الحنين لصدام أم لأمنه وخبزه؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يروى في الموروث الشعبي العراقي، بأنه کان هناك رجل تعود على الاعتياش على سرقة أکفان الموتى بعد دفنهم بفترة قصيرة، وذات يوم و بعد أن بلغ من الکبر عتيا توجس ريبة من أن يلعنه الناس بعد موته، ولذلك طلب من أبنه أن يقدم على أمر ينسيهم فعله المشين، وعندما قضى الرجل نحبه، طفق أبنه بعد أن يسلب الموتى أکفانهم يقوم أيضا ببتر أياديهم وأرجلهم وإلقائها بعيدا عن المقبرة، وهو ما دعى بالناس أن يترحموا على سارق الاکفان!
العراق الجديد! هو العراق الذي يشهده ويعيش في ظله الشعب العراقي منذ سقوط نظام حزب البعث في التاسع من نيسان 2003، مفهوم "العراق الجديد" الذي ظل لأعوام يجري إستخدامه في ليس في وسائل الاعلام العراقية بل وحتى من قبل الاوساط السياسية النافذة في العراق وحتى إنه قد طفقوا يطلقون هذا المفهوم على العديد من المواقع والاماکن التي يتم إنشاء مشاريع فيها أو أي شئ من هذا القبيل. لکن هل حقا کان هناك عراقا جديدا؟ وما الجديد الذي جاء به النظام السياسي الذي أعقب نظام حکم حزب البعث بزعامة صدام حسين؟
عندما هتف العراقيون في العهد الملکي وهم يمجدون برجالات ذلك العهد "نوري سعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانه"، فإنهم وبعد فترة هتفوا "نوري سعيد القندرة (أي الحذاء) وصالح جبر گيطانه"، ونوري السعيد کما هو واضح من أبرز وأهم رجالات العهد الملکي وتقلد منصب رئيس الوزراء لمرات عديدة أما صالح جبر فإنه أيضا من الوجوه السياسية المعروفة في العهد الملکي وله صولات وجولات ليس من السهل تجاهلها، فإنهم وفي الهتاف الاول؛ کانوا ينتظرون من نوري السعيد أن يجعلهم يتنعموا في رغد العيش ولکنهم وعندما خاب ظنهم بالسعيد فإنهم أنزلوه من منزلة "شدة ورد" الى "القندرة"!
هنا، أجد من الامانة أن أروي ما کان عمي المرحوم "أنور جميل جاف" قد رواه ذات يوم وأنا کنت ضمن الحضور في داره ببغداد، عندما قال وهو يستذکر تلك التظاهرة الشعبية التي أنزلت نوري السعيد من"شدة ورد" الى "القندرة"، فقد قال بأن نوري السعيد قد قال وقتها: "العراق بمثابة قدر (الذي يتم إستخدامه في الطبخ) وأنا غطاء هذا القدر، ولو رفعوا هذا الغطاء فإنه رائحته النتنة ستفوح"، والحق إن الانقلاب العسکري الذي قاده عبدالکريم قاسم، قد جعل العراق يدور في دوامة من المصائب والکوارث کان مسك ختامها في مايسمى بـ "العراق الجديد"!
بعد سقوط النظام الملکي شهد العراق الکثير من الامور السلبية التي لا يمکن حصرها أبدا في هذا المجال الضيق ولعل من أبسطها عمليات سحل نوري السعيد في الشوارع وتعليق جثة الوصي عبدالاله على عامود وإعدام عبدالکريم قاسم رميا بالرصاص بصورة حية عبر التلفزيون ووو أمورا سلبية أخرى کثيرة وکأنها تجبر العراقيين في العهد الجمهوري الدموي على الترحم على العهد الملکي والحنين إليه تماما کما يجري من الترحم على عهد صدام حسين والحنين إليه، بعد الذي لاقاه وواجهه الشعب العراقي من حکومات "العراق الجديد" وساسته.
"أن تحيا بلا أمل، هو أن تكف عن الحياة"، قول مأثور للروائي الروسي الکبير ديستوفسکي، ولا ريب من إن أوضاع الشعب العراقي في ظل عهد ما يسمى بـ "العراق الجديد"، هو عهد ينعدم فيه الامل ولاسيما إذا ما علمنا بأن قرابة 19 عاما مضت على قيامه ولم يتحقق فيه ولو جزء من ¼ مما قد تحقق خلال عهد صدام حسين من حيث الاوضاع المعيشية وإستتباب الامن، لکن ثمة ملاحظة مهمة يجب الاخذ بها بنظر الاعتبار، وهو إن ما قد جرى وأوصل العراق الى ما هو عليه الان، لم يکن بسبب من الشعب العراقي وإنما کان مخططا أمريکيا يمکن القول بأن الولايات المتحدة الامريکية نادمة عليه أشد الندم.
التعليقات
العنوان لا ينسجم مع المتن
برزنجي -عزيزي کاك جاف .تعجبني كتاباتك. ولو أنني كنت أحبذ أن تكتب عن الهم الكردي والعراقي، أكثر مما تكتب عن الهم الإيراني، وخاصة في الجانب الذي لا يربطه مع العراق بشيئ، لان هناك فعلا تفاعلا وتأثرا للوضع العراقي، مما يحصل في إيرن، ولكن ليس في كلا جوانبه. إلا أنه أفرحني عندما وجدت عنوان يوحي بمقالة تبحث الشأن العراقي. غير أنني بصراحة أصبت بخيبة أمل عندما قرأت المقالة. صحيح کلها من تاريخ العراق، ولكن ليس هذا الجزء وليس بالمحتوی الذي يتطابق مع العنوان. مع تمنياتي بأن تکتب أكثر عن الشأن العراقي والکردي.
غير صحيح
abulhuda -تحليلك ونظرتك ابدا غير صحيحة ، العراقيين ألان افضل كثيرا من زمن الطاغية من الناحية الامنية ومستوى المعيشة ، القوة الشرائية عالية والناس تاكل وتشرب ولديها الامكانية المادية فغالبية العوائل العراقية يدخل لها معدل راتبين او ثلاثة رواتب شهريا وليست بحاجة لكن للاسف لديهم مشكلة عدم القناعة والتشكي اما مشكلة الامان فكانت في زمن صدام الصلاة مقابلها الاعدام وهذا يكفي فعن اي امان تتحدث ؟