فضاء الرأي

قصف اربيل رسائل ايرانية لعدة جبهات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تمر المنطقة العربية عموماً والعراق خصوصاً بمرحلة تاريخية فاصلة، قد يكون العامل الأبرز فيها كثرة الاضطرابات والقلاقل، وتفجر المشكلات الاجتماعية والسياسية، وما يصاحب ذلك من صراع واقتتال داخلي وتدخل خارجي بصورة مباشرة أو من وراء حجاب، خصوصاً بعد تشابك مصالح الدول في العالم وتداخلها.

والعراق لم يكن بعيداً عن هذه التغييرات التي تجتاح المنطقة، بل قد يكون من أول بلدان المنطقة التي دخلت فيها، ولكن بطريقة مختلفة فبدلاً من أزمة وصراع داخلي ينتهي بتدخل خارجي بدا الأمر معكوساً، احتلال خارجي عام 2003 وصراع استمر لسنوات لينتهي إلى أزمات داخلية، مع تدخل في إدارة هذا الصراع من جهات إقليمية ودولية متعددة، مما قد يمهد إلى مرحلة قد تكون أكثر شراسة ودموية وقد تنتهي بانتهاء دولة اسمها العراق.

ولأن العراق هو الحلقة الضعيفة في المعادلات الإقليمية والدولية، ولهذا تلجأ الدول القوية والكبيرة لنقل صراعاتها مع الدول الاخرى الى البلدان الضعيفة مثل العراق لأن البلدان الضعيفة تكون فاقدة للسيادة ويستشري الفساد فيها وتتسم بانهيار القانون والنظام العام وتكون غير قادرة على حماية مواطنيها من الهجمات الداخلية أو الهجمات الخارجية.

ولهذا اختارت ايران الحلقة الضعيفة العراق ففي ليلة قبل الأمس قصفت ايران اربيل عاصمة كوردستان العراق بستة عشر صاروخا باليستيًا. معللة بذلك انتقاما من اسرائيل بسبب تصفية اسرائيل قياديين اثنين من الحرس الثوري الايراني في سوريا. ولكن ليس هذا فقط هدف ايران من قصف اربيل فلديها رسائل تريد تمريرها الى الخصوم ومن اهم هذه الرسائل وأولها هيا لأمريكا بسسب دعمها لمشروع مقتدى الصدر، ايران لم ولن تسمح بأي حكومة قادمة أن تكون خارج توجهاتها. إيران لديها إمكانياتها وقدراتها على تعكير صفو العملية السياسية وتهديد استقرار العراق.

ومن شأن التحركات الإيرانية الأخيرة وتدخلها عبر مندوبيها أن تعقد أزمة تشكيل الحكومة العراقية، التي تمر أصلا بتعقيد شديد بعد إصرار الاطار التنسيقي على حكومة توافقية، في وجه التيار الصدري الذي يريد حكومة ذات أغلبية وطنية.

اما الرسالة الثانية التي ارسلتها ايران هي لأسرائيل والدول العربية عن مدى قدرات إيران وقوة صواريخها ودقة اهدافه ومداه البعيد. وتشير إلى أن طهران لن تستهدف إسرائيل فقط في حال تعرضها لضربات جوية إسرائيلية، بل أنها ستستهدف أيضا الدول التي سمحت بمرور الطائرات الإسرائيلية منها في المنطقة، حيث ستتذرع بهذا الأمر من أجل ضرب دول عربية.

ويبدو أن طهران تريد توجيه رسائل أيضا إلى الدول الغربية بأنها قادرة على إحداث حالة عدم استقرار في المنطقة من خلال منظومة صواريخها الباليستية.

اما الرسالة الثالثة هي للحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديدا لمسعود البارزاني أن عليه أن يتعامل مع القوى الشيعية مجتمعة وليس مع طرف على حساب آخر لأن ذلك سيؤدي الى ولادة حكومة عرجاء، ترافقها فوضى وعراقيل، وسوف لن تستطيع إكمال دورتها، وليس هناك خياراً أمام السيد مسعود البارزاني، سوى التحلي بالواقعية السياسية، والاذعان للحقائق الضاغظة، وترتيب أوراقه على أساسها.

وبين الصواريخ الايرانية والعقوبات الامريكية الخاسر الاكبر هوا الشعب العراقي الذي لا حول لديه ولا قوة سوى الدعاء بأنفراج الأزمة وأن الشعب العراقي جزء من محيطه العربي والدولي يريد ان يكون صديقا للجميع ويرفض ان يتحول الى منطلق للعدوان على اي طرف اقليمي او دولي او الى ساحة لتصفية الحسابات بين قوى اقليمية او دولية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تصحيح
صالح -

غباء قائد العراق الضروروة كما سماه الشعب العراقي في الثمانيات والتسعينيات جعلت العراق في مهب الريح تتقاذفه الامواج. و سبب ضعف العراق هو طبيعته الديموغرافية . قوميا العراق يتالف من قوميات متعددة وهي العرب والكورد و قوميات ثانوية اخرى كالتركمان و (الاشوريين والكلدان وهم من الديانة المسيحية) وكديانات تسود الديانة الاسلامية معظم العراق (وايضا المسيحية ولكن معظمهم هاجروا خارج العراق ) واليزيدية وهي نسبة ضئيلة) والمسلمين في العراق طائفتان رئيسيتان هم الشيعة والسنة ومع سوء حظ العراق تحيط به دولتان من الشرق ايران الشيعية ومن الشمال تركيا السنية وانقسم العراق الى طائفتين متناحرتين هما السنة و الشيعة. وهذا التناحر لايمكننا اعزائه الى الاحتلال الامريكي لانه نزاع بدأ مع وفاة محمد نبي المسلمين, وبعد الاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ قاوم اهل السنة الاحتلال بضراوة وسببها انهم خسروا قائدهم السني وخسروا هيبتهم في الدولة العراقية وبعد مرور الوقت وبدأ تبلور الموقف و اعتلاء الشيعة سدة الحكم شعر السنة بانهم سيكونوا تابعيين للشيعة فشعروا بان الامريكان هم من يسندهم ولكن بعد فوات الاوان .اما الشيعة وبحكم انهم من نفس الطائفة الايرانية تحالفوا ضد الامريكان لكي تخلوا لهم الساحة العراقية و لكي تحكم ايران العراق بمساندةشيعة العراق الساذجة