فضاء الرأي

غزة بين التهدئة والتصعيد ويبقى الوضع على ما هو عليه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

على غرار الحروب الخمسة السابقة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة تطوى صفحة الحرب السادسة بهدنة مشروطة دون أن يتغير المشهد أو تتبدل قواعد اللعبة بين الطرفين، انتظاراً لجولة سابعة لا أحد يعرف متى وكيف تشتعل.
حروب إسرائيل على غزة أسفرت منذ العام 2008 عن أكثر من 4000 قتيل منهم مئات الأطفال، إلى جانب تدمير البنية التحتية ومنازل المدنيين في غزة، فما الذي تحقق نتيجة شلال الدم المتدفق، هل تمكنت إسرائيل من العيش بأمان، وهل استطاعت القضاء على الفصائل الفلسطينية؟ وعلى الطرف الآخر هل تمكنت الفصائل من منع التهديد الإسرائيلي المستمر لغزة، وهل الغزاوي البسيط يستطيع بناء حياته والاستقرار دون التفكير بأن كل ما حققه قد يتحول إلى رماد في أي لحظة تبدأ فيها إسرائيل و الفصائل جولة جديدة من التصعيد؟.
الحلول العسكرية التي تتبناها إسرائيل أثبتت فشلها الذريع، فمع كل تصعيد جديد ضد غزة تتفاجأ تل أبيب بأن الفضائل الفلسطينية لديها مخزوناً جديداً من الصواريخ وبنية عسكرية أكثر تطوراً من الجولات السابقة، وأن أطرافاً إقليمية باتت أكثر تدخلاً في عمق القطاع، وكل ذلك يعني فشلاً عسكرياً استراتيجياً، يجب على إسرائيل أن تقرأه جيداً، قبل التفكير بجولة سابعة من الحرب.
المشكلة ليست في القطاع ولا في الضفة ولا أي مكان آخر في العالم، بل في معادلة بسيطة تقوم على أن المشكلة تتمثل في القفز عن المسبب الأساسي لهذه الحروب، فعلى إسرائيل أن تدرك تماماً أن القضية الفلسطينية هي لُب المعضلة، وأن إبقاء الوضع على ما هو عليه لن ينتج عنه سوى المزيد من التدخلات الإقليمية وتعميق الصراع العربي الإسرائيلي، ولن تستقر المنطقة وستبقى على صفيح ساخن ما دام أساس المشكلة قائم، وعلى المجتمع الدولي أن يعي بأن لا استقرار ولا تنمية في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
الحروب والقوة العسكرية لن تقنع أحداً بأن لا وطن له مثل باقي البشر، ولن تقنع طفلاً بأن مستقبله مرتبط بقرار يتخذ هنا أو هناك ليدمر منزل أحلامه ومستقبله، هذا إن لم يفقد أباً أو أخاً أو أماً بذريعة منع تهديد الفصائل الفلسطينية وأمن إسرائيل، فالعقل البشري من الطبيعي أن يتساءل هل الأمن وصفة تقدم لدول بعينها وهل بناء المستقبل حصراً على شعوب معينة؟ فيما هو يراقب سماء القطاع بانتظار صاروخ أو قذيفة تقضي على أي أمل له بالحياة.
وعلى الطرف الآخر على الفصائل أن تدرك أنها أمام قوة عسكرية مدججة بكل أنواع التكنولوجيا والأسلحة فائقة الدقة، وأن مصانع الأسلحة الأكثر تطوراً في العالم مشرعة على مصراعيها أمام تل ابيب، وأن ما تقوم به يمثل حرباً معنوية ونفسية ضد إسرائيل أكثر من كونها حرباً عسكرية، فالحروب أولاً وأخيراً تقاس بحجم الضرر الذي يحدثه كل طرف بالطرف الآخر.
منطقتنا حبلى بالصراعات والايديولوجيات الثورية والقضية الفلسطينية تمثل الذخيرة الحية للجميع، فهي الأكثر تأثيراً في شعوب المنطقة والعالم الإسلامي، لذا فمن الطبيعي أن تعمل كل الأطراف على استغلالها لتحقيق أهداف أبعد ما تكون عن الوقوف مع فلسطين وقضيتها، فهي ليست أكثر من شماعة يعلق البعض عليها تصرفاته وسلوكه المزعزع لاستقرار المنطقة.
إسرائيل اليوم ليست منبوذة من دول المنطقة ولديها علاقات دبلوماسية مع خمسة دول عربية والقائمة قد تطول، ومبادرة السلام العربية للسلام التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ما زالت قائمة ولم تسقط ولم يلغيها أحد، فمقابل إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً تحصل إسرائيل على اعتراف وتطبيع العلاقات مع جميع الدول العربية، وهذا هو الحل الوحيد لضمان أمن المنطقة، ودون ذلك ستبقى جولات التصعيد والتهدئة إلى ما لا نهاية.
المطلوب ليس أكثر من تغليب لغة العقل والحوار، فمع كل الحروب التي شهدتها البشرية لم نسمع عن حرب أنهت وجود شعب، أو إلغاء حقه في العيش بكرامة، ولم نسمع بأن صراعاً عسكرياً أنهى مشكلة قائمة بين طرفين، بل على العكس فإن نتائج الحلول السلمية والتسويات السياسية هي التي تمكنت من تخطي كل أسباب الصراعات وجعلت من الشعوب المتحاربة شعوباً صديقة تعمل بهدف التنمية والازدهار المتبادل.
باختصار، فإن ما يحدث كل فترة في غزة لن يحل المشكلة بل سيزيد من تعقيدها، وسيذهب بالمنطقة إلى مراحل جديدة من التصعيد والتعقيد، وسيقضي على أي أمل بأن يستقر الإقليم وتتعزز التنمية فيه، وعلى جميع الأطراف أن تعي بأن الوضع سيبقى على ما هو عليه انتظاراً لمن يشعل الفتيل إذا لم تنتصر لغة العقل والمنطق للوصول إلى جل يضمن العيش المشترك والابتعاد عن إلغاء الآخر، وعلى المجتمع الدولي أن يغادر منطقة التردد إلى منطقة دفع كافة الأطراف إلى طاولة مفاوضات حقيقية محددة بهدف رئيسي وهو الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما لم يقوله الكاتب
فول على طول -

