رسالة للأشقاء الجزائريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المغرب كبلد وشعب، لم ولن يعتدي يوما على أراضي الغير، بل من شيمه احترام الجيران وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه. قدم يد المساعدة للثورة الجزائرية وآوى الثوار، ساعد نيلسون مانديلا واستقبله دفاعا عن الحقوق المشروعة. المغرب لم يكن معتدي يوما ورغم ذلك تعرض لطعنات وخيانة الأشقاء الذين قدم لهم المساعدة البارحة.
كان من المفروض أن يكون للشعب والنخبة المثقفة وأحرار الإعلام دور في ما يجري، لكن للأسف انساق الإعلام المأجور وراء أوهام الجنرالات الذين فعلوا كل شيء بأموال الشعب الجزائري إلا تنمية البلد وتوفير العيش الكريم لمواطنيه رغم الإمكانيات والثروات الطبيعية.
كان مفترضا أن تكون الأخوة وروابط الدم التي تجمع الشعبين حاجزا أمام تفاقم الأزمة وتمادي جنرالات قصر المرادية في الجري وراء السراب، لكن إعلامهم يواصل نشر الشائعات والأكاذيب التي تتناول القضية والعلاقة مع الجيران المغاربة، دون أدلة وبدون سبب مقنع لذلك.
منذ أكثر من أربعين سنة ونظام العسكر يضخ الملايير لشراء اعتراف الدول بالجمهورية الوهمية، يسابقون الزمن لتشويه سمعة المغرب، وها هي اليوم تتساقط كأوراق الخريف، بفضل دبلوماسية حكيمة ودفاعا عن الحق ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه.
ما هي المكاسب التي حققها قطاع الطرق منذ أكثر من أربعة عقود من وجودهم فوق التراب الجزائري سوى استنزاف خيرات البلد التي من المفروض أن تخصص للتنمية والبلد أولى، وماذا ربح الجنرالات من ذلك سوى تبذير الأموال. والسؤال الجوهري والأعمق، ماذا استفاد الشعب الجزائري الشقيق من كل هذا؟
مؤسف أن نرى فقط بعين واحدة، مؤسف أن لا نقف لنسأل الذات والواقع والتاريخ والجغرافيا عن ما يحصل، لا يمكن أن نستمر في تعاملنا مع ما يحدث بسياسة النعامة ووضع الرأس في الرمل، التحالفات والتكتلات والأخطار الخارجية لا ترحم ونحن لا زلنا نصارع الزمن ونتصارع فيما بيننا من أجل مخلفات الاستعمار ومن أجل رغبات فنتازية لجنرالات فرنسا.
بفضل الدبلوماسية الناعمة للمملكة عاد المغرب لحضن الاتحاد الإفريقي وقال جلالة الملك: لقد اشتقت إليكم كثيرا ... اشتقنا للجميع دون استثناء حتى أولئك الذين يتآمرون على المغرب ووحدة أراضيه، إنه الدرس الأخلاقي الذي يجب أن يفهمه حكام المرادية ويستوعبوه، العودة التي أظهرت ضعف النظام الجزائري في أعين أولئك الذين اشتراهم بالأمس بأموال الشعب. حيث واصل المغرب خطاباته، المفعمة بالود والأخوة ونضج وسلوك راقي ونبل الشرفاء، في كل مناسبة مطالبا بفتح الحدود وطي صفحة الماضي وتحقيق التكامل الاقتصادي المأمول خدمة لشعوب المنطقة وحلم اتحاد دول المغرب الكبير.
نتأسف على ضياع فرص النجاح التي كان من الممكن استثمارها، لكن نحمل الكثير من الآمال والثقة في المستقبل وفي الشعب الشقيق الذي أصبح يرى الواقع جليا أمامه، ثقتنا كبيرة في النخبة المثقفة والإعلام الحر الصادق والحراك الشعبي في طي صفحة الماضي وإنهاء ما بدأه النظام العسكري منذ انقلب بومدين على الشرعية الثورية في ما سمي البيان رقم واحد الذي أصدره بومدين بتاريخ 15 يوليوز 1961 على الحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة ومنذ ذلك الحين توارث العسكر حكم قصر المرادية وتداولوا السلط بينهم.
لقد تغير العالم أيها الأشقاء، تغيرت المفاهيم والقناعات إلا عقول الجنرالات وحقدهم للجيران وأورثوه لأجيالهم، وقد حان الوقت ليقول الشعب كلمته، وتفتح الحدود ونطوي الخلافات للأبد، ونستشرق غدا أفضل لنا ولأجيالنا القادمة في بلد مغاربي كبير غني بالتنوع الثقافي واللغوي والحضاري ويزخر بكل الإمكانيات الطبيعية والبشرية لتحقيق نهضة حقيقية.