فضاء الرأي

عندما يغدو رجل دولة سابق فاسداً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الفساد وفقدان القيم ليسا حكراً على دول العالم الثالث. فهما یظهران بين حينٍ وآخر ايضاً في الديمقراطيات الغربية. يمكن ملاحظة أحدث مثال على ذلك في ألمانيا من خلال الرجل الأعلى السابق للبلاد، المستشار الاتحادي السابق غيرهارد شرودر.

لقد كان "إنجازاً" غريباً لديمقراطي مفترض عندما اعتبر شرودر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ديمقراطياً لا تشوبه شائبة"، على الرغم من أن بوتين، بصفته حاكماً مطلقاً، قد حمل مصير بلاده بين يديه لأكثر من عقدين من الزمن، كما لو ان الدولة الروسية التي تمتلك أكبر مساحة من الأرض على وجه الأرض ويبلغ عدد سكانها أكثر من 140 مليون نسمة لم تستطع تقديم رئيساً أفضل.

انه لأمر غريب أن يحول شرودر بكامل قواه العقلية الضحايا المهددين من قبل بوتين إلى جناة، عندما يتهم أوكرانيا بـ "قعقعة السيوف" وبهذا الموقف اكد إفراطه الكبير في التقييم الخاطئ للموقف الحالي الذي يهدد اوربا الشرقية بنشوب حرب دموية. فموقف شرودر لا يمكن ان یندرج تحت خانة حرية التعبير عن الرأي. بل هو إثبات شئ خطير لا يليق بسياسي ديموقراطي سابق. فـ نوربرت روتجن، من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، محق في كلامه عندما وصف شرودر بأنه "موظف مدفوع الأجر" للروس.

ومع كل ذلك، فإن شرودر ليس "فقيراً" او "محتاجاً". فبصفته مستشاراً فيدرالياً سابقاً، يبلغ راتبه التقاعدي الشهري 8000 يورو. بالإضافة إلى ذلك، يكلف مكتبه وموظفيه وخدماته الدولة الألمانية أكثر من نصف مليون يورو سنوياً.

ووفقاً لأقواله الشخصية، يتلقى هذا الصديق الحميم لبوتين مبلغا قدرە 600 ألف يورو سنوياً لعمله في مجلس الإشراف في شركة روزنيفت المملوكة للدولة الروسية. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك 250 ألف يورو كراتب لعمله في لجنة المساهمين في نورد ستريم 2، المشروع الذي یجعل من المانیا سهلة الابتزاز من قبل روسيا.

إن سلوك شرودر يستحق أكثر من النقد. وعلى حزبه، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني، ان يتخذ الإجرائات التأديبية اللازمة بحق شرورد و لا يصح ان يًترك هذا الموقف من دون عواقب. لأن الموضوع يتعلق بالنزاهة السياسية والفهم العقلاني للوقائع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفساد هو ما تقوله أنت
فول على طول -

الفساد هو ما جاء بهذا المقال ...من أين لك أن تحكم على الرجل بالفساد ؟ هل تم التحقيق مع الرجل وثبت أنه فاسد أم بناء على وجهة نظركم الشخصيه ؟ وجهة نظركم لا قيمة لها ..ممكن تكتب أن الرجل تحوم حوله علامات استفهام ولكن ليس من حقك أن تنعته بالفاسد ..بكل تأكيد أنا لا أدافع عن شرودر ولكن أدافع عن المنطق . من حقك أن تختلف مع أى انسان ولكن ليس من حقك أن تحكم عليه من وجهة نظركم الشخصيه . فى الغرب الكافر لا أحد يحاسب على أرائه ..ابداء الرأى حق لكل مواطن ..انتهى

ردا علی فول علی طول
هاشم سوارني -

علی الرغم من ان وجهة نظرکم فیها شئ من الحکمة والمنطق القانوني، الا ان مداخلتکم فیها من التهجم غیر المبرر والقسوة علی الکاتب. یبدو ان حضرتك قد فهمت الفساد بالمعنی التقلیدي کما تعرفە لدی الحکومات العربیة! الفساد هنا هو بالمعني الاخلاقي. الکاتب ذکر راتب شرودر التقاعدي وراتبە من عملە في لجنة الاشراف ولجنة المساهمین في شرکات روسیة، الا ان موقفە من الازمة لیست فقط غیر محایدة، بل مشوهة للحقائق. وهذا ما ذکرە السکرتیر العام للحزب الدیمقراطي الالماني عندما نعت کلام شرودر بانە "تشویە صارخ للحقائق وهراء واضح". اذن الموضوع لیس بحاجة الی تحقیق لاننا لسنا بصدد موضوع قانوني. لکي تکون فاسدا کسیاسي سابق ورئیس اعلی سلطة في دولة اوربیة بحجم المانیا یکفي ان تکون في نفس الوقت صدیقا وفیا لدکتاتور مختال ینوي غزو بلد جار وتقلب الحقائق. وبالتالي انت اجیر. وهذا ما قالە کاتب المقال. أي شخص يسمح لنفسه بأن يدفع له المستبدون لکي یستغلونە ویسمح لنفسە بان یتم توظیفە کما یشاؤن لهو فاسد. انتهی