اسرائيل تدخل الحرب دائما وهى مضطره وهذا لم ولا يقوله أى كاتب عروبى أو مسلم لأسباب معروفه ..انتهى - ونحن نسأل الكاتب : هل فعلا تؤمنون بحق اليهود أو اسرائيل فى الوجود وفى حدود دوله أمنه ؟ هل تعرف أدلبياتكم الاسلاميه وماذا تقولون عن اليهود والنصارى ؟ وهل تعرف ميثاق حماس الذى لا يعترف أصلا بشئ اسمه اسرائيل ؟ وهل أنتم فعلا طلاب سلام ..وتتعايشون حتى مع بعضكم أو مع أنفسكم بسلام حتى يصدقكم العالم أنكم طلاب سلام ؟ يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

والكاتب يؤكد أنه لا استقرار ولا تنميه فى المنطقه طالما المشكله موجوده ..أفادك الله يا مولانا فهى نفس الحجج البليده والواهيه والقذره التى هى سبب تخلفنا ...ونفس الحجج فى الايستبداد والديكتاتوريه والعنصريه والهمجيه ...ونفس الحجج التى يستند اليها الحاكم الذى يمتطى ظهور الذين أمنوا فى أى بقعه فى العالم ..ما علاقة المغرب العربى أو العراق أو اليمن الخ الخ مثلا بالقضيه ؟ وما هو الحل العادل والشامل من وجهة نظركم ؟ طبعا هو ابادة اليهود - والنصارى بالمره - ...يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

نكرر السؤال : ما هو الحل العادل والشامل من وجهة نظركم ؟ نتمنى الرد ولا داعى للكلام المرسل ..طبعا هو أن يحكم المسلمون كل المنطقه وعلى اليهود دفع الجزيه وهم صاغرون هذا فى حالة بقائهم أحياء أو ترحيلهم فى أحسن الأحوال . الغريب أن الكاتب يؤكد أن القضيه هى اسلاميه ..يعنى قضيه دينيه ..وما علاقة بلاد الذين أمنوا البعيدين عن فلسطين بالقضيه ؟ ومادامت تحولت الى قضيه دينيه فالحل معروف وهو الحجر والشجر والغرقد والملائكه المسومه سوف تنصركم على الكفار ..اذن لماذا تطلب الحل من المجتمع الدولى ؟ أمركم غريب يا أخى .

نصيحه للكاتب وللذين أمنوا
فول على طول -

احذفوا الأدبيات السخيفه من نصوصكم مثل أحفاد القرده والخنازير .ولا ولايه لغير المسلم على المسلم ..والجزيه وهم صاغرون . وشجر الغرقد والحجر الذى يختفى ورائه اليهودى .الخ الخ ..وتعايشوا بسلام مع بعضكم أولا ومع الأقليات التى فى بلادكم بالمساواه والعدل وساعتها فقط سوف يصدقكم العالم أنكم طلاب سالم وما عدا ذلك تهريج . أنتم تكذبون وتعرفون أنكم تكذبون والعالم يعرف ويضحك عليكم وعلى غباوتكم بالطبع .

أسئله مشروعه
فول على طول -

وماذا سيفعل قادة حماس وقادة فتح لو تم حل القضيه ؟ وكم يتربحون من ورائها ؟ وما هى أرصدتهم فى البنوك ؟ وأين يعيشون هم وأولادهم ؟ وكم هو رصيد أبو عمار من القضيه ..وغيره من القاده ؟ وماذا سيقول لكم قادة بلاد الذين أمنوا لو أرادوا البقاء فى السلطه لأجل غير مسمى لو تم حل القضيه ؟ يعنى من الأخر : القضيه للتجاره والتربح من ورائها وليست للحل . قاده مستبدون يمتطون المشعوذين ويتربحون من القضيه التى تبيض لهم ذهبا وعلى قفا اخوانهم المشعوذين أيضا . قضيتكم عبثيه وأنتم شعوب عبثيه والعالم صرف النظر عنكم وعن قضيتكم ..لا وقت للعبث الان هناك قضايا أهم . رحم الله المشعوذين . قضيه لها حوالى 80 عام ...ربنا يشفيكم .