولندية، على الخدمة العظيمة التي لم تظفر بها في وطنها الأم، بل و حتى من أولادها، وأسرتها، غير انها وبعفوية مفرطة وغير مقصودة، تعتقد ان كل هذه التكاليف، مدفوعة الثمن من "نفط العراق"، في وهْم يقع فيه الكثير من البسطاء، ناجم عن معلومات مغلوطة.
أم حيدر، ومهما كان تفسيرها لمصدر "الترف" الذي هي فيه، فإنها تحمد هذه البلاد، وهي تجد نفسها في تساو تام مع أبناء البلد الأصليين، بل وتزيد عليهم، بحكم الاكتراث الخاص الذي تحظى به كونها لا تجيد لغة أهل البلد، فضلا عن إنها طاعنة في السن.
أم حيدر التي قضت جلّ عمرها، وهي تنوّر الأجيال، معلمة في بلدها العراق، لم تكن تتوقّع يوميا أن يكون إكرامها في بلد أجنبي، لم تخدمه يوما واحدا.
أم حيدر، مثال للآلاف من الحرفيين والكسبة والمهندسين والضباط والمعلمين والأطباء والرسامين الذين قضوا جلّ حياتهم في خدمة بلادهم، وفي الدفاع عنها، لكن مصيرهم في نهاية حيواتهم، آل إلى هوان وازدراء، ليجدوا التقاعد والرعاية الاجتماعية، والصحية في بلدان لم يخدمونها، ولا حتى يوما واحدا.
هذه اللقطات، تفسّر البواعث التي تدفع شباب العراق والعرب، ودول العالم الثالث إلى امتطاء البحار، واجتياز الغابات وتحمّل المخاطر من اجل الوصول إلى بلدان اللجوء.
العلاّت واضحة، لم تعد مخفية على أحد: إنها الكرامة، وتأمين مصادر الرزق، وفرص العمل، والتعليم، والأمن والعدالة الاجتماعية.
المواطن ثروة، وعملة صعبة، فما أن يصل النازح حتى تتلقّفه مؤسسات التعليم، والعمل، فيولِج الدورات الدراسية لإنماء النظريات والمهارات، ومعها تأمين دخل شهري كاف، حتى إذا ترشّح للعمل، انطلق إلى وظيفته بكل اقتدار.
وإما كبار السن، فحدّث ولا حرج، كأنهم الملوك، ولا تنقصهم سوى التيجان.
تعيش أم حيدر، ومعها المهاجرون، في دول، دستورها، الإنصاف الاجتماعي، ورأسمالها الإنسان، ما جعلها تتفوّق حتى على دول النفط، في تسخير الإنسان للحياة، حتى باتت الرحمة تتجسّد في سياساتها، وهو ما لم تجده في دول تغرق بالشعارات، والمثاليات النظرية.
التعليقات
محنة عقل المسلم هى المأساه الحقيقه
فول على طول -هذه العراقيه العجوز تعتقد أن هولندا تنفق عليها من أموال العراق بل كل الذين أمنوا والهاربين من جحيم الايمان الى بلاد الكفار يعتقدون ويؤمنون أن من حقهم على الكفار أن ينفقوا عليهم وهم صاغرون ..ويعتقد الذين أمنوا أنهم خير أمه أخرجت للناس بل يسبون الكفار فى بلادهم والأسوأ هو ارتكاب جرائم ارهابيه فى بلاد الكفار التى تأويهم وتأمنهم من الجوع والعرى والمرض ..هذه أكبر محنه يعانى منها عقل المسلم وليس العراقيه العجوز فقط . ربنا يشفيكم يا بعدا .
صحيح ولكن ما هو السبب
زارا -لقد وضعت يدك على اهم اسباب هجرة الناس الى اوروبا. احسنت. لكن هناك اسباب اخرى ايضا. ولكن ما كتبت مهم جدا.ولكن, ما هو السبب؟ لم بلداننا فاشلة وبلدانهم ناجحة, على الاقل اكثر نجاحا بكثير من البلاد المسلمة وبلدان العالم الثالث عامة؟ انهم اناس علمانيون, الاوروبيون علمانيون في ثقافتهم وليس فقط في حكمهم. وشعوب العالم الثالث اما متدينة مسلمة واو متدينة مسيحية (مثل امريكا اللاتينية والجنوبية) او متدينة هندوسية, الخ. والدين يذكي الانفعالات ويقتل خلايا المخ.وبالمناسبة, رجاءا استعمل الفارزات في مكانها. المقطع الاول في كتابتك:"وصلت أم حيدر (75 سنة) إلى هولندا قبل نحو عشرين سنة. ومن دون الخوض في كيفية وصولها إلى الأراضي المنخفضة، ودوافع طلبها اللجوء، كون الشأن، موضوعا شخصيا، فان المهمّ الذي يتوجّب ذكره، إن هذه المرأة الطيبة، آلت حياتها إلى نعيم، وسكينة، واسترخاء"الفوارز بعد (المنخفضة) و (الشأن) و(الطيبة) كلها زائدة وفي غير مكانها.
انا لو مكان رئيس الوزراء الهولندي كنت طردتها من هولندا بدون اي تردد
كمال احمد -الاوروبيين اغبياء و سذج و يدمرون بلدهم و يهدرون اموالهم على ناس لا يفيد معهم المعروف، اين وجه المنطق ان تقطع الاموال و الضرائب و تعطيها لناس عاطلين لم يقدموا شيئا للبلدK و ياريت لو انهم عرفوا جميل الناس الذين أووهم و صرفوا عليهم الاموال، حرام ان تهدر الاموال على ناس من امثال هذه المرأة العجوز التي تعيش في هولندا لمدة عشرين و تقول انها ثمن نفط العراق الذي تسرقه هولندا ! انهم تربوا على عقلية السرقة و اللصوصية و السرقة عند البدو هي دلالة على الرجولة و الشجاعة فلهذا يتصورون كل الناس لصوصا ، ثم لنفرض انها الاموال التي تصرفها هولندا على هده العجوز هي جزء بسيط من نفط العراق التي تسرقه هولندا! و ماذا عن الكميات الباقية من النفط التي لا تسرقه هولندا امادا العراق لا يخصص اموالا لامثال هذه العجوز التي يوجد مئات الالاف ان لم يكن الملايين في العراق الذين يتصورون جوعا! لماذا العراق لا يرعاهم و يصرف عليهم الاموال ؟ هذه المرأة اكيد هي من جنوب العراق و اذا رجعت للعراق وجاو اتيح لها الانتخاب فستنتخب نفس السياسيين الحرامية الذين سرقوا اموال العراق، ابن المالكي هرب ١٥٠٠ مليون دولار و قبض عليه في مطار بيروت و اطلقت بعد ذلك السلطات اللبنانية سراحه و هو الآن يعيش في لندن و يملك عقارات و سيارات لا يملك مثلها بوريس جونسون و لا الامير چارلس و لا حتى يحلمون ان يملكوا مثلها، عنده سيارة مطلية بالذهب يتباهى بسياقتها في شارع اوكسفورد يحاول ان يغيظ الانگليز بها
غريبة
كلكامش -يقول احد العلمانيين لقد ان الاوان ان نصحح عقل المسلم بعد الف واربعمئه سنة من الاعوجاج وان نضع القران والاحاديث والتراث تحت النقد والتجديد حتى يستطيعوا اللحاق بالحضارة