هذه القدس.. ستبقى "القدس العربية"

حتى لو "تنحْنح" هؤلاء اليهود الذين ليس بإمكانهم أن يثبتوا أنهم "عبرانيين" فإنّ المفترض أنّ عليهم أنْ يدركوا أنّ حركة التاريخ لا تنظر إلى التحولات التاريخية بعين واحدة فقط وإلّا ما معنى أنْ يصل العرب إلى ما وصلوا إليه وأن تكون دولتهم ممتدة من شرقيّ الكرة الأرضية إلى غربيها وأنْ تصبح "الأندلس الأسبانية" دولة عربية قد بقي إشعاعها الحضاري ممتداًّ ومتواصلاً إلى سنوات زاهرة طويلة.

إنه على هؤلاء، أي اليهود، أنْ يدركوا أنّ كيانهم هذا هو لحظة تاريخية عابرة وهي لا بد من أنْ تزول كما كانت قد زالت إحتلالات متعددة سابقة كانت تظن أنها باقية إلى يوم يبعثون ويقيناً هنا أنه على هذا "التركي" أصلاً وفصلاً رئيس وزراء اسرائيل نفتالي بينيت أن يعرف ويدرك أنّ كل وليس بعض الذين قد مرّوا على القدس الشريف.. وعلى فلسطين كلها مروراً عابراً رغم إستطالته في بعض الأحيان.. إلّا أنّ هذه المدينة المقدسة العربية قد بقيت عربية.. ويقيناً أنها ستبقى عربية.. وإلى يوم يبعثون!!.

ولذلك فإنه على هؤلاء الذين قد ركب على أكتافهم نفتالي بينت هذا الذي بعدما تخلىّ عن "تركيته" وعن إسلامه أيضاً ها هو قد غرق ليس حتى عنقه وفقط لا بل حتى شوشة رأسه وبات "يعوج" لسانه ليتلاءم مع ألسنة من إنتمى إليهم وذلك ومع التأكيد على أنّ غالبيتهم وهذا إنْ ليس كلهم ينظرون إليه نظرات شزراء وحيث أنّ هناك من يقولون أنهم لا يحترمونه وأنه مثله مثل الذين قد "خلعوا" جلودهم ولبسوا جلود كل الذين كانوا قد مروا على فلسطين.. وعلى هذه المدينة العربية المقدسة التي ستبقى عربية إلى نهاية هذه الدنيا التي توصف بأنها فانية.

والمعروف أنّ هذه المدينة العربية المقدسة، التي لا ينطق أيّ عربي حقيقي وأّيّ مسلم صادق إلّا بإسمها التاريخي الفعلي الذي هو: "القدس الشريف".. والتي لم يستطع المحتلون أن يغيروا إسمها في أي عهد من العهود.. لا في المرحلة التي كان أصحابها يسمونها صليبية.. ولا حتى في المراحل اللاحقة.. ومن بينها، وحتى إنْ هذا قد يغضب البعض، المرحلة العثمانية.

وهكذا فإنّ المؤكد أنّ القدس الشريف هذه ستبقى قدساً عربية شريفة حتى قيام الساعة وأنها ستبقى فلسطينية.. وأنّ هذه القوافل الغربية العابرة التي كانت قد مرّت بها لم تترك بها أي أثرٍ.. وحيث أنّ الشاهد على هذا هو أنّ هذه القدس التي عنوانها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة قد بقيت هويتها الحقيقية صامدة على مدى تقلبات المحتلين والمؤكد أنّ هذا سيشمل هؤلاء المحتلين الصهاينة.. الذين هم سيزولوا بدورهم كما كانوا قد زال محتلون كثر على مدى مسيرة التاريخ.