كلا إن معي ربي سيهدين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هكذا هي ثقة المؤمن الصادق بربه، حتى وهو في أحلك الظروف وأقساها وأكثرها ظلمةً ويأسًا وخوفًا، تجده ثابتًا متماسكًا، واثقًا بنصر الله وتأييده. في قصة موسى مع فرعون دروسٌ وعبر يثبّت الله بها المؤمنين ويخبرهم أن خلف الظلماتِ نورًا يشع، وأن خلف كل كربةٍ فرجًا
تفكّر في حال موسى عليه السلام وكيف أن الله سخّر ألد طغاة الأرض وجبابرته له لرعايته. فرعون الذي عاث في الأرض فسادًا وظلمًا يقتل كل رضيع خوفًا من هلاكه يومًا ما على يد أحدهم وإذ بموسى الرضيع يأوي إلى حجره لتعلم أن قدرة الله فوق كل قدرة وأنه سبحانه يدبر الأمر بما يعجز البشر عن دفعه
( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ) يصف القرآن الحكيم مشهدًا من أكثر المشاهد في تاريخ البشرية قسوةً وألمًا، حين وصل الأمر بفرعون عليه لعنة الله بأن ينتزع المواليد من أمهاتهم، رضيع تلو آخر، ليقتلهم ..
ثم يوحي الله لأم موسى بأن تلقي بوليدها في اليم دون خوفٍ أو حزن ..
وبكل إيمان ويقينٍ بالله وبوعده عزّ وجل لم تتردد المرأة الصالحة المؤمنة بوعد الله ونصره وحفظه بأن تُلْقيَ به في اليمّ محتسبةً وصابرة منتظرةً نصر الله لها ولقلبها . لقد كان مشهدًا من أكثر المشاهد إيلامًا وتأثيرًا ولكنها عناية الله بأوليائه الصالحين لا يحدها حد، ولا يمنعها مانع ...
ولا أعجبَ من أمرٍ أكثر من أمر هذه المرأة وابنها موسى عليه السلام . صبرت وامتثلت لأمر الله فأعاد الله إليها ولدها بأمر فرعون نفسه كانت خائفة فأبدل الله خوفها طمأنينةً كانت مشتاقة إلى نظرةٍ تتملّى فيها من وجه ولدها فأعاده الله إلى أحضانها ترضُعهُ أمومةً وتأخذُ عليه أجراً!!! ياللعجب كانت فقيرة مسكينة فجعل الله ولدها مصدر رزقها فأرضعته وحصلت على أجرٍ جراء رضاعته فهي مرضعة في قصر فرعون فسبحان الذي لا يعجزه أمر ولا يحيط بقدرته وتدبيره وعلمه أحدٌ من خلقه وهنا مشهدٌ آخرُ لا يقل صعوبة وتراجيديا عن المشهد الأول .. (وقالت لأختِهِ قُصِّيه )
يا الله .. تُرى .. كم كان الموقف عسيرًا جدًا ومرعبًا ؟
تخيل تلك الفتاة الصغيرة وهي تتسلل من بين البيوت والجدران والأشجار تراقب أخاها الصغير وهو يطفو فوق الماء برعب وخوف وجنود فرعون منتشرون في كل مكان والناس في كربٍ عظيم! الموت في كل مكان، والحزن والخوف والقلق يعمّ البيوت ...
الأخت العظيمة لم تتردد في السير خلف أخيها وترقّب أمره،لقد حملت روحها على كفها وسارت بها بين الطغاة والقتلة،غير آبهة،ويقينها بالله أعظم من كل شيء الأخت هل هناك أعظم منها إنها الأم الثانية،والقلب الحنون الذي لا يبخل أبدا أن يقدم أغلى ما يملك لإخوته،فالأخت هي رحمة من الله في كل بيت
في كل مرة أقرأ قصة موسى بالقرآن الكريم أتفكر في عظمة الله وقدرته وحكمته، لقد كان لنا في قصة موسى مع فرعون، ومع زكريا، ومع بني إسرائيل ومع السامري ومع نبي الله شعيب دروس وعبر جوهرية في الحياة، وكيف أن المؤمن الصابر سينال جزاء صبره وإيمانه وثقته بالله الفوز والنصر أكثر مما يرجو..
