كتَّاب إيلاف

لا لتدوير الوجوه... أنا يائس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما زال العراق منذ إعلان نتائج الانتخابات يعيش حالة الطوارئ بانتظار الولادة العسيرة؛ أغلبية وطنية أو اغلبيه توافقية، ومازال الشعب يعيش فوق المزابل والمستنقعات بفقر مدقع، وحالة يأس من القادم المجهول. لا مبالاة لما يجري من صراعات مصابة بجرثومة السلطة وتوزيع المغانم، حيث صداع مزمن في رأس الشعب لا يتوقف بأدوية الأحزاب، وقناني التخدير، وخرقّها الخضراء أو البيضاء للشيوخ والأولياء.

شعب يائس من حياته العبثية، ومن الذين صنعوا له ديمقراطية الموت والجوع والفوضى السياسية. فلا تهمه اليوم مصطلحات الأغلبية أو التوافقية أو الأفضلية أو الشرقية والغربية، وما سيستجد من مصطلحات توفيقية بعد المناورات، والألعاب السياسية الظاهرية والباطنية. ما يهمه اليوم أن تنتهي "عزيمة الهريسة" و"عشب الدارسين" الإيراني والتركي والأمريكي ليستريح من ضوضاء الأصوات القبيحة، ورائحة الدارسين العفنة.

ما يجري اليوم من صراع ليس جديدا على الشعب المقهور، ولا هو علامة صحية، بل هو مرض مزمن متجذر بالجينات والخلايا الجذعية. وبمنطق الطب هي غدة درقية تفرز هرمون الحكم والجاهلية، وتدوير الوجوه المتشابهة بعيد عن شعار "المجرّب لا يجرب“. فالمجرب السياسي “لصقة جونسون" غير قابل "للشلع والقلع“؛ مطاط مقاوم للحريق والاشتعال، لا تستطيع مسكه ولا تقدر لمسه، كريه الرائحة، لا لون يستدّل في شكله، ولا فيه نور الله ورسوله وأئمته الصالحين.

لا يسعك وصف ما يجري اليوم سوى بالكارثة؛ مرادفات سياسية بالكلمات المتقاطعة، بلا برامج ورؤى في هندسة الحياة السياسية، فلا حزب قدم لنا برنامجه السياسي لحل مشكلات الوطن والشعب، ولا أحد رسم لنا خريطة الحياة والمستقبل، وأنقذ البلد من براثن الفساد المزمن ومفسدة السياسي الذي سيعود لنا بقناع جديد. هناك حميّة السلطة والجاه تتغلب على مطالب الشعب. وجياع تنام على زبد الوعود، وعسل الكلام، وظلم الأقربون والأبعدون.

بالمختصر، ما نراه في السماء إلا سحابة سوداء لا تمطر لنا سوى الفقر والدم، ورصاص الموت، وكاتيوشا تعبث بالسماء والأرض، وصواريخ عبثية للفوضى والدمار. وما يجري في السر والخفاء، صراع سلطة وتقاسم وزارات، واستحداث وظائف جديدة لنواب الرئيس القادم ولرئيس الوزراء المنتظر، ونكد سياسي معطر بالتوافقات المصلحية، وتثبيت مواقع سياسية للاختباء وراءها بهدف الحصانة خوفا من فتح ملفات سرقة المليارات الذاهبة للجيوب والدول.

هناك من يقول بأن قارب الأغلبية ممتلئ للبحث عن مفتاح خزائن ملوك الفساد. فلا مكان لهذا القارب لأصحاب التوافق غير السفر إلى إيران حيث هناك "ملك لا يظلم عنده أحد"! وهناك من يقول بلغة الحدس وتراكم التجارب، بأن السياسة مصائد، وأخلاق ساقطة، وما يجري هو توريط للآخر، وكشف لأوراقه ونياته المبطنة. فلا أحد يصدق إن إيران غير قادرة على تحريك الدمى، وقطع أصابع العابثين بالمصالح والمغانم!

