فضاء الرأي

الكلاب الضالة.. ظاهرة تدب الرعب في قلوب الاربيلليين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

متابعة ميدانية لظاهرة انتشار الكلاب السائبة في مدينة اربيل:
يعاني العديد من المواطنين في محافظة اربيل، وخاصة الاطفال، من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة أو "المشردة" و"السائبة" بشكل لافت في الشوارع والطرقات والساحات العامة، فضلاً عن انتشارها في المحلّات السكنية وقرب الدوائر الرسمية ومنها (أمام بناية محافظة اربيل) والشوارع الرئيسية في مركز المدينة وسواها.
تنتقل هذه الكلاب الضالة والشرسة في مجموعات بين 3 إلى 6 كلاب، تبحث عن بقايا الطعام والمخلفات التي يتم رميها من قبل المواطنين، ونباحها يملأ الأرجاء وتثير الرعب في قلوب المواطنيين وخاصة الاطفال، الذين لا يأمنون على حياتهم منها، ويحد من حركتهم خوفاً من تعرضهم للهجمات أو من أن تطال مخالب الكلاب اجسامهم.
وتشكل هذه الكلاب السائبة خطراً على حياة المواطنين، لأن بعضها مصاب بداء الكَلَب (rabies)* وهو عدوى فيروسية خطيرة تُصيب الدماغ وتنتقل عن طريق الحيوانات وتُسبب التهابًا في الدماغ والحبل الشوكي. وبمجرّد وصول الفيروس إلى الحبل الشوكي والدماغ، يصبح داء الكلب قاتلًا بشكلٍ دائمٍ تقريبًا.
ومن الجدير بالذكر ان اعداد الكلاب السائبة تقدر بـ 150الف الى 200 الف كلب ضال في عموم المدينة.
ان أكثر من يواجهون خطر الكلاب السائبة هم الأطفال الصغار لعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم سواء خلال ذهابهم للمدارس أو خلال تجمعهم للهو واللعب في الحدائق والساحات القريبة من منازلهم، فلا تكاد تمر بضعة أيام إلا وتقع حوادث عض وهجوم يتعرض لها المارة والمشاة من قبل هذه الكلاب الضالة، التي تشن هجماتها على شكل جماعات