فضاء الرأي

ماذا وراء التسريبات؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن تسريبات وفضائح السياسيين العراقيين التي بدأت تتوالى الواحدة تِلوَ الأخرى في مُخطط يبدو أنه قد تم الإعداد له مُسبقاً لإسقاط المنظومة السياسية الحاكمة في العراق.

تلك التسريبات التي بدأ دخانها الأبيض يعلو ويزداد إستعاراً لِيلتَهم الجميع. فبعد أن بدأت فضيحة التسريبات بِنَشر الغسيل ما بين المُكوّن الشِيعي التي كان عنوانها نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق الذي يطمح لولاية ثالثة لرئاسة الوزراء وإنتقاده لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وأغلب عناوين الطبقة السياسية إنتقلتْ على ما يبدو إلى السُنّة في تسريب ظهر فيه وزير الصناعة وهو يُقسِم بالولاء والطاعة وتنفيذ رغبات ومطامع زعيمه (السُنّي) أحمد الجبوري المُلقب بأبو مازن أحد زعامات المُكون في محافظة صلاح الدين بالإستحواذ على مُقدّرات الوزارة، بتخطيط مُتسلسل مُعدّ له قد ينتقل إلى مكونات أخرى أو طوائف تشترك في العملية السياسية الحالية في العراق.

لكن الإستنتاج المؤكد الذي لا يقبل التأويل أو القِسمة أن من يقف وراء هذه التسريبات ليس شخصاً مغموراً أو مُجرّد صِحفي يبتغي الإثارة أو حتى الشُهرة أو لِنَقُل بحثاً عن المال لأنه لو كان كذلك لَمَرّت هذه التسريبات سريعاً كالزَوّبَعة التي تكون أضرارها وقتية ومحدودة، لكن يبدو أنها مُخطط بسيناريو كبير يُراد له إحداث زلزال سياسي يُطيح بالمعبد في العراق على رؤوس كهنته تقف ورائه مخابرات دولية وإقليمية بدأت تَعُدّ للهدم بِمعاول التسريبات.

الغريب في تاريخ العراق السياسي الحديث أن جميع بدايات النهاية للأنظمة السياسية كانت تبدأ بعناوين الفوضى والإرتباك السياسي الذي يتطور إلى ثورات عارمة تنتهي بأعمال سلب ونهب تختم بها المرحلة.

الفوضى الخلّاقة التي أرادت الولايات المُتحدة الأمريكية تجربتها في العراق بتهديم البناء السابق وتأسيس بناء جديد على أنقاضه، يبدو أن هذا الهيكل الجديد قد شارف على الإنهيار بسبب ضعف الأساس الذي يرتكز عليه وتصدّعه وحتى فشله.

التسريبات المُتتالية لِزعامات متنوعة في العراق قد تُنبيء لِعمل يتم التحضير له بوجود قيادات بديلة يتم الإستعانة بهم عند ساعة الصفر، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو.. هل سيكون البناء الجديد مُشابه تماماً للقديم الذي أُسس بعد عام 2003؟ فإذا كان كذلك فهذا يعني أنَّ لا مُتغيّر قد تَغيّر كما يقول المثل العراقي (نفس الطاس والحَمّام)، فيما يبدو أن المُتغيرات التي تفرض نفسها على الواقع السياسي تؤكد أن هناك عاصفة هَوجاء قادمة بإتجاه النظام السياسي في العراق لا تُبقي ولا تذر، وما يحدث ربما يكون لِتسخين الموقف بما هو قادم في المُستقبل وما يحمله للعراقيين، لكن هل يَتّعظ أولئك القابضون على زِمام السُلطة من ذلك التاريخ القريب أو من دروس الغير الذين سَبقوهم؟... نعتقد جازمين عكس ذلك، إذ لا زالوا في سُباتِهم تخدعهم تصوراتهم الوهمية بأنهم بعيدين عن تلك العاصفة وإنَّ قِلاعهم الحصينة في المنطقة الخضراء تمنع عنهم تلك الرياح، لكنهم بالتأكيد مُخطئين في ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اذا كان الشعب غافلا
صالح -

اذا كان الشعب غافلا فسوف تمر عليه نفس الطاسة و نفس الحَمام و نفس الفوطة

الغريب هو سكوت الشعب
علي كمال -

ولكن المخدرات لها دور، فقد اغرقت ايران العراق بالمخدرات لكي تمنع اي وعي شعبي او تحرك لمواجهة شرورها. اتمنى ان تقوم اسرائيل بالقضاء على النظام الايراني وتحرر شعوب العراق وايران من منظومة من اقذر من زرعته المخابرات الغربيه بالمنطقه.

من غير الممكن ان تساعد امريكا جديا في بناء عراق جديد قبل التطبيع مع اسرائل
فاضل حموشي -

قبول العراق تطبيع العلاقات مع اسراائيل هو شرط اساس لبداية بناء نظام عراقي جديد ، بدون الموافقة على التطبيع مع اسرائيل فعلى العراقيين ان لا يأملوا انفسهم بتبدل النظام و تغيير الامور…نحو الاحسن و لن يتم بناء عراق جديد و ستستمر الفوضى الخلاقة الى ما شاء الله و شاءت امريكا و شاءت سيدتها اسرائيل ، يجب ان يدرك العراقيين ان امريكا هي رهن اشارة اسرائيل و تدار من قبل اللوبي الموالي لاسرائيل و ان الرؤساء الامريكيين و كبار مسؤولي الكونغرس و الجهاز القضائي هم دمى في يد اسرائيل و يتلقون التعليمات و الايعازات من مدرب السيرك الاسرائيلي ، تريدون بناء عراق جديد كفوا عن الركض وراء ايران و معاداة اسرائيل يجب عليكم الاعتراف باسرائيل و تبادل السفراء و الرضوخ لتعليمات اسرائيل لأن اسرائيل هي امر واقع و عمليا هي سيدة العالم الغربي ، بويتين بكل قوته و جبروته و صواريخه الحاملة للرؤوس النووية العابرة للقارات يحسب الف حساب لإسرائيل ، اسرائيل باقية و نظام حكم الملالي في ايران سيزول ، اسرائيل لا تعادي الشعب العراقي واننا العراقيون يعادون اسرائيل ، يجب على الشعب العراقي ان يدرك هذه الحقيقة و يقبل بتعويض ممتلكات اليهود التي سلبها العراقيون في ايام الفرهود في عهد ثورة رشيد عالي الكيلاني ١٩٤١ - و لحد ١٩٤٨ ، ٍاسرائيل ستساعد في بناء العراق اذا تولى الحكم في العراق ناس حكيمين شجعان ، كفى تعيشوا في الاوهام و آن الاوان للشعب العراقي ان يعرف هذه الحقيقة و ان المكابرة و العنتريات لن تنفع و ستزيد الطين بلة