كتَّاب إيلاف

المسلمون في مواجهة التطرف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شهر رمضان من كل عام لا يكون أبدا شهر التسامح والسلام والمحبة والتضامن والرحمة والغفران مثلما يتمنى ذلك المسلمون في جميع أنحاء الأرض. وفي العديد من أشهر رمضان، حدثت مجازر، وارتكبت جرائم فظيعة كان مسلمون متطرفون ضالعين فيها، وصدرت وتصدر فتاوي غريبة وعجيبة تبيح القتل والذبح وتزويج البنات في سن العاشرة وتحريم الموسيقا والغناء والرقص وارتداء الجوارب البيضاء ورجم المتهمات بالتمرد على "قيم الإسلام الحنيف" و"تدنيسها"، وجلد المفطرين وسجنهم...

وهذه السنة أصدرت وزارة الشؤون الدينية التونسية بيانا تطلب فيه من الناس أن يقضوا الليل في التهجد فلعل ذلك يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي منها يعانون، ويخفف في الأسعار التي أضحت من نار في بلاد "ثورة الكرامة والحرية". ولا تدري الوزارة المذكورة أن قضاء الليل في التهجد ستكون له عواقب وخيمة اقتصادية واجتماعية لأن الكثيرين سيجدون في ذلك تعلة للمزيد من الكسل والخمول واهمال العمل.

وفي كل سنة تبرز دلائل لتؤكد مرة أخرى أن أوضاع المسلمين تزداد سوءا يوما بعد يوم، بل قد تصبح أوضاعهم أسوا مما كانت عليه في عصور الانحطاط والتخلف... وقد بات مألوفا أن يفتح الواحد جريدة أو يشعل راديو أو تلفزيونا، لكي يصطدم بأخبار مُفزعة ومفجعة تتصل بالإسلام، وبالمسلمين. وفي رمضان هذه السنة، قام مُتطرف يميني من السويد بحرق نسخة من القرآن أمام مناصريه في مدينة لوند. وهو عازم على تجديد هذه العملية في العديد من المدن السويدية الأخرى. وقد احتجّت على ذلك بعض الدول العربية مثل العراق. غير مثل هذا الاحتجاج لن يكون له أيّ وقع. وكان من الأفضل أن يبحث المسلمون أنفسهم عن الأسباب التي دفعت بالمتطرف السويدي إلى مثل تلك العملية الشنيعة. وأول هذه الأسباب هو أن المهاجرين من العالم العربي والإسلامي اقترفوا في البلدان التي فيها يقيمون جرائم إرهابية فظيعة وهم يصيحون: "الله اكبر.. الله أكبر". وهناك من بين هؤلاء المهاجرين من لا يحسن قراءة الفاتحة أو سورة أخرى من القرآن لكنه باسم كتاب الله يذبح ويُفجّر نفسه في محل تجاري، أو في قطار، أو في شارع مزدحم، او في كنيسة، أو في ملهى ليلي، ليتساقط الضحايا بالعشرات. السبب الآخر هو أن جل الدول العربية والإسلامية لا تهتم بجالياتها ثقافيا فلا تقيم لها نواد ترتادها للتعرف على مختلف جوانب ثقافتها الوطنية، أدبا كان أم مسرحا ام موسيقا أم فنونا تشكيلية أم سينما... بل هي تهملها فلا يكون لها في النهاية سوى ارتياد تلك المساجد التي يسيطر عليها متطرفون، يبيحون لأنفسهم نشر الفتن، والمواعظ التي تحرض على الصراعات بين الأديان، وبين الغرب والشرق، وحتى بين المسلمين أنفسهم. بل قد لا يتردد هؤلاء في مباركة الأعمال الإرهابية، والثاء على مرتكبيها، ووعدهم بحور العين، وبأنهار من لبن ومن عسل مصفى.

وبسبب كثرة المواعظ والفتاوي الصفراء، لم يعد بالإمكان تمييز الصالح من الطلح، والمُباح من المحرم، والسيء من الحسن في عالم إسلامي يتخبط في الأزمات فلا يخرج من واحدة إلاّ لكي يغرق في أزمة جديدة قد تكون أسوأ وأمرّ من سابقتها. وبسبب هذه الفوضى التي تزداد استفحالا يوما بعد آخر، بات دعاة التطرف والارهاب الأعمى يتحّكمون في مصير المسلمين. فإن حاول أحد، أو مجموعة التصدي لهم، أشهروا أسلحتهم مهددين متوعدين باعتبار أنهم وحدهم يمثلون روح الشريعة الإسلامية.

