حَمَّالة الحطب!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم يشهد العالم منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية حرباً أشد تعقيداً وصعوبة من الحرب الروسية الأوكرانية فقد سبق هذه الحرب حروب كإحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وحرب تحرير الكويت والحرب في أفغانستان والحرب في تشيكوسلوفاكيا وغيرها، وكان العالم ينقسم ما بين مؤيد ومعارض ومن يسعى لحل الصراع ويقرب وجهات النظر.
أما الحرب الروسية الأوكرانية فقد تميزت عن غيرها بأنها انقسمت إلى قسم يشعل النار وهو روسيا ومن يؤيدها وقسم يبعث الحطب لاستمرار اشتعال هذه النار وهو دول الغرب، فالملاحظ أن الغرب كان يسعى جاهداً لجر روسيا لهذه الحرب لأهداف بعيدة المدى في التوقيت والظروف ليست أقلها الانتظار حتى مغادرة المستشارة الالمانية ميركل ومجيء المستشار الجديد جيرهارد شرودر ثم التجديد للرئيس الفرنسي ماكرون وإستمرار رئيس الوزراء البريطاني جونسون في السلطة رغم المطالبات بإستقالته وقبل ذلك مجيء إدارة الديموقراطيين برئاسة بايدن في الولايات المتحدة الأمريكية.
كل هذه المعطيات وغيرها تقول أن هذه الحرب كانت تطبخ منذ أمد بعيد وأن هذا التوحد غير المسبوق لحلف الناتو ليس وليد الصدفة رغم ما قيل أنه في غرفة الإنعاش ثم هذه الهرولة لدول كانت تلتزم الحياد مثل فنلندا وقبلهما أوكرانيا هذا يلقي بعدد من التساؤلات عن ماهية هذه الحرب وأهدافها على المدى البعيد وهل هي خطوة نحو إعادة تقسيم العالم وتحالفاته السابقة وهل هي خطة لتقزيم أو إفشال مشروع القطبية الشرقية في روسيا والصين؟ وإستعادة القطبية الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية وإستعادة الهيمنة على أوروبا بكاملها؟ وإلا ما هذا الكرم العجيب في تدفقات السلاح بشكل مهول وهذه المليارات التي يفرج عنها الكونجرس لمساعدة أوكرانيا وأساطيل السلاح التي تتدفق من أوروبا الغربية والشرقية لدعم دولة نزح نصف سكانها والباقون بين معارض للحرب ومؤيد لروسيا ومقاتل ومدافع عن وطنه وهو يعلم أنه يخوض حرباً كان يمكن تجنبها لولا المقبلات والمشهيات التي طالما وضعها الغرب على مائدة الرئيس الأوكراني زيلنيسكي لإستعداء الجار الروسي!
العالم اليوم مع هذه الحروب وأنا أسميها حروب وليست حرباً واحدة ولكنها تنوعت بين حروب عسكرية وإقتصادية وسياسية وتاريخية وجغرافية وبحرية وغذائية!
مع كل هذه الحروب العالم مهدد بالجوع والمرض! الجوع نتيجة توقف أو تعثر سلاسل إمداد الغذاء وخاصة للدول ذات الاقتصاد الضعيف مما ينذر بمجاعات غير مسبوقة! ثم إرتفاع أسعار الغذاء والنقل والتأمين والشحن، كل هذا سيدفع فاتورته المستهلك النهائي الذي لن يستطيع دفع قيمة الغذاء! ثم هناك بوادر نذر بقدوم وباء جديد اسمه جدري القرود مما قد يحتاج معه البدء بحملات للوقاية والتلقيح إن لم يحدث إغلاق
لا سمح الله لو دخل مرحلة الوباء.
إذاً أين العالم الذي أتى للرياض في قمة العشرين!!؟؟.
وكان وباء كورونا على أشده؟ ألم يتعلم من هذه التجربة أن السلام وتأمين الغذاء والدواء أفضل من تأمين السلاح وإثارة والقلاقل والتوترات! هل أصبحت الحروب والقلاقل والنزاعات صناعة تدار في الدول العميقة وكذا الأبحاث ومافيات السلاح والأدوية والغذاء لزيادة مكاسب طغم بسيطة على حساب صحة وسلامة وأمن العالم؟
لماذا تهرول أمريكا نحو بحر الصين وتدعم تايوان وتدعم أستراليا بالغواصات النووية؟
أعتقد أن الولايات المتحدة في طريقها إلى تراجع كبير على الصعيد الداخلي والخارجي وأخشى ما أخشاه أنها وهي تعاني مخاض النهاية أن تجر العالم معها للنهاية، وهذا ما نشاهده الآن وهي تمارس مع دول الغرب دور ((حمّالة الحطب)) لاستمرار الحرب في أوكرانيا.
التعليقات
مقال ممتاز
زارا -"حربا كان يمكن تجنبها لولا المقبلات والمشهيات التي طالما وضعها الغرب على مائدة الرئيس الأوكراني زيلنيسكي لإستعداء الجار الروسي" اخيرا هناك من يعرف كيف يحلل وكيف يكتب. احسنت، الجملة اعلاه تختصر كل شيء والذي كتبته في النهاية "أعتقد أن الولايات المتحدة في طريقها إلى تراجع كبير على الصعيد الداخلي والخارجي وأخشى ما أخشاه أنها وهي تعاني مخاض النهاية أن تجر العالم معها للنهاية، وهذا ما نشاهده الآن وهي تمارس مع دول الغرب دور ((حمّالة الحطب)) لاستمرار الحرب في أوكرانيا." ببساطة راءع في الدقة والعمق.
عفوا عزيزى الكاتب
فول على طول -قرار الحرب هو أسوأ الاختيارات والقرارات ولا يلجأ اليه الا المضطر جدا لذلك ..بوتين لم يكن مضطرا لدخول الحرب اطلاقا ..لكن غباء بوتين ومرض المؤامره والنرجسيه والغطرسه عند بوتين جعله يقبل على ذلك ..أرفض نظرية المؤامره وأرفض أنم الغرب جر بوتين لهذا الفخ ..هذه أمراض بوتين ومناصريه من أتباع مرضى المؤامره لا غير ..واذا كان تم استدراج بوتين ووقع فى الفخ فهذا غباء شديد منه وليس عذرا له ...ولا يستحق أن يبقى رئيس دوله وخاصة أنها دوله كبرى ..يتبع
تابع ما قبله
فول على طول -بوتين دمر بلده أولا واوكرانيا ثانيا ولن يخرج سليما من هذه الورطه وأعتقد أنها ستكلفه روسيا كلها ..حيث أن منصب الديكتاتوريين محفوظ ..ولو سألنا بوتين نفسه لماذا أقدمت على غزو اوكرانيا - ونحن أيضا نسأل الكاتب ..لماذا غزا اوكرانيا - لن يجد اجابه مقنعه ...مره يقول لاقتلاع النازيه وهذا سبب مضحك ويصدقه الأغبياء فقط ..ومره يقول أن اوكرانيا تهدد رسيا وهذا مثير للتعجب ..مثل الشاه التى تهدد الذئب أو الفرخه التى تهدد الثعلب ..ومره يقول خوفا من انضمام اوكرانيا للناتو ...مع أن الناتو منذ عام 2008 أعلن وبكل وضوح وحتى هذا العام أنه لا يمكن ضم اوكرانيا للناتو لأنها حساسه بالنسبه لروسيا ,..يتبع
تابع ما قبله
فول على طول -واذا كان بوتين يخشى انضمام اوكرانيا فقط للناتو ..ها هى فنلندا والسويد يعلنان رغبتهما للانضمام للناتو ...ماذا سيفعل بوتين ؟ وما الذى ربحه من هذه الكذبه غير أن أصبح الناتو على حدود روسيا - الناتو له 3 دول سابقه على حدو روسيا - وبكل تأكيد من حق أى دوله تجاور روسيا أن تلحق نفسها وتنضم للناتو ولا يلومها أحد على ذلك الا الذين لا يرون الشمس فى رابعة النهار . أما تهديدات بوتين باستخدام السلاح النووى فهذا يؤكد أنه مجنون ومثل الطفل الذى يمسك باللعبه ولا يعرف ما هى ؟
تابع ما قبله
فول على طول -وحسنا فعل الناتو بعدم الرد على بوتين باستخدام النووى أيضا وقابلوا تصريحاته بسخريه ولم يعبأوا لها ويمدون اوكرانيا بالأسلحه ..كل التحيه والتقدير لمن يقف بجانب اوكرانيا ضد روسيا ولم يتركوها لقمه سائغه للدب الروسي وكل التحيه والتقدير لأمريكا التى تمثل القائد الفعلى للعالم وتتصدى للديكتاتوريين ولا تترك الفوضى تعم العالم ..العالم بدون كبير سوف يصبح غابه ..ولا يقدر أحد على القيام بهذا الدور الا امريكا وتبا لمن يشكك فى ذلك ..والويل للعالم لو أفل نجم امريكا وتولت الصين زمانم القياده حيث لا حريه ولا حقوق أقليات ولا حقوق المرأه ولا حرية الأديان ولا حقوق انسان الخ الخ . وسوف تمتص دماء العالم كله دون أى وازع أخلاقى أو دينى . مهلا سيدى الكاتب ..اذا كنت لا تحب امريكا فلا مانع من كلمة صدق .