حين تسدّ الدروب لا تسل كيف ستفرج.. ولكن ثق بمن له الأمر كله من قبل ومن بعد قدرتنا نحن البشر وتصوراتنا وخيالاتنا محدودة بحدود علمنا،
لذلك لا تقس مستقبلك بحاضرك ثق بالله واسعَ بما أوتيت من أسباب
وانتظر الفرج كترقبك ويقينك ببزوغ الفجر وشروق وغروب الشمس ..
ربما يطول الليل ويتعبك الأرق ولكن لا يخالطنّك شكٌ بقدوم فرج الله القريب من المؤمنين بقدرته لذلك قرن الله اليأس والقنوط بالكفر (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) ثق بالله وبحبله القوي المتين فالله عند حسن ظنّ عبده به .. رزقنا الله جميعًا أحسن الظن به وأصدق التوكل عليه
التعليقات
أى هدايه تقصد ؟
فول على طول -من يهتدى بربكم يصبح داعشى بامتياز ... هل تقصد هذه الهدايه أم هدايه أخرى ؟ انتهى
اوصى رسول الاسلام الذي يشتمه السفلة ، بالأقباط خيرًا حتى اصبحوا بالملايين ..
المؤرخ -بصراحة لقد فجعت من حجم الكراهية التي يكنها هذا التيار المسيحي الصليبي الارثوذكسي الانعزالي في مصر والمهجر لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة و السلام مع انه ما ضرهم بشيء فهاهم المسيحيون بالمشرق بالملايين خاصة في مصر ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشيين متنغنغين اكثر من الاغلبية المسلمة ؟! فلما كراهيتهم له وقد نُهُوا عنها وامروا بمحبة اعداءهم لماذا كراهيتهم لمحمد عليه الصلاة والسلام فهو المؤسس للحضارة الإسلامية و التي منحت السلام للعالم لمدة عشرة قرون فيما يعرف باسم Pax Islamica.لماذا إذن يكره المسيحيون محمداً ؟! و الأولى بهم أن يحبوه و يوقروه لعدة أسباب: ١- محمد عليه الصلاةو السلام ظهر في زمن انهيار الكنيسة المسيحية و تفاقم الصراع بين أبناء الدين المسيحي و الذي كان على وشك التحول إلى حروب دينية عظمى (مثل تلك التي شهدتها أوروبا لاحقا) تهلك الحرث و النسل. و لكن ظهورمحمداً قد ساهم بشكل مباشر في وأد ذلك الصراع عن طريق نشر الإسلام و الذي عزل جغرافيا المذاهب المتناحرة و قلل من فرص تقاتلها. فشكرا لمحمد2. التسامح الديني الذي علمه محمد عليه الصلاة و السلام كان كفيلا بحماية الأقليات المذهبية المسيحية من بطش الأغلبيات المخالفة لها في المذهب (مثل حماية الأورثودوكس في مصر من بطش الكاثوليك الرومان). و لولا محمد عليه الصلاة والسلام لاندثر المذهب الارثوذوكسي كما اندثرت الكثير من المذاهب تحت بطش سيوف الرومان..فلماذا يكره الأرثوذوكس محمداً و قد أنقذ مذهبهم و أنقذ أرواحهم من الهلاك؟! 3. المفترض أن المسيحية هي دين الحب بين كل البشر. و المسيح يدعو إلى حب الجميع بلا تفرقة (أحبوا مبغضيكم..باركوا لاعنيكم).فلماذا لا يطبق المسيحيون تعاليم ربهم تجاه محمد عليه الصلاة السلام؟ فمحمد عليه الصلاة السلام أظهر كل الإحترام للمسيح و أمه. بل و أظهر الإحترام للمسيحين من معاصريه (ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون)فلماذا كل هذا الحقد و الكره لرجل أظهر لكم كل هذا الود و الإحترام؟!لماذا كل هذا الكره لرجل.لولا وجوده لاندثرت كثير من مذاهب المسيحية (و منها كنيسة الأورثودكس).وكان الأولى بهم أن يشكروه..أليس كذلك؟ لقد اعترف المسيحيون الغربيون الذين غزو المشرق وأطلق صلاح الدين سراحهم بفضله عليهم فأقاموا له أيقونات وضعوها في كنايسهم وضموه الى قديسيهم فلماذا لا يقدس المسيحيون المشارقة ويوقرون محمدا ..