فضاء الرأي

الترند

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طابور النمل هو الطابور الذي يتشكّل بين الجماهير الغفيرة من الناس بلا وعي ولا إدراك منهم، فما أن يقوم مشهور ما بفعل أو قول أو صفة حتى تهبّ الملايين من الناس في تقليد ذاك الفعل واتباع أثره من دون أن يسأل أحدهم نفسه لماذا؟
أو هل أنّ ما أقوم به الآن يليق بي وباسمي ومكانتي؟


أغلب الناس اليوم صاروا أُسارى الـ"تراند"، يتماشون معه كي ينخرطوا بالمجتمع ويلفتوا الأنظار ويستحوذوا على الإعجابات والتعليقات بأي طريقة!

غير أنّ هذه الحركات تفرّغ العقل من كل معاني الوعي والإدراك والتفكير، وتحوّله الى مادّة نهمة مُسيّرة وسطحيّة،ليس فيها فرادة صاحبها، إنما الجميع متشابه، ومُعلَّب، ومُكرّر..
والجديد فيه ليس ذا قيمة،هو مجرّد فقاعة وهمية تجذب العين وسرعان ما تنطفئ ليعود النهم من جديد نحو "ترند" آخر.




هذا التخدير الفكري لشباب الجيل الجديد،هو تسطيح وتعليب لجوهر وجود الشباب العقلي والمجتمعي من خلال تحويله الى مجرّد طوابير تخدم مصلحة "الشخصية المشهورة"وهو موتٌ بطيء لمجتمع مثقّفٍ وواعٍ وحضاريّ!وهو قتلٌ للخيار الإنسانيّ في أن يكون حاضرًا ومختلفًا عن المتشابه والمُكرَّر المبتذل!


إنّ الفراغات المجتمعية في حياة شبابنا يملؤها مثل هؤلاء من خلال أفكار بالية وسطحية ومبتذلة بدلًا من أن يتمّ ملؤها بالثقافة والمعرفة والاطلاع والفكر، لذلك يجب مواجهة هذه الحملات العشوائية التي تسيطر على عقول الشباب وتبعدهم من المهم والقيّم صوب التافه والعابر من المواضيع والأمور.


إنها لوثة العصر وجائحة الوعي وضمائر الناس الصامتة والساكتة على كل هذا التلوّث!
ثقافة الهبة أو ما يسمى بالترند تشكّل قوالب جاهزة لا نعرف من يقوم خلفها في كثير من الأحيان ولا من يقودها..!
غير أنّ الملايين من شبابنا وشاباتنا يهبون خلفها من دون وعيٍ وإدراك وتبصّر!
بالأمس القريب قرأت عبارةً للإستاذ عبدالله المزهر @agrni ، يصف هذا الأمر بشكلٍ بديع حيث يقول:

الترند، أداة عصرية لتسهيل مهمة "وكنا نخوض مع الخائضين".
وهي واحدة من الأسباب التي تضمنتها إجابة السؤال: ما سلككم في سقر؟
ولكن الطرح الأهم من مجرّد توصيف الواقع هو السؤال عن المؤثرين الإيجابيين والحقيقيين! أين هم من كل هذا؟ وأين دورهم التوعوي للنهضة بالشباب والمجتمع وإيقاظه من سباته العميق..
الظرف الآن يحتاج صحوة فكرية وإعلامية ومجتمعية.. لمَ لا نحاربهم بسلاحهم؟ لمَ لا نجعل "الترند" أداة توعية بدلًا من أن تكون أداة تدمير وتسطيح؟!
الحرب الفكرية الباردة التي يواجهها شبابنا تحتاج الى عقول حكيمة تدرك خطورة الوضع الذي نمرّ به لتواجه بوعي العارف للكمّ الهائل من التلاعب الفكري والتضليل الإعلامي الحاصل من حولنا..
فمن سيهبّ لنصرة الكلمة؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف