فضاء الرأي

الأخوة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

{ واجعل لي وزيرًا من أهلي * هارون أخي }

حين دعا موسى ربه أن يعينه بقوة لمجابهة فرعون، اختار أخاه هارون
لأن يعلم حق اليقين أنه لا قوة تعدل قوة الأخ، ولا نصر يعدل مؤازرته ..
الأخ ذلك الكيان العظيم، والجبل العتيق الذي لا تهزه العواصف ولا الظروف
مهما تنكرت الدنيا وتغيرت الناس إلا أن الأخ يبقى العضيد الأول وجبهة الدفاع الأولى في هذه الحياة لأخيه

وأنا أكتب عن إخوتي يمر ببالي شريط حياتي، منذ طفولتي المبكرة وحتى الآن .. آلاف المواقف التي عشتها مع إخوتي
مواقف الشدة ومواقف اللين
مواقف العسر واليسر
تتزاحم الذكريات، الآف الصور التي تعيد ترتيب المشاهد بمخيلتي

أشعر أن إخوتي هم جيشي الأول في هذه الحياة
عزوتي حين يأتي كل إنسانٍ بعزوته


قرأت قديماً أن العرب كانت تستخدم اللغة بمدلولات محسوسة وتطلق أسماءً على المعاني بحروف لها مقاصد
فمثلاً كان حرف الحاء يحمل في طياته معنى ألم فبدأوا بتضمينه في كل كلمةٍ تدل على أي معنى به ألمٍ أو مشقة مثل
حرب ، حر، حريق، حرارة، حمى، وهكذا كانوا يستخدمون الحروف بطريقةٍ بارعة جدًا
وحين أتوا لاطلاق اسم على الشقيق فكروا في حرفي الألف والخاء، وهنا كانت الغرابة
لماذا استخدموا الألف والخاء معاً ولم يستخدموا حروفًا غيرهما
يقال أنهم اشتقوا هذين الحرفين من الصوت الذي يصدره الإنسان حال الوقوع في مصيبة أو كارثة وهو

صوت التألم وأحيانًا يكون صوت الاستغاثة حين يصرخ بـ " آآآآخ "

هذه الآخ المتوجعة أخذتها العرب وأطلقتها على مفهوم الأخوة
وكأن المعنى حينما تقول يا " أخي " وكأنك تطلبه النجدة

آهٍ يا أخي ونجدتي وغياثي
من أعظم النعم وأجلّها وأكبرها على المرء أن يرزق بأخوة بارّة
فهو بهم يعيش على هذه الحياة أقوى

وحين هاجر النبي ﷺ من مكة إلى المدينة
حين أُخرج أهل مكة من مالهم وبنوهم وزوجاتهم وذهبوا إلى المدينة عزّلاً... لا يملكون من حطام الدنيا شيئًا، آخا رسول الله ﷺ بينهم وبين الأنصار فكان لكل رجلٍ من المهاجرين أخٌ لهُ من الأنصار .
وحينما انظر لفعل الرسول أتعجب ..
أي حكمةٍ وأي تقديسٍ للأخوة علمه الرسول ﷺ
إنه علم يقينا أنه لا علاقة كعلاقة الاخوة

أخوتي
دماء متأصلة تجري في عروقي
أرواحٌ تشابهت
ذكريات نسجت وتقاسمت
هما روحا أبي وأمي تفرقت
وكأني انظر اليهم فأرى فيهم الماضي، وحكايات الطفولة
حين أحنّ إليها فإن حنيني هو فعلاً للأوقات التى قضيناها معا
للعبنا
لشقاوتنا
لقصصنا التى نسجناها معًا
حين يفخر الناس بأموالهم وعتادهم
فأنا بأخوتي أفخر
هم جيشي العرمرم
هم الماضي والحاضر والمستقبل

هم عدتي لأحلك الظروف
هم فرحتي التي لاتكتمل إلا بهم
هم من يشاطرني أحزاني وآلامي
مهما أنِستِ فأنسي بأخوتي أعظم
ومهما فرحت ففرحي بوجودهم أكمل

فليأتِ كلٌّ بأخوته، وسآتي أنا متباهيًا بإخوتي.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف