سوريا تقطع حبل التوافق بين حماس وإيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كشفت تسريبات الفيديو التي نشرتها صحيفة &"الغارديان&" البريطانية مؤخرا عن حجم الخلافات بين حركة حماس الفلسطينية والميليشيات الإيرانية المتواجدة على الأراضي السورية، حيث تظهر المقاطع المسربة لمجزرة التضامن أحد جنود النظام وهو يرمي بأحد الضحايا الفلسطينيين ويشتم حركة حماس الفلسطينية التي اتخذت موقفاً معارضاً للنظام في بداية الثورة السورية.
ورغم الدعم العسكري الذي تتلقاه حماس من إيران الا أن اخر التسريبات تشير الى وجود خلافات جوهرية في علاقة الطرفين، حيث سعت قيادات حماس في لبنان الى التأكيد أن التنسيق مشترك مع طهران وذراعها الأول على الأراضي اللبنانية حزب الله لا يعني تبعية حماس لطهران.
وذكر مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط في أحدا تقاريره أن "موقف حماس من الثورة السورية قد تسبب بإحداث شرخ في علاقاتها مع حزب الله وإيران، إلى أن طرأ مؤخّرًا تغيّر في هيكلية قيادة التنظيم، من خلال صعود نجم يحيى السنوار المتحالف مع إيران".
وكان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية قد صرح في اخر لقاء اعلامي له على قناة الجزيرة القطرية في كانون الثاني (يناير) 2022، إن حماس ترفض أن تتلقى ولن تتلقى أي تعليمات خارجية من طهران أو غيرها، معتبرا أن قرار حماس بيد قياداتها وحدها.
ويرفض خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، التقرب الى النظام الإيراني لاعتبارات عديدة أهمها أن طهران تسعى لاستعمال قطاع غزة كورقة ضغط خلال مفاوضاتها النووية في فيينا.
ولعل رفض قيادات إيران لقاء خالد مشعل في لبنان بعد قدومه للبلاد عقب الانفجار الذي حدث في مستودع أسلحة لحماس في مخيم برج الشمالي للاجئين خير دليل على العلاقة المتوتر بين مجموعة كبيرة من قيادات حماس والنظام الإيراني.
وكانت قيادة حماس قد اختارت مؤخراً إرسال موسى أبو مرزوق، نائب خالد مشعل، لحضور محادثات المصالحة مع فتح في لبنان برعاية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، رغم الفيتو الإيراني ضد الشق المقرب لمشعل داخل حماس.
وخلال شهر رمضان، تمت دعوة كبار مسؤولي حماس إلى لبنان لتناول وجبة الإفطار جنبا لجنب مع قيادات حزب الله وفيلق القدس الايراني الا أن غياب إسماعيل هنية كان ملحوظًا للغاية وكاشفا لرفض شق كبير داخل حماس مواصلة التقرب من طهران.
أخيراً وليس آخراً يبدو أن قيادة حماس أدركت أخيرا أن طهران غير مهتمة بالقضية الفلسطينية بقدر رغبتها في احكام السيطرة على قطاع غزة لتحويله لورقة ضغط على المجتمع الدولي كما هو الحال مع لبنان واليمن والعراق، الا أن حاجة الحركة إلى المساعدات المالية والعسكرية من إيران لتعزيز تواجدها العسكري في لبنان وقطاع غزة يجعلها غير قادرة على التخلص من تبعيتها مع طهران.