كتَّاب إيلاف

منذ "داحس والغبراء"!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أسهل عندما يلتقي مسؤولان عربيان إنْ "بالصدفة" وإنْ بالإتفاق عندما لا يجدان ما يتحدثان به سوى "اللكلكة" الكلامية وبعد أن يفرك كل منهما "عنقره" بأصابع مرتعشة "يشددان" على ضرورة تجاوز الخلافات "البينية" ومعنى "البينية"، حتى لا يرتبك السامع ويذهب بعيداً عن المقصود من فحوى الكلام، أي بين دولة عربية وأخرى، .. وقد يصل الشطط إلى حد القول بين العربي وأخيه وبين الأب وإبنه وبين الزوج وزوجته.. وبالطبع وبين الجار وجاره وحقيقة إن هذا ليس جديداً ولا مستجداً.. وإنما منذ أن كانت هناك حكاية: "داحس والغبراء".. وهذا هو ما يشكل لغزاً من الألغاز العربية الكثيرة.

والسؤال المحير فعلاً هو: أيّ داحس وأيّ غبراء..؟؟ وهل أن المقصود هو العرب العاربة أم العرب المستعربة.. وهنا فإنّ هذه هي أم المشاكل.. فمن هم العرب العاربون ومن هم العرب المستعربون.. وهل يمكن الإستعانة لحل هذه العقدة بشعار "حزب البعث" الذي لم يبق منه إلا بعض الذكريات البعيدة والقائل: أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة.

ولأنني كنت "بعثيا" في سابق الزمان وسالف العصر والأوان.. فقد سألت في إجتماع موسع أحد الجهابذة البعثيين الكبار جداًّ: "ما هو المقصود بالرسالة الخالدة"؟ وكان جوابه المصحوب بإبتسامة .. أسوأ التكشيرات أفضل منها.. هل أنت بالفعل بعثيا يا رفيق.. ولا تعرف ما هي الرسالة الخالدة .. وقلت: إن الرسالة الخالدة هي الرسالة الخالدة فرد علي أحد الرفاق القدماء إنها رسالة حزبنا وإن رسالة حزبنا هي رسالة العرب العاربة منذ أن بزعت شمس السماء!!.

والمهم بدل الإستمرار بهذه الألغاز الكلامية هو أن واقعنا العربي بالفعل لا يسر الصديق ولا يغيض العدا وذلك في حين أنّ المفترض أن عدونا هو العدو الصهيوني الذي لا يغيضه شيئاً والذي ها هو "يبرعط" ويسرح ويمرح على كيفِه.. وإلى حد أنّ شخصاً إسمه "نفتالي بينت" قد تخلى عن أصله التركي.. وأصبح أحد رموز الحركة الصهيونية .. والأكثر تمسكا بصهيونيته!!.

وهنا يبقى أنه يجب الوقوف ملياًّ عند "التشديد"على ضرورة تجاوز الخلافات البينية العربية.. ومع الأخذ بعين الإعتبار ودائماً وأبداً أن الإيرانيين الذين لا هم أخوة ولا هو يحزنون، والمقصود هنا هو النظام وليس الشعب قد باتوا يحتلون العراق: "بلاد الرافدين" وسوريا: "قلب العروبة النابض" ولبنان بلاد الأرز وأيضاً واليمن الذي يجب أن يعود سعيداً: و و.. و ما يذكر وما لا يذكر!!.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف