كتَّاب إيلاف

هاشتاك الناس

وداعا، زهرة المدائن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يا قدس، يا زهرة المدائن.. غنتها سيدة الغناء العربي فيروز عندما نُكست فلسطين والقدس عام 1967، واليوم حلت بالقدس نكبة جديدة، وهو استشهاد أبنتها العزيزة، وزهرتها الجميلة، المقدسية شيرين أبو عاقلة برصاص الحقد.

عيون العرب ليست وحدها هذه المرة ترحل إلى القدس، فعيون العالم ترنو للأرض المقدسة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتتذكر المعابد والكنائس القديمة وأهل فلسطين، لأن شيرين أيقظت فيهم روح الإنسانية، وكشفت لهم همجيّة من أحتل أرضها وجرائمهم الوحشية، وحرقهم لبساتين الزيتون والبرتقال والزهور، وتحويل الأرض إلى مخيمات متناثرة بالفقر والحزن والألم.

في بلدة بيت حنينا في القدس المحتلة وفي منعطف يتجه إلى اليمين ويُعرف مقدسيا بـ "دخلة جنّة عدن" ولدت نجمة فلسطين في ارض الأجداد لكنها اصطدمت برؤيتها للغريب الغازي وهو يكتب لها هويتها وجنسيتها، ويرسم لها خرائط الدخول والخروج. فاستيقظت على ظلم المحتل وعنجهيته، وعلى لص يريد سرقة تاريخ وطنها وتراثه وأغانيه.

من هنا بدأت جيناتها الوطنية تتمرد، ووعيها يورّق مع فسائل الزيتون والنخيل والحمضيات وورق العنب، فاختارت مهنة المقاومة والاستشهاد لنقل الحقيقة وفضح الجرائم؛ ويالها من مهنة مقدسة بالصوت والصورة، وياله من استشهاد مهيب ورأسها ملفوفا بالكوفية الفلسطينية، وجسدها بالعلم الفلسطيني، ومعها درع الرصاص الواقي وخوذتها المطرزة بحروف "صحافة" باللغة الإنكليزية.

استشهدت المقدسية، شهيدة الواجب والكلمة الحرّة. وهي نجمة فلسطين التي فاح عطرها الفلسطيني في كل أحياء وفناءات ومخيمات الأهل، حيث ولدت في القدس واستشهدت في مخيم جنين قرب "شجرة الصحفيين" التي كانت مكاناً لاحتماء الإعلاميين من رصاص الغدر وقنابل حقد جيش الاحتلال. صورة ذكرتنا بمقتل الشهيد محمد الدرّة في قطاع غزة وهو يحتمي بأبيه خلف صخرة عام 2000، بل هي صورة مكررّة للإعدامات الحية التي ينفذها الاحتلال كل يوم بعشرات الفلسطينيين بدم بارد سرا أو أمام شاشات التلفزة مباشرة.

أبو عاقلة صحفية لقضية كبرى اسمها فلسطين التي تأسست في الوجدان العربي منذ عقود، وصارت حلما من أحلام الأجيال المتعاقبة، وأصبحت نشيدا صباحيا في المدارس، ومنهجاً دراسياً في الوطنية والقواعد والنحو والشعر. ربما تقلص الواجب المدرسي والوطني خلال السنوات الأخيرة بسبب الحياة، لكن فلسطين مازالت في الجينات العربية، وبروتيناً يسير في الجسد.

لكن شيرين بقي صوتها عبر ثلاثة عقود تشهق بالقضية والأرض كأنها أغنية فيروزية تنشد من "اجل بهيّة المساكن، ومن تشردوا، وأطفال بلا منازل، ومن دافع وأستشهد في المداخل، ولأجل مدينة المعابد والكنائس، حيث العيون ترحل كل يوم" لأن باب المدينة لن يقفل وهي ذاهبة لتصلي من أجل فلسطين. ولو كان الموت رائعاً لكان هو موت شيرين.

ظلت على مدار سنوات وسنوات تنقل لنا ما يحدث إما بصوتها أو بعدسات الكاميرات، لتفضح للعالم وحشية الاحتلال وهمجيته بحق الشعب الفلسطيني. ربما تذكرت كلمات شاعرها المفضل محمود درويش: الوطن هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الأرض والحق معا. الحق معك والأرض معهم. أرضنا ليست بعاقر.

شكرا لشيرين لأنها فجرت روح فلسطين الغائبة في قلوب العرب؛ أيقظت النائم من السبات، وأعادت الأمل لمن فقدها، ورسمت خريطة فلسطين بألوان الحياة الجديدة، ووخزت ضمائر العالم بأبر الإنسانية، وحطمت صورة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي الذي كان مخدّراً بأفيون دعاية الكذب والتلفيق، والمريض بنرجسية التفوق وجمود الضمير.

نعرف لماذا أعدموك يا بنت القدس وفلسطين لأنك كنت الشاهدة على جرائم الاحتلال لمدى العقود الثلاثة بالصوت والصورة والوثيقة. لم يتحملوا رسالتك المليئة ببارود الحياة والسلام ومقاومة الظلم، مثلما لم يتحملوا غيابك الجسدي من اجل الحقيقة، ولا تظاهرة تشييع المحبة والوفاء. كانت الهراوات الظالمة والقنابل الصوتية شهادة أخرى للهمجية والخوف من الحقيقة.

شيرين في الحياة والموت، صنعت لنا مترادفات للوجود؛ الإعلامية المقاومة التي كانت تحمل جهاز "السونار" الإعلامي الكاشف للحقيقة، ما بين مقاومة الاحتلال وظلم الغزاة، وهي الإنسانة التي تزوجت فلسطين القضية والموقف، فكانت الأم الحنونة التي دافعت عن أبناءها بنكران الذات. مثلما صنعت بعد موتها أسطورة التوحد؛ مسيحية يرفع نعشها المسلمون، ويتباهون بها كشهيدة، كما يعلو تسبيح المسلمين في الكنيسة في وداعها. هكذا هي صورة فلسطين في إعلانها تحرير العقل، وتخريس الفتاوى المتعصبّة!

شكرا لزهرة المدائن التي عطرت أجواء فلسطين برياحين القدس ومدن الزيتون والكروم. لن ننساك أيتها الشهيدة والشاهدة، لأننا سنتذكرك دوما مع فلسطين، وستبقى عيوننا اليك ترحل كل يوم مع صوتك الحيّ: أنا شيرين أبو عاقلة.

yaaas@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شيرين كافره
فول على طول -

مجرد موتها أو اغتيالها تم تكفيرها وارسالها الى النار وحرموها من جنتكم لأنها كافره ....واشتغلت معارك حامية الوطيس من العلماء من خير أمه يؤكدون " لا مجامله فى العقيده " وأكدوا أنها واردة النار لا محاله لأنها غير مسلمه ...والنبى يا عم الدكتور تقول لنا مواصفات جنتكم ... وما هو نصيب المرأه فيها ؟ وهل أنت ترضى بهذا الجنه ؟ أنا عن نفسى أتأفف وأتقيأ من المرور أمامها أو التفكير فيها وفيما يفعلونه . بقية المقال لا يستحق التعليق . كفى كلام حنجورى يا دكتور .

رأينا أقران فولاؤوس خونة أوطانهم يطردون من على أبواب سفارات الصهاينة في الغرب لكثرتهم
حمص الشام -

نعم ، الشهيدة شيرين أبو عاقلة كافرة حسب عقيدة العنصري الحاقد الدجال فولاؤوس لأنها تتبع الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين التي تتبع بدورها بطريركية القسطنطينية المستقلة عن كنيسة الإسكندرية، ولأن كنيستها حافظت على صلاتها بالكنيسة الكاثوليكية في روما، حيث وصف بابا الفاتيكان كنيسة الإسكندرية بأنها معيبة وتجمعات دينية وقال عنهم المطران جورج خضر بأنهم عنصريين حاقدين على البشرية بسبب تكفيرهم للبشر بحسب أقوال كهنتهم بأن لا أحد يدخل الملكوت غيرهم. أما قرآن المسلمين فيقول: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. فمن يبث الفتن هم المندسين من أمثال ابو حفص امام أحد المساجد في طرابلس ليبيا الذي أسس فصائل داعشية وتبين بعد القبض عليه أنه ضابط في الموساد الصهيوني اسمه بنيامين أفرايم والأمثلة لا حصر لها حتى من الدارسين في الأزهر

مكافأة الشهيدة المسلمة
عابر سبيل -

هناك سؤال طالما حيرني كثيرا بالنسبة للشهادة في الاسلام . فالمكافأة الكبرى وهي ايضا الحافز الاساسي للقيام بالعمليات الاستشهادية تكون للرجل وهي الفوز بالحور العين، وبالتحديد ٧٢ من عذارى الجنة، ولكن ماذا عن المرأة الشهيدة في الاسلام ماذا ستكون مكافأتها ؟ هل هم الولدان المخلدون؟. الله ورسوله اعلم!!

تصورات الشتامين اللئام من غجر المهجر عن جنتنا من واقعهم في بيوتهم وكنائسهم
ابوالعلا -

إن تصوراتكم يا كنسيين يا أحفادثامار وراعوث ورحاب وامرأة أوريا عن جنة المسلمين نتاج بيئتكم العفنة وتربيتكم الوضيعة ونصوص كتابكم المقدس حيث الذكور والاناث بلا شرف ولا مرؤة ان الجنة مكان للمتع الحسية والمعنوية في كل الأديان وحتى في الهندوسية والبوذية. أنتم تكذبون على الله عندما تروجون لجنة بلا متع حسية على خلاف ما وصف يسوع حيث في الجنة كما قال من كل شيء مائة ضعف للمؤمنين بالله انتم كفرة ومرتدين عن المسيح اذ ترفضون وصفه للجنة المادي وتقبلون بمادية الجحيم الملح والكبريت ،وتضعون لجنة المسلمين مواصفات من بيئتكم العفنة التي تعيشونها في بيوتكم وكنائسكم واديرتكم ونصوص كتابكم المقدس اعترف بها بابا الفاتيكان وطأطأ رأسه خجلاً واعتذر عنها ، ثم ما فائدة ان يدخل المسيحي جنة يسوع المزعومة ويبقى فيها معلقاً في الهواء مثل الشبح كاسبر ومضيء مثل مصباح الفلورنست لملايين السنين وبعدين ؟ لا يروح على بحيرة الملح والكبريت فيها من العذاب ألوان وأنواع هههه

الى الصديق العزيز عابر سبيل وبعد التحيه :
فول على طول -

المرأه المسلمه فى الأرض وفى الجنه ليس لها الا الخوازيق ...طبعا وضعها فى الأرض معروف للعالم كله والغريب أنها تحمد ربها على نعمة الايمان والاسلام ...طيب فى الجنه هايكون الفحل زوجها مشغول عنها الاف السنين لأنه عنده 72 حوريه وكل حوريه لها 72 وصيفه وهو ينكحهن جميعا ومدة الجماع 72 عاما ..يعنى تنتظر دورها الاف السنين ..والسؤال للأخ عابر سبيل : ماذا ستفعل المرأه المؤمنه طوال هذه المده ..حيث لا طبيخ ولا غسيل ولا مكوى ولا دروس للأولاد الخ الخ ..ننتظر اجابتك

الى الغبى منه فيه وبالعكس - وبعد التحيه..تعقيب أخير
فول على طول -

لماذا أنت مكسوف من جنتكم ؟. ولماذا دائما تحاول اثبات أن جنات الأخرين مثل جنتكم ؟ واذا كانت جنات الأخرين مثل جنكم اذن ما الجيد والجميل الذى جاء به الاسلام ؟ ولماذا صدعتونا وصدعتم أنفسم بأنكم أتباع الدين الأعلى ؟ أعلى فى ماذا مثلا ؟ بالمره لماذا حتى فى الجنه أن المؤمنلات القاتنات لها فحل واحد ينكحها كل عدة الاف من السنين ..وهل هذا عدل ؟ يعنى حضرتك تظل مشغول فى النكاح طوال الوقت واخواتك وأقربائك المؤمنات بل أقرب النساء اليك وجتى زوجتك تتفرج من بعيد ؟ تحياتى

متى يستيقظ هذا المهووس فولاؤوس الدجال؟
حمص الشام -

إلى متى ستظل تتحف القراء والكتاب والمحررين بسخافاتك وخزعبلاتك وتدليسك وإسقاط ما في عقيدتك النتنة على الإسلام والمسلمين هل عنصريتك وحقدك وكراهيتك للبشر أعمت بصرك وبصيرتك إلى هذا الحد؟ إذا كنت تعتقد بأننا ندافع عن الإسلام فأنت واهم تأكد بأن شتائمك لا تحرك شعرة في قفانا فقد شهد الإسلام على مر العصور العديد من المهووسين وما زاده إلا إنتشارا وإتساعا وكل يوم يعتنقه الآلاف هربا من عقيدتك السخيفة المبنية على الإرهاب والقتل والعنصرية والحقد والكراهية كفاك فقد أضحكت البشر على خيبتك التي تجاوزت جميع الحدود