ولو نحن تمعنا في أفعال هؤلاء المتطرفين لاستنتجنا من دون بذل أيّ مجهود يُذكر، أنهم هم الذين يسيئون للإسلام بالدرجة الأولى. وقد يسيئون له أكثر من أعدائه أنفسهم. وخلال العقود الأخيرة، ألحقوا به أضرارا جسيمة قد لا يتمكن الزمن من محوها بسهولة. ويتفنن المتطرفون في التأكيد للناس على أنهم قادرون على تحقيق العدالة والحرية ورفع المظالم إلاّ أن الأيام سرعان ما فضحت أكاذيبهم، وطرقهم البغيضة في الخداع وبيع الأوهام.

وما يثير الخوف والتعجب هو أن جل الدول الإسلامية تبدو وكأنها عاجزة عن التصدي لهؤلاء المتطرفين. أما النخب الفكرية والثقافية فتخشاهم. لذا هي تتحاشى مقاومتهم بنفس الشجاعة التي تسلح بها المفكرون الغربيون لمواجهة المتطرفين في بلدانهم... وما دامت الأوضاع على هذه الصورة فسوف يظل رمضان مُجردا من قيمه الروحية والإنسانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا
زارا -

احسنت القول. وازيد: ان المسلم الأعتيادي الكلاسيكي اصبح يفضل اي شخص لا يصلي ولا يصوم بل، ان كانت امرأة، ان تلبس حتى ملابس لا تتماشى، من وجهة نظره، مع الإسلام، فقظ ان قالت بأن الحج والعمرة مهمين وان الذين يقولون بدفع أموال الحج والعمرة إلى المحتاجين، هم لا يفهمون اهمية الشعائر !!!! هؤلاء ليست لهم اي مشكلة مع من لا يمارسون الشعائر ومن يلبسون ويتصرفون كالأوروبيون.....هؤلاء لديهم مشكلة مع الذين يفكرون وينتقدون بع الأمور، حتى وان كانوا من المصلين الصائمين المتزكين !! ان مشكلة المسلمين الكلاسيكيين الجهلة، وهم اغلبية المسلمين اليوم، هو مع الفكر....لا تفكر ولا تتبع المنطق، وبعدها يمكنك ان تفعل ما تشاء. النخب الفكرية والثقافية لا تستطيع ان تفعل الكثير، الإرهاب يمارس من قبل اغلبية المسلمين عليهم، الإرهاب الفكري....يكفي ان تنتقد الطريقة السخيفة التي يصوم بها الناس في رمضان (نوم اغلب النهار) لكي ترى المئات على الأقل يتصدون لك ويتهمونك بالكفر....النخبة المثقفة هم اناس عاديون، من حقهم ان يخافوا على انفسهم وعائلاتهم...الارهاب الفكري يسبق الأرهاب الجسماني.

ستالين رب الملاحدة الارهابيين و المتطرفين
المؤرخ -

يذكر التاريخ أن ٥ أشخاص ملحدين قتلوا ١٨٥ مليون إنسان١- ماوتسي تونج " زعيم الصين" قتل ٧٩ مليون. ٢- جوزيف ستالين " زعيم روسيا" قتل ٥٠ مليون. ٣- أودلف هتلر " الزعيم النازي" قتل ٤٠ مليون. ٤- بول بوت "الزعيم الكمبودي" قتل ٣ ملايين من شعبه.٥- ليو بولد " ملك بلجيكا" اشترى الكونغو و قتل ١٥ مليون من شعبها. ورؤساء حكومات وجيوش وجنود مسؤولين عن قتل ملايين البشر في شمال افريقيا وافريقيا واسيا والعالم الجديد وجزر المحيطات ونهب ثروات الشعوب و تنصيب عملائها الطواغيت الذين تربوا في كنفها على تلك الشعوب قتل الغاصبون اليهود ربع مليون فلسطيني وعربي وطردوا ملايين من وطنهم لقد قتل الانجليز عشرة ملايين انسان في شبه القارة الهندية وحدها ، وابادوا ملايين في العالم القديم واستراليا ، وارغموا ملايين على تعاطي الافيون في الصين قتل البوذيون اليابانيون ملايين البشر في جنوب شرق آسيا وفي الشرق الاوسط قتل خلال ثلاثة عقود ملايين البشر وهجروا وتعرضوا للتعذيب بسبب رؤساء حكومات غربية وادواتهم في المنطقة فلابد من انصاف هذه الملايين من البشر والانتقام لهم ممن تسبب في قتلهم وتعذيبهم و تشريدهم ومعاناتهم هذا من مقتضيات العدل ..

مشروع تشويه الاسلام السني فشل بإسلام الغربيين
فاروق -

قال المفكر الأمريكي توماس : إنّ الشّعلة التي أشعلها محمّد في قلوب أتباعه هي شعلة غير قابلة للإنطفاء".تحاولون عبثاً يا ملاحدة وصليبيين مشارقة ، فقد أسلم الد اعداء الاسلام ! فبنبرة تمزج بين الندم على الماضي والأمل في عفو الله، تحدث منتج فيلم «فتنة» المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم السياسي الهولندي أرنود فاندور عن خبايا وملابسات هذا الفيلم واعتناقه للإسلام ، بعد أن أنتج هذا الفيلم.فاندور الهولندي المُكنى بأبو أمين، والذي اعتنق ابنه الأكبر إسكندر الإسلام وغير اسمه لأمين بعد عام من دخول أبيه للإسلام، وعن الجهة التي دفعته لإنتاج الفيلم المسيء قال «لوبي أميركي- إسرائيلي نصح بإنتاج فيلم فتنة للتخويف من الإسلام، ما أقوم به في مجال الدعوة لعله يكون تصحيحا للأخطاء التي ارتكبتها».وعن النقطة الفاصلة التي قررعندها أن يعتنق الإسلام ، قال: الأمر لم يأت هكذا فجأة ولا من خلال تحول جذري، فقد أمضيت فترة طويلة لأكثر من عام ونصف العام بعد إنتاج هذا الفيلم ولم يكن هدفي وقتها اعتناق الإسلام، وإنما البحث والمعرفة في الإسلام، لأني كنت أتساءل ثمة مليار ونصف المليار مسلم، فهل من الممكن أن يكون هذا الدين كما يُروج له البعض من ويلصق به المساوئ التي هو منها براء ، وأود أن اذكر هنا دورا مهما لعبه الشيخ أبو اسماعيل، عندما قص عليّ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أثرت فيّ كثيراً خصوصاً ما عاناه النبي الكريم من متاعب في دعوته، وهذا هو النهج الذي قررت أن اسير فيه اقتداء بالنبي الكريم مهما واجهتني من صعوبات. أتحمل جزءاً، ولو صغير، من أسباب كراهية الغرب للإسلام بسبب الفيلم الذي اشتركت في انتاجه ولذلك أقوم الآن بالتكفير عن ذلك. والحمد لله قررت استخدام مهاراتي،التي كنت أكرسها سابقاً ضد الإسلام، في خدمة الإسلام والدعوة، وهذا ما جعل حزب «من أجل الحرية» الهولندي المعادي للإسلام ألا يرحب بوجودي معه، فقمت بإنشاء حزب سياسي جديد في لاهاي وهو حزب على أساس اسلامي للدفاع عن المسلمين في هولندا.

اعتكاف الملاحدة المشارقة و اخوانهم الكنسيين في المختبرات والمصانع..
ابوالعلا -

ما شاء الله ؟! الذين لا يصلون ولا يصومون من الملاحدة الذين ربهم السفاح ستالين واخوانهم في الدين الصليبيون المشارقة الذين ربهم السفاح قسطنطين شغاليين ليل نهار بلا نوم ولا تعب شغل متواصل عاكفون في المختبرات و المصانع في ابتكار واختراع وصناعة كل ما يفيد البشرية ؟! خيبكم الله من بشر يبالون شتامين عالة على الانسانية والكوكب ونهايتكم الى جحيم الابدية بعد تعفنوا وتحترقوا في قبوركم الى يوم الدين آمييين ..

كفى هروب
فول على طول -

المشكله فى الدين الحنيف نفسه وفى نصوصه وتفاسيره ..نصوص وتفاسير غير قابله للاصلاح أو التهذيب أو الترقيع ..نقطه ومن أول السطر . من لا يعرف هذه النصوص يمكنه الاتصال بالفول . والى الغبى منه فيه ..جميل جدا أنك تشبه محمد وصحابته ب هتلر وموسولينى وستالين ..لكن أنت لم تلاحظ أن محمدا لم يكن يمتلك أسلحه فتاكه أيامها ولو كان يملك ما توانى عن ابادة كل البشر ..المهم أن محمدا استخدم اسم الله مع أن السفاحين الذين تقارنهم به لم يكذبوا على الناس ويقولون أنهم أنبياء أو ينفذون كلام ربهم ...مصيبه أنكم لا تدرون بماذا تعلقون لأن الدين الحنيف وضعكم فى ورطات .

