فضاء الرأي

معايير مزدوجة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعاني الإنسانية جمعاء اليوم من ازدواجية في المعايير، ومن التناقضات التي تجعل الإنسان في حيرةٍ أن الوجود صار ضبابيًّا، وكلّما تطوّرت التكنولوجيا العلمية،وقع المرء أكثر في براثنها وحيلها ولعبها وصار من السهل أكثر التلاعب به والسيطرة عليه وخداعه بكلّ الوسائل والطرق.

ثمّ إنّ السياسة حول العالم قضت على بقايا الإنسانية في قلوب بعض البشر، فصار المرء يميل حيثما يجد مصلحته، فيهاجم المعتدي هنا، ويصفّق له هناك، ويكرم الخائن هنا ويذمّه هناك، وتداخلت المشاهد في ما بينها، واختلطت الألوان والمواقف، لم يعد الأبيض ناصعًا بالخير، ولا الأسود غارقًا بالشر…
أما الرمادي فهو الأذكى، وأما الحياديّ فهو الناجي بنفسه لا محالة!


صنّف البشر أنفسهم وفق درجات ومراتب عليا وأخرى دنيا،إنسان متحضّر وآخر هامشيّ أو متخلّف؛وغيرها من المعايير التي تجعل من آلام الإنسان البعيد آلامًا هامشيةً لا معنى لها وتجعل قضاياه وهمومه،ومشاكله وحروبه كلها أمورًا لا معنى لها ولا حاجة للاهتمام بها،إلا بما يحقّق مصلحة الإنسان الأقوى
والمتحكّم بموارد هذا الكوكب، واليوم تكشّف للعالم زيف الشعارات والادعاءات الخدّاعة، والعناوين البرّاقة التي تلمع كذبًا وزيفًا..
لقد اتضح للجميع أنّ الضمير الإنساني يعيش اليوم أزمةً أخلاقيةً عظمى، أزمةً سقطت معها أقنعة الدول الكبرى والعظمى، وتكشّفت مخالب كانت تدّعي كذبًا أنها أنامل حانية تربّت على أوجاع العالم…
وها هو العالم اليوم يعاني من أزمة عالمية بطلها الإنسان المعاصر الذي يعيش في العصر الحديث والذي يجزم يقينًا أنه أذكى إنسان عاش على هذا الكوكب وأكثرهم علمًا ومعرفة وحضارة!!
ولكنه بكلّ بساطة قد يدمر هذا الكوكب كله بضغطة زر!
وما أهون الإنسان حين يفقد الحكمة في أصل وجوده وخلقه، ولذا كانت الفلسفة قديمًا أمّ العلوم، إذ إنها كانت تتحكّم بشطحات الإنسان المتطوّر وقدراته، فتهذّبها وتقوّمها وتصوّبها في ما يخدم الإنسانية واحتياجاتها..
وبعد أن انفصلت الفلسفة عن العلوم الأخرى فصلًا يشبه قطع حبل السرّة بين الأم ووليدها، صارت الآلة أسرع من قدرة صاحبها على التحكّم بها وظهرت المطامع والمآرب السيئة التي تهدّد البشريّة وزوالها..
يا لها من سخرية..! ويا له من هوان!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رجاء عدم البكاء عن الازرار
صالح -

اذا كنت لا تستطيع ان تصنع زرا يمكنك به تدمير العالم فالحق مع من يصنع زرا من ذلك النوع و التبهاي بانه اذكى البشر . والسيد الكاتب نسى ان صانع الزر الي يمكنه تدمير العالم صنع ايضا حبة تشفي العالم . هل تعلم من هو ذو المعايير المزدوجة الان؟

فعلا أنها أزمه أخلاقيه
فول على طول -

الكاتب لم يسأل نفسه عن ازدواجية المعايير فى بلاد الذين أمنوا ولكن كالعاده راح يصب جام غضبه على الدول الكبرى - لأنها بلاد كفار - ونحن نسأل الكاتب : لماذا لا ترى ازدواجية المعايير فى بلاد الايمان وفى المسلم خصوصا والتى اكتسبها من الدين الحنيف ؟ هل غير المسلم فى بلادكم يتساوى مع المسلم ؟ الغريب أن المسلم يجأر بأعلى الصوت ويطالب بحقوقه فى بلاد الكفار ولكن المسلم نفسه ينكر نفس الحقوق على غير المسلم فى بلاده بل حتى فى الغرب ...

محنة المسلم فى عقله
فول على طول -

والمسلم فى الغرب يبنى دور عباده له وينشر الاسلام براحته وينكر نفس الحقوق لغير المسلم فى بلاد الايمان والتى هرب منها بسبب الدين الحنيف .. ناهيك عن تشريعات ونصوص الدين الحنيف مثل : لا يؤخذ دم المسلم بدوم الكافر ..ودية الكافر لا تساوى دية المسلم ..ولا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام بل اضطروهم الى أضيق الطريق ..الخ الخ ..والكاتب لا يرى أى ازدواجيه فى ذلك ولكن يرى ازدواجيه فى الغرب

الإزدواجية فقط عند العنصريين الحاقدين يا فوال
حمص الشام -

الإزدواجية في المعايير موجودة فقط عند من يعتبرون أنفسهم أبناء الرب ويميزون أنفسهم عن غيرهم من البشر وتتضخم هذه الشوفينية الناييفية الوهمية عند ألأرثوذكس المتصهينين الذين يعتبرون أنفسهم بأنهم الوحيدون الذين سيدخلهم أباهم الرب إلى الملكوت والباقي من البشر حتى الكاثوليك والبروتستانت ممنوعون منه والمضحك أكثر هو ما يقوله الأرثوذكس الصهاينة في تلمودهم العتيد بحقهم وربهم وكنائسهم ولا داعي لتكراره فهو معروف للجميع