فضاء الرأي

أثر التميز والفرادة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تحلّ في هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لإنشاء متحف غوغنهايم في بلباو، الذي يُعدّ من أبرز صروح العمارة الحديثة، وكان السبب في اجتراح مصطلح "أثر بلباو". ونلتقي في الإصدار الأحدث من How To Spend It Arabic المعماري فرانك جيري، مصمم المتحف، الذي وضع في المبنى الفريد بتصميمه حصاد تجربته المديدة، محولاً الأرض البور على الضفة الغربية لنهر نيرفيون في شمال إسبانيا إلى مقصد ثقافي وعمراني فريد. يتحدى هذا الصرح العملاق الافتراضات الشائعة حول الروابط بين الفن والعمارة، وفي اليوبيل الفضي لإنشائه، يمكن القول، بثقة، إن المتحف، في حصاده الأعمّ، لم يقدّم خدمة جمالية للمدينة الواقعة في منطقة الباسك فحسب، إنما قدّم خدمة اقتصادية فذة أيضاً، إذ يزوره الملايين كل عام، ما يجعل منه القلب النابض لحركة التجارة والخدمات والسياحة في بلباو وأطرافها. نلتقي جيري فيحدثنا عن مشروعه التطويري الأحدث، والأول، في لندن، وهو عبارة عن مبنيين سكنيين داخل باترسي، يشكلان جزءاً من مشروع تجديد جريء بقيمة تسعة مليارات جنيه إسترليني، يحول موقعاً عقارياً سابقاً إلى منطقة مدينية جديدة ومقصد للتسوق بجوار نهر التايمز.

أفضل نصيحة يمكن تقديمها لامرأة مقبلة على الزواج هي الآتية: "انطلقي دائماً من مكان ملؤه الحب". إنها نصيحة وجَّهها المخرج كيني ليون مرَّةً إلى الممثلة لورين ريدلوف، مفيدٌ التذكير بها في ما نستعرض في ملف خاص أزياء حفلات الزفاف، وفيه تلتقي كايت فينيغان مصممين يجدون طرقاً جديدة لتقول العروس لعريسها "أقبل بك زوجاً"، وبعضها يخرج عن الشائع والتقليدي، خصوصاً في ظل اتجاه عام نحو تجربة أساليب مريحة في ملابس العرائس التقليدية، وسط تضاؤل الاتجاه نحو إقامة حفلات زفاف كبيرة منذ فرض القيود الخاصة بمنع تفشي الجائحة. أما التعديل الأبرز الذي طال ملابس الزفاف فيكمن في تحولها إلى ملابس تصلح لارتدائها بسهولة في مناسبات أخرى. ويحفل الملف أيضاً بإجابات متنوعة عن السؤال الرئيسي: "ماذا نرتدي في الأعراس؟"، وهو دليلٌ مُسهبٌ لما يمكن المرء أن يرتديه، سواء أكان من أهل العروسين، أم كان مدعواً.

يسعى‭ ‬أرتسي‭ ‬إفراخ‭ ‬خلف‭ ‬تصاميم‭ ‬تقدّر‭ ‬الإنسان‭ ‬وماهيته،‭ ‬فالخيال‭ ‬البشري‭ ‬والمهارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬آلة‭ ‬محلها

الخروج عن المألوف هو أيضاً سمة أرتسي إفراخ، المصمم المغربي الإسرائيلي الذي لا يتبع في أعماله معيار النوع الجنسي، "بل الفردانية، أي الحرية"، بحسب كلماته. وهو يخبر أنيمتة كلينكبي أن حماسته للجمال والثقافة والإبداع لا تخفي بأي شكل من الأشكال توقه الدائم لرفع شأن حرية التعبير. يقول: "أنا صوت، وحالتي الذهنية الإبداعية هي لغتي. أريد من الناس أن يروا، وأن يشعروا، ثم أن يقرروا كيف يفسرون فكرتي". يسعى إفراخ خلف تصاميم تقدّر الإنسان وماهيته البشرية، فالخيال البشري والمهارات الإنسانية لا يمكن - ولا ينبغي - أن تحل آلة محلها، وكل فرد منا فريد في ذاته. بالنسبة إليه، مراكش هي الجنة على الأرض، ويمثل التراث المغربي عنصراً مهماً من عناصر تعبيره الفني، حيث كل ملابسه "تصنعها سواعد مغربية، ويشكل الخياطون والخياطات والمطرزون والمطرزات والعارضون والعارضات المغاربة جزءاً من عمليتي الإبداعية".


الروح المغربية حاضرةٌ دائماً في تصاميم أرتسي إفراخ لكن بلمسة خاصة

ولنا أيضاً محطة مع المصور الفوتوغرافي والفنان والكاتب مايكل روبرتس، الذي يفسِّر بكلمات بسيطة كيف يترك الإنسان بصماته عميقةً في المكان. يصطحبنا روبرتس في جولة داخل صقلية، وعينه مصوبة ليس على المقاصد الجميلة فيها، إنما على الإنسان الصقلي نفسه. إنه الجاذب الأساس‭ ‬في هذه الجزيرة، وصانع مجدها. عشق روبرتس هذه‭ ‬الجزيرةَ ينبع من أسباب مفهومة ومبررة، أولها طبيعة الصقليين أنفسهم، وهو يقول لهارييت كويك: "أحبّ الفرح الذي يستمدّه الصقليون من نظرهم إلى شيء جميل على نحوٍ يُحدث تغييراً في حياة الإنسان. ثمة رابط عاطفي بالجمال". في كتابه Island of Eternal Beauties (جزيرة الجمالات الأزلية)، تنكشف طبقات عدّة من التاريخ الصقلي من خلال الأساليب المعمارية المتبدِّلة، والمصنوعات اليدوية الدينية، والآلهة اليونانيين والرومان، والبيئات المتناقضة. ويُبرِز روبرتس الوجوه المتعددة للجزيرة، فيصوّر الأعمال الحجرية العائدة إلى القرون الوسطى في بلدة إريس الواقعة على قمة تلة، والمنحدرات الطبشورية والأدراج التركية، والعذراء السوداء في تنداري، وطرقات لا أسماء لها تلتفّ بطريقة خطرة حول سفوح التلال.

ونلتقي أيضاً لورين ريدلوف، أول بطلة خارقة صمّاء في استديوهات Marvel، التي تزدهي بشعرها الذي تتركه منسدلاً، ليشكل إحدى علاماتها الفارقة. تقرأ ريدلوف عن أسرار المطبخ، وعن حقوق الإنسان، وتحفظ ف ثلاجتها دائماً أعشاباً طازجة، لأنها "تُضفي لمسةً مختلفة على الأطباق". وهي لا تستغني عن دفتر يومياتها الأرجواني، ولا تتوقف عن الركض الذي يمنحها شعوراً بالاسترخاء، وحول معصمها دائماً سوار حظ "ورثته عن والدتي، وهي ورثته بدورها عن جدتي، مزيّن بحلى ذهبية مختلفة كثيرة".

samar_abdulmalak‭‬

SamarAbdulMalak@

اشترك‭ ‬في‭ ‬النشرة البريدية ليصلك‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬How To Spend It Arabic‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬بريدك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف