كتَّاب إيلاف

الهند وأزمة التصريحات المسيئة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لاشك أن ماحدث مؤخراً في العلاقات بين الهند والدول العربية والإسلامية على خلفية تعليقات مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) أدلى بها مسؤولين ينتمون للحزب الحاكم (بهاراتيا جاناتا)، يعد إختباراً لهذه العلاقات في بُعدها أو شقها الرسمي، ولكن الإختبار الأهم، برأيي، هو للعلاقات على الصعيد الشعبي، حيث تتمتع الهند بصورة نمطية جيدة في الوعي الجمعي للشعوب العربية والإسلامية منذ حقبة عدم الانحياز، وماتلاها من تقارب وتواصل وتعاون على الصعد التجارية والإقتصادية والسياسية والعمالية.

التصريحات الصادرة عن الناطقة باسم حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندي قوبلت باستنكار ورفض عربي وإسلامي واسع النطاق، حيث قام الحزب الهندي الحاكم بوقف المتحدثة باسمه وطرد مسؤول آخر، بعد إتساع موجة الغضب ضد التصريحات المسيئة، التي يرى بعض المحللين الهنود أنها تأتي في سياق التوترات الطائفية الداخلية!

لم يقتصر أثر هذه التصريحات المرفوضة ـ شكلاً ومضموناً ـ على "الصورة" والسمعة، بل تسببت كذلك في المزيد من التأزيم في العلاقات بين مكونات النسيج المجتمعي الهندي، حيث لا تحتاج العلاقات بين المسلمين والهندوس أي مسببات إضافية للتوتر والتعقيد.

اللافت في هذه المسألة أن دول مجلس التعاون قد تصدرت ـ بمواقفها الرسمية الغاضبة ـ مواقف الدول العربية والإسلامية الغاضبة، وهذا يعني الكثير سواء على صعيد السياسة الخارجية لهذه الدول، أو على صعيد توازنات القوى الإقليمية. والمؤكد أن هذا الغضب الخليجي والعربي المبرر من حيث المبدأ، لا يعني أن تنزلق ردود الأفعال الرسمية إلى إتباع ما ينادي به بعض المتطرفين والمزايدين بشأن مقاطعة الهند تجارياً أو سياسياً وغير ذلك، لأسباب واعتبارات عدة أهمها عمق العلاقات التاريخية والشعبية بين الهند والعالم العربي والإسلامي، وثانيها ضخامة المصالح الإستراتيجية المتبادلة بين الجانبين، فهناك ملايين من العمالة الهندية يعيشون في دول الخليج (مسلمين وهندوس وطوائف أخرى) يمثلون أحد مصادر الدخل المهمة للإقتصاد وملايين الأسر الهندية في الداخل، والهند مستورد رئيسي مهم لصادرات الخليج النفطية، فضلاً عن تبادل تجاري ضخم يناهز ألـ 100 مليار دولار سنوياً، فضلاً عن إعتبارات إستراتيجية أخرى تتنافر مع فكرة الدخول في قوة إقليمية مهمة كالهند في حالة خصومة أو تباعد يؤثر في مصالح الطرفين.

حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم أصدر بيان رسمي قال فيه إنه "يدين بشدة إهانة أي شخصيات دينية تحظى بتقدير أتباع أي ديانة. كما يشدد الحزب على رفضه أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين. ولا يروج حزب بهاراتيا جاناتا لمثل هؤلاء الأشخاص أو لمثل هذه الفلسفة"، وبغض النظر عن الخوض في توجهات الحزب وسياساته لأنها تندرج في إطار الشأن الداخلي الذي لا يحق لطرف خارجي مناقشته، ناهيك عن التدخل فيه، فإن الحزب قد تبنى موقفاً مهماً للسيطرة على الغضب الخارجي الذي اندلع عقب هذه التصريحات، بإيقاف المسؤولة صاحبة التصريحات وإبعاد المسؤول الإعلامي الحزبي، وهو موقف جيد نسبياً، ولكنه لا يزال دون السقف المطلوب من جانب بعض الدول التي أعربت عن توقعات بصدور اعتذار هندي عن هذه التصريحات المسيئة، ناهيك عن كون أقل من أن يكون معالجة متناسبة مع الأثر الذي خلفته تصريحات كهذه في ظل حساسية الرأي العام الإسلامي للموضوع، وخلفيات تكرار مثل هذه الإساءات في مناطق أخرى من العالم، ومايعنيه حدوثها مجدداً من إحتمالية تكرارها مستقبلاً.

واعتقد أن الموقف الرسمي، لا الحزبي، الهندي يرتبط بمدى قدرة رد الفعل الحزبي على إحتواء موجات الغضب العربية والإسلامية، أي أن نيودلهي آثرت تبني نهج متدرج في التعاطي مع هذا الغضب إنطلاقاً من موقف حزبي، وإنتظار مايلي ذلك وفق سياسة الخطوة خطوة، والرغبة في إحتواء الأزمة بأقل كلفة سياسية أو بدون، باعتبار أن تصريحات بعض من وصفهم مسؤولين هنود بـ "عناصر هامشية" لا تمثل وجهة نظر الحكومة الهندية، وهذا صحيح على المستوى الشكلي، أو الظاهري ولكن كان بإمكان الحكومة الهندية إحتواء الغضب بسرعة من خلال تبني موقف رسمي رافض لمثل هذه الإساءات الخطيرة في المطلق أو بشكل عام، لاسيما أنها تنطوي على تأثيرات عميقة تعمق ندوب النسيج الطائفي والاجتماعي الهندي.

من وجهة النظر التحليلية البحتة، وبعيداً عن أي تحيزات عاطفية أو دينية، رغم منطقيتها بالنسبة لي كمسلم يشعر بالغضب والإستياء تجاه مثل هذه التصريحات المرفوضة مهما كانت دوافعها ومبرراتها، فإن إدارة حزب "بهاراتيا جاناتا" لهذه الأزمة قد طغت عليها توجهات الحزب الأيديولوجية وليس مصالح الهند الإستراتيجية العليا، التي كانت تملي على قادة الحزب ضرورة التحرك منذ بدايات الأزمة باتجاه إخماد الفتنة، وإستباق أي غضب متوقع داخلي أو من جانب الدول العربية والإسلامية.

الأرجح أن قيادة الحزب الهندي الحاكم قد آثرت الانتظار وإرجاء مواقفها وربما محاولة الموائمة بين انحيازاتها الحزبية ومصالح البلاد الإستراتيجية، ويبدو أن ردود الأفعال العربية والإسلامية قد فاجئت الساسة الهنود، الذين لم يلاحظوا أن هناك فارقاً بين حرص الدول العربية على عدم التدخل في الشأن الداخلي الهندي والعلاقات بين طوائفها، وبين المساس بمكانة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث لا يمكن إعتبار الأمر جزءاً من الإستقطاب الديني الداخلي في البلاد.

من قواعد الحكمة التي تنمو فطرياً في أرض الهند، ويزخر بها تاريخها العظيم، لو بادر الساسة الهنود لإخماد هذه الفتنة والسعي لترسيخ أجواء التسامح والتعايش في الداخل والخارج، وتقديم إسناد معنوي مهم للأصدقاء الذي يحرصون على غرس بذور التعايش والتسامح عالمياً، وفي مقدمتهم دولة الإمارات، التي أسست أول معبد هندوسي في أبوظبي عام 2018، في خطوة نوعية ذات دلالات نوعية عميقة، ناهيك عن أن علاقات الهند مع دول مجلس التعاون، ولاسيما الإمارات، تشهد طفرة نوعية كبرى، وهناك أرضية مشتركة تتشكل على صعيد المواقف حيال الأزمات والقضايا الدولية مثل الأزمة الأوكرانية وغيرها.

الخلاصة أن أزمة التصريحات المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) كان يمكن إحتواؤها والسيطرة عليها منذ البدايات للحفاظ على النجاحات السياسية الخارجية التي حققها حزب "بهاراتيا جاناتا"، وتفويت أي فرصة على الأصوات والتيارات المتشددة للنفخ في نار الفتنة وفتح باب المزايدات السياسية، ناهيك عما يصيب صورة الهند وسمعتها جراء مثل هذه التصريحات المسيئة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محنة المسلم فى عقله
فول على طول -

طبعا لم أقرأ المقال لأنه واضح من عنوانه فهو كلام مكرر وبائس وأقصد موضوع الاساءه للاسلام وخهذا ليس الأول ولن يكون الأخير . لكن المسلم مخلوق ارتكازى أصلا ويؤمن ب " قالوله " ولا يفكر اطلاقا فيما " قالوله " ..انتهى - الذى قتل فرج فوده سألوه لماذا قتلته ؟ أجاب لأنه كافر ..سألوه هل قرأت كتبه ؟ أجاب بأنه لا يجيد القراءه والكتابه ..بالمثل الذى حاول قتل نجيبب محفوظ ..وهكذا . يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

تم سجن " المرقعين " أو الذين حاولوا تجميل صورة الاسلام ونفروا من أحاديث وأيات وتفسيرها وقالوا أن هذه الأحاديث لا يمكن أن تكون صحيحه وقالوا أن البخارى لا يؤخذ كلامه كله محمل الجد لأنه يخالف القران ....وضربوا أمثله بأحاديث رضاع الكبير ..ورجم القرده الزانيه .وأن الرسول كان مسحورا أو حاول الانتحار الخ الخ ..معنى هذا أنكم تؤكدون على أن هذه الأحاديث صحيحيه طالما سجنوا من ينكرها ..اذن لماذا تغضبون عندما نسألكم عن نفس الأحاديث التى تم بسببها سجن مفكرينكم ؟ ييتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

يا سيد سالم : رضاع الكبير ونكاح الأطفال أو اغتصاب الأطفال ورجم القرده الزانيه ..ووطئ الموتى والبهائم الخ الخ موجوده ويدرسها أولادكم فى المدارس ومعاهدكم الدينيه ويزعق بها علماؤكم ..لكن عندما يقرلاأها لكم غير المسلم تغضبون وتتهمونه بالاساءه للاسلام ..وعندما يحاول بعض المسلمين اصلاح أو تجميل هذا القبح تسجنونه ..أليس هذا يؤكد أن عقولكم فى مجنه ؟ وماذا تريدون بالضبط ؟ لا تنسي أن المسلم أباح لنفسه وأعطى لنفسه كل الحق فى اهانة عقائد الأخرين وعندما يتعرض المسلم لنفس الموقف يثور ويجرق وينهب ويسلب ..ربنا يشفيكم يا بعدا .

السيد سالم واقعي جدا
صالح -

فهو لم يقبل ابدا بالمساس بشخصية نبيه وايضا لا يرى ان تقاطع الدول الخليجية والعربية الهند بسبب تصريحات شخص اقالته الحكومة اصلا,

كيف تريدون الكافر ان يحترم عقيدتكم و انتم لا تحترمون عقيدته؟ ،احترم تحترم
هل هذه صعبة على الفهم ؟ -

كل من ليس مسلم هو كافر حسب العقيدة الاسلامية و يترتب على ذلك وصف الشخص بالكافر تبعات و يكذب من يقول ان صفة الكافر لا تترتب عليها اي تبعات ، القرآن يحرض المؤمنين ضد الكفار الذين يعتبرهم بمستوى الانعام او اضل ، و لا يكتفي بإزدراء عقائد الكفار بل فيه تحريض واضح على العنف ضدهم و عدم الرأفة بهم و يحلل قتل الكفار الذين يقاومون غزو الجيوش الاسلامية لبلادهم، دية الكافر الغير معاهد هي مثل دية قتل الحيوان ، ثم انتم تقولون انه ليس بعد الكفر ذنب ! اي ان الكفر هو اكبر جريمة يمكن ان يرتكبها انسان ، المؤمنون هم الاعلون ، فكيف تطلبون من الكفار ان يحترموا عقيدتكم ؟ ان يحترم الكفار عقيدتكم يعني انهم يقرون بحق المسلمين في قتلهم و في غزو بلادهم!!! قبل ان تطلبوا ان يحترموا عقيدتكم ازيلوا منها كل التحريض ضد الكفار و ليكن شعاركم اتما المؤمنون و الكفار اخوة ! هل احد من شيوخكم يستطيع ان يطلب هذا الطلب ؟ لا تستطيعون فعل ذلك لان عقيدتكم مبنية على اساس ازدراء عقيدة الكفار و حقكم في غزو بلادهم ،و اذا ازلام منها التحريض ضد الكفار تنهار ! لذلك يستحيل على المسلم ان يخطر في باله ان يحترم عقيدة الهندوس و اذا فعل ذلك فيخرج عن الدين الصحيح ؟