الى السيد الكاتب وبعد التحيه
فول على طول -

شكرا على نواياكم الطيبه ولكن الطريق الى جهنم مفروش بالورود ...اذا كان الدين نفسه ارهابى النزعه والنصوص والتفسير كيف يمكن لأتباعه محاربه الارهاب أى محاربة دينهم ؟ الدين الحنيف نفسه وتفاسيره وأحاديثه كلها ارهاب فى ارهاب وتحض اتلذين أنمنوا على تنفيذ هذا الارهاب وليس محاربته ..يا عم الطكاتب : شكر الله سعيكم ..الخرق أكبر بمكثير جدا من الرتق وهذه هى الخلاصه والتى يعرفها العالم كله وأولهم الذين أمنوا ...فقط يدافعون مثل الببغاوات لأن ربهم اشترى منهم أنفسهم . انتهى

الاقباط وصية الرسول ..
المؤرخ -

بصراحة لقد فجعت من حجم الكراهية التي يكنها هذا التيار المسيحي الصليبي الارثوذكسي الانعزالي في مصر والمهجر لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة و السلام مع انه ما ضرهم بشيء فهاهم المسيحيون بالمشرق بالملايين خاصة في مصر ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشيين متنغنغين اكثر من الاغلبية المسلمة ؟! فلما كراهيتهم له وقد نُهُوا عنها وامروا بمحبة اعداءهم لماذا كراهيتهم لمحمد عليه الصلاة والسلام فهو المؤسس للحضارة الإسلامية و التي منحت السلام للعالم لمدة عشرة قرون فيما يعرف باسم Pax Islamica.لماذا إذن يكره المسيحيون محمداً ؟! و الأولى بهم أن يحبوه و يوقروه لعدة أسباب: ١- محمد عليه الصلاةو السلام ظهر في زمن انهيار الكنيسة المسيحية و تفاقم الصراع بين أبناء الدين المسيحي و الذي كان على وشك التحول إلى حروب دينية عظمى (مثل تلك التي شهدتها أوروبا لاحقا) تهلك الحرث و النسل. و لكن ظهورمحمداً قد ساهم بشكل مباشر في وأد ذلك الصراع عن طريق نشر الإسلام و الذي عزل جغرافيا المذاهب المتناحرة و قلل من فرص تقاتلها. فشكرا لمحمد2. التسامح الديني الذي علمه محمد عليه الصلاة و السلام كان كفيلا بحماية الأقليات المذهبية المسيحية من بطش الأغلبيات المخالفة لها في المذهب (مثل حماية الأورثودوكس في مصر من بطش الكاثوليك الرومان). و لولا محمد عليه الصلاة والسلام لاندثر المذهب الارثوذوكسي كما اندثرت الكثير من المذاهب تحت بطش سيوف الرومان..فلماذا يكره الأرثوذوكس محمداً و قد أنقذ مذهبهم و أنقذ أرواحهم من الهلاك؟! 3. المفترض أن المسيحية هي دين الحب بين كل البشر. و المسيح يدعو إلى حب الجميع بلا تفرقة (أحبوا مبغضيكم..باركوا لاعنيكم).فلماذا لا يطبق المسيحيون تعاليم ربهم تجاه محمد عليه الصلاة السلام؟ فمحمد عليه الصلاة السلام أظهر كل الإحترام للمسيح و أمه. بل و أظهر الإحترام للمسيحين من معاصريه (ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون)فلماذا كل هذا الحقد و الكره لرجل أظهر لكم كل هذا الود و الإحترام؟!لماذا كل هذا الكره لرجل.لولا وجوده لاندثرت كثير من مذاهب المسيحية (و منها كنيسة الأورثودكس).وكان الأولى بهم أن يشكروه..أليس كذلك؟ لقد اعترف المسيحيون الغربيون الذين غزو المشرق وأطلق صلاح الدين سراحهم بفضله عليهم فأقاموا له أيقونات وضعوها في كنايسهم وضموه الى قديسيهم فلماذا لا يقدس المسيحيون المشارقة ويوقرون محمدا ..