ليتني لم أتخذْ فلانًا خليلًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أي لوعةٍ وحسرةٍ وضياعٍ وخذلان في أن يكون من أفنيت عمرك في مصاحبته، وأنفقت مالك في منادمته، وقضيت حياتك بجواره.. ظنًا منك أنه خير رفيق وأعظم كتفٍ يسندك على مرارة الأيام .. هو في واقعه وحقيقته التي لا يعلمها سوى الديان سبحانه كان جسرك للإفراط والتفريط،
بل كان بوعيٍ منك أو بلا وعي حبلك المدود للقصور والتقصير، ويدك الطولى للإسراف والتسويف والتبذير!
كلما قرأت هذه الآية وجل قلبي واهتزّت خلجات فؤادي "الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين"
نعم ..إنها عداوةٌ مؤجلة!وكرهٌ دائم وبغضاءٌ خالصة تلتفُّ كالأفعى حول عنُقك من حيث لاتشعر
الصحبة التي لا تكون على هدى وبصيرة من المولى سبحانه، والصحبة التي تأخذك نحو طريق الضلالة هي في جوهر حقيقتها أغلالٌ على الأعناق ملتفّة، وقيودٌ على المعاصم مكبّلة، لا ترى ولا تُحس سوى أنّ لها صليلًا تُذهل له القلوب الوجلة التي تتأمل وعد الله وتترقب خوفًا من وعيده.
لم يكذب الأولون حين قالوا:
"قل لي من تصاحب،أقلْ لك من أنت"
لأنّ المرء على دين صاحبه،وخلق خليله، وفؤاد نديمه فإن حسنت أخلاق صاحبه، حسُنت أخلاقه وإن شانت كان السوء من نصيب صاحبه كذلك،وربما يستهين البعض في أمر الصحبة،ويُقلّل من تأثيرها وأثرها على الإنسان وخصوصًا من كان في سنٍّ مبكرة
في بدايات العُمر أو الصداقات تكون القلوب كالصلصال رطبةً لينة، يشكلها الأصحاب والرفاق كيفما شاءوا، ومع انتشار مواقع التواصل وعصر التقنية السريعة والمخيفة أصبحنا في زمنٍ لا يعرف الصاحب فيه صاحبه، ولا الرفيق رفيقه، ولا النديم نديمه، فضلًا عن جهل أولياء الأمور بحال أبنائهم وبناتهم ..
إنه لأمر مخيفٌ ومرعب أن تترك صغارك أو أحد أفراد عائلتك تتلقفهم رياح التغيير، وتشكلهم المظاهر الخادعة والقشور البراقة وتجعلهم يعيشون الخواء بكل ما يحويه من زخرفٍ خدّاع وضياعِ هوىً وهوية.
تذكّر دائمًا وازرع في كلّ من حولك أنّ الصّحبة الحقّة رزقٌ من الله تعينك على الفلاح وتأخذ بيدك إلى طريق الحق،تُعدِّلك إن ملت، وتحمل عنك إن أُثقلت،وتقيم اعوجاجك إن زللت،وتعينك على صنائع المعروف
اللهم صحبةً مباركةً طيبة تعيننا على الحق وتساعدنا على اتباعه.