اين الغرابة ؟
الهموندي -

عندما تزدري شخص و تسيء الى معتقده و تحرض الناس على كراهيته و تحلل استعمال العنف ضده فهل هناك غرابة ان يرد هذا الشخص الاساءة بمثلها ؟ هل تريدون من واحد كافر ان يسكت و لا يرد على كل الاساءات و التحريض الذي عندكم ضد عقيدته ؟

مقالة منحازة غير موضوعية تصب الزيت على النار
عبد الرزاق قسم الربيعي -

لو الكاتب حقا هو كاتب غير منحاز و يتكلم بصدق فليقل للقراء بالضبط ما الذي قالته الناطقة الرسمية لحزب بهاراتيا جاناتا و ليكن الحكم لهم و هل انها حقا اساءت الى النبي محمد ، من حق القراء ان يعرفوا و لا ان ينقادوا مع الغوغاء بدون ان يعرف احد ما الذي قالته تلك السيدة الهندية ، لا اعرف ما الذي يريد الكاتب ان يفعله الهنود اكثر من فصل تلك المرأة من وظيفتها ، ضروري بان ينشر الكاتب نص ما كتبته او قالته تلك السيدة حتى يتسنى للقراء اخذ موقف

الى الساده المعلقين السابقين
فول على طول -

التصريحات الهنديه التى يعتبرها المسلمون اساءه كانت كالاتى : كيف لرسول أو نبى تجاوز الخمسين يتزوج من طفله فى عمر ست أو تسع سنوات ؟ ..يا سلام على الشعور المرهف للذين أمنوا ؟ مجرد سؤال يعتبرونه اساءه ..مع أن المصادر الاسلاميه تؤكد الكلام السابق وهو زواج محمد من عائشه وهما فى السن المذكور ...يعنى الهنود أو غيرهم لم يأتوا بهذا الكلام من أنفسهم ..وعجبى ؟ المصيبه الأكبر أن السيد الكاتب المثقف والحاصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف شعر بالغضب والااستياء من السؤال السابق ..ولكن لا يشعر بأى غضاضه من نصوصه المقدسه التى تهين عقائد الأخرين وتحرض على قتلهم طوال اليوم بل عدة مرات فى اليوم ..يتبع

غضب السيد الكاتب ..؟
فول على طول -

والسيد الكاتب غضب وشعر بالاستياء كمسلم - كما يقول - بسبب التصريحات الهنديه واعتبرها مسيئه للاسلام والمسلمين لكن لا يحرك ساكنا وهو ينعت غير المسلمين بالكفر والشرك وأنهم كالأنعام بل أضل سبيلا ..ولم يشعر بأى غضاضه أن يسب اليهود والنصارى ..بل يقدس هذه النصوص ويقرأها عدة مرات يوميا دون أن يطرف له جفن ..مع أنه كاتب ومحلل وحاصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف ..وماذا يقولون عن اليهود ؟ حيث فى مصر يضربون المثل بالهنود على أنهم متخلفون ودرجه عاشره ويقولون : أنت فاكرنى هندى ؟ سيد سالم : اللى اختشوا ماتوا من زمان . ربنا يشفيكم يا بعدا . أنتم أصحاب جلد نحاس ووجوه خشب أصلا .

السيد سالم والاحساس المرهف جدا
فول على طول -

السيد سالم الكتبى ذو احساس مرهف جدا - مثل كل الذين أمنوا طبعا - شعر بالاستياء والغضب بسبب سؤال جوهرى وهو كيف ل نبى ورسول خمسينى يتزوج من طفله ؟ لكن السيد سالم لا يشعر بأى غضاضه أن يصلى كل يوم خمس مرات ويسب اليهود والنصارى ويصفهم بالضالين والمغضوب عليهم وبأنهم كالكلب يلهث أو الحمار الذى يحمل أسفار ..بل يحرض على قتلهم وليس كراهيتهم فقط ..ولا ينسي أن يسب أبا لهب وزوجته - مع أنهما لم يفعلا شيئا للسيد سالم وماتوا من زمان - ولا أعرف ماذا يقول السيد سالم عن الهنود والهندوس والبوذيين الخ الخ ..نقول تانى ؟