ردا على السيد هاشم سورانى وبعد التحيه :
فول على طول -

كل الشكر والتقدير لشخصكم الكريم على تعقيبك وبعد : أنا لا يوجد بينى وبين أى كاتب أى خصومه ولكن أعلق غلى ما يكتبه الكاتب فأنا لم أتحامل على شخص الكاتب بل أرد على ما كتبه . السيد الكاتب وصف شرودر بالفاسد - هكذا مره واحده - وكأن وصف فاسد ليست سبه أو لها مفهوم غربى يختلف عن الشرق ..لا يا عزيزى : الفساد له مفهوم واحد فقط لا يختلف عليه الشرق أو الغرب . أنا وصفت مقال الكاتب بالفاسد وهذا لم يعجبك أنت وربما لم يعجب الكاتب أيضا ..فما بالك عندما تصف شخص بالفاسد ؟ بالطبع أنا لا أدافع عن شرودر فهو لا يحتاجنى للدفاع عنه وأنا لا علاقه لى به أو بغيره . يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

ثاينا : ما يتقاضاه شرودر معروف جيدا للحكومه الألمانيه - كما هو معروف للكاتب - واذا كان فيه فساد لماذا لا تقدمه الحكومه الألمانيه للمحاكمات ؟ أنا لن أغضب بكل تأكيد لو فعلوا ذلك . وأنت تعرف تماما مدى التلاسن والاتهامات التى يتبادلها الخصوم السياسيين هنا فى الغرب أو الشرق ولكن الاتهامات لا تعتبر دليل ..انتهى - أما عن بوتين فنحن نتلقى ثقافه من مصدر واحد وهو الذى يردد بأن بوتين ديكتاتور ويريد غزو اوكرانيا لكن لم نسمع من الطرف الأخر ...بكل تأكيد اذا أردت الحكم بالصواب لابد أن تسمع كل الأطراف ..على فكره أنا لى زميلة فى العمل وهى من أصل روسي وتؤكد دائما أن بوتين محبوب جدا جدا فى بلدهم والعهده عليها طبعا . بكل تأكيد أنا لا أدافع عن بوتين ولا غيره لكن أدافع عن المنطق كما قلت وأكرر دائما .

تابع ما قبله
فول على طول -

شرودر حر فى وجهة نظره سواء كان فى السلطه أو خارجها ولا يقدر أحد أن يمنعه من ذلك ...كثيرون جدا هنا فى امريكا يعارضون بايدن ويؤيدون بوتين بالمناسبه ومنهم سياسيون كبار وهذه وجهة نظرهم ولا أحد يتهمهم بالفساد . على فكره ابن بايدن يعمل لدى شركه روسيه - أو اوكرانيه على ما أعتقد - ويتقاضى راتب بالملايين وحتى الان ..ويقال أن الشركه تعمل فى غسل الأموال ووالده فى السلطه وهذا معروف للجميع ...وشرودر يتقاضى راتب من شركه روسيه ومن غيرها وهذا ليس سرا وهذا يؤكد سلامة موقفه على ما أعتقده أنا . تحياتى لشخصك كثيرا .

المقالة نموذج لسطوة الاعلام الامريكي و الغربي في لوي الحقائق
فراس عبدالسلام -

يبدو ان الاخطبوط الاعلامي الغربي الذي هو اخطر من السرطان بعد نجاح هيمنته على كل وسائل الاعلام الغربية قد انتشر و وصل الى الدول العربية و نجح في توظيف وسائل اعلام عربية و كتاب صحفيين ليصبحوا بوقا للسياسة الامريكية و الغربية و التي وحش كاسر اكثر ضراوة من الذئاب و الضباع و لكن نجحت في التخفي بجلد ناعم و قفازات خارجية تبدو من حرير و هم مستعدون ان يفترسوا كل زعيم غربي ذو ضمير حي لا ينساق مع سياستهم العدوانية بحق الشعوب و تهدف الى اخضاع كل الدول العالم ، امريكا لا تقل سوءا عن اي نظام دكتاتوري ، و هي لا تتردد في ابادة اي قوة تحاول الوقوف في وجه و عندنا في كاتب هذه المقالة نموذجا للصحفيين الواقعين سطوة الاعلام الغربي يبيعوا انفسهم لقاء دولارات قليلة ،

الحرب القذرة هذه امريكا هي التي اشعلتها
فرات الشمري -

كل مطلع على الاوضاع يعرف ان حلف الناتو هو الذي يجب ان يلام على ما وصلت اليه الاوضاع بين روسيا و اوكرانيا، حلف الناتو يتمدد تدريجيا يريد محاصرة روسيا بحجة الدفاع عن الدول المنتمية اليه فلماذا لا يحق لروسيا ان تدافع عن نفسها ضد تهديدات التي يشكلها حلف الناتو لماذا حلف الناتو لا يعيرون اهتماما بما تقول روسيا و لا يأبهون بمخاوف روسيا الامنية المشروعة ، روسيا تقول لهم لا تقتربوا من حدودنا و نحن لن نعتدي على احد ، امريكا تحاول جر و استدراج روسيا الى الحرب مع اوكرانيا و تعمل على تحريض السياسيين في اوكرانيا على التعنت ، و كل من له ضمير يعرف ان امريكا تتصرف بعقلية امبريالية و تتدخل في اي بقعة في الارض و تدبر انقلابات ضد الحكومات المتمردة على امريكا و ترفض الخضوع الى الهيمنة الامريكية روسيا لم تتورط احد الان في احداث انقلابات او اسقاط حكومات و في هذه الازمة تحاول الدفاع عن نفسها بعد ان تمادى حلف الناتو في نكث تعهداته السابقة بعدم التوسع في شرق اوروبا و تعامل بعنجهية وصلابة مع مطالب روسيا الامنية