ما يجري مزعج بالوقائع والبيانات والتغريدات والتدخلات الشيطانية والرسائل الأجنبية، لأن 80% من الشعب الذي قاطع الانتخابات لا يرضيه ما يجري من صفقات، وعودة للوجوه القديمة تحت يافطة الأغلبية أو التوافقية. فما يحدث بهلوانيات سياسية أنفاقها مظلمة، وأبوابها مغلقة، وأسرارها الغاز تشبه لعبة الكلمات المتقاطعة.

#هاشتاك / لا لتدوير الوجوه ...أنا يائس!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
منين نجيب ناس يحكمونكم ؟
فول على طول -

طيب من أين نأتى لكم ب حاكم يختلف عنكم ؟ هل نأتى لكم بحكام من المريخ مثلا ؟ عزيزى الدكتور : كلهم أو كلكم عجينه واحده ..كلهم أو كلكم نفس الثقافه ونفس التعاليم ونفس الطباع ونفس العنصريه .. الحل هو طحن الشعوب العربيه والاسلاميه كما تطحن الغلال ويتم عجنها وخبزها من جديد بدون تعاليم دينيه اسلاميه وبدون عادات عشائريه بل يتم توزيعهم وتفريقهم كل فرد فى بلد لا يملك بها أقارب نهائيا وتبدأون من جديد بتعاليم حديثه انسانيه جدا ..هل هذا ممكن ؟

جذور المشكلة
زارا -

جذور المشكلة يكمن في التربية والتربية الصحيحة تأتي من العائلة الصحية نفسيا واجتماعيا, والعائلة الصحية لا بد ان يكون دور المرأة فيها كبيرا ومهما لأن المرأة هي التي تربي, ولكي يكون تقوم بدورها المهم جدا لا بد ان تكون لديها ثقافة وشخصية ولكي تكون كذلك يجب ان لا تكون خاضعة لشخصية الزوج والأب والاخ, اي ان لا يكون المجتمع ذكوريا.المجتمعات الذكورية فاشلة جدا. والأديان كلها وخاصة الإسلام عززوا ذكورية المجتمعات التي ظهرت منها, بل ان الدين هو اساسا نتاج لفكر ذلك المجتمع.الإسلام كدين مات منذ زمن طويل جدا, ما تبقى منه هو شبح لما اراده النبي محمد لمجتمعه. واضح انه اراد اصلاحا اجتماعيا لمجتمع فاسد مريض, فأراد ان يصلحه واراد ان يعزز مفاهيم الإنسانية وان يرفع مكانة المرأة, الخ. على الأقل هذا جزء مما أراد في رسالته. لكن الذي حصل هو ان الثقافة التي كانت سائدة قبل نبوته رجعت بسرعة كبيرة وبشدة اكبر لأانها باتت تستعمل رسالة النبوة لتعزيزها.لا حل الا بالعلمانية.

المتآمر الأكبر
حمزة -

في الصراع بين الصدر والمالكي لم يتردد المالكي في استعمال كل ادواته لكسر أراده الصدر والمتحالفين مع الصدر لغرض عزل المالكي ودولة القانون من الحكومة الجديدة والمالكي عراب المليشيات استعمال حليفته وربيبته ايران في الضغط على الصدر عن طريق التهديدات الإيرانية السؤال الان ان الصدع الذي حدث بين صدر ومالكي سوف لن يلتئم وسيستمر المالكي الذي هو قطة لها سبعة أرواح لن يستسلم ولكنه لن يستطيع اجبار الصدر في التخلي عن مواقفه يعتقد المالكي انه أصاب وانه انتصر وحجم الصدر ولكن فضيحة اساليبه جعلته ينزع كل الأغطية وبدا عل حقيقته لن يتأنى في الحاق أي ضرر بالعراق وبالآخرين ورمي العراق مزيدا في أحضان ايران كل ذلك لإشباع رغبته في التحكم والسيطرة ان تشرين قد حققت هدفها فالأحداث بعد الانتخابات عرت المالكي على حقيقته وكشفت هويته ودناءة ورخص اطماعه اذ انه لا يتورع عن استعمال كل الوسائل لتحقيق طموحاته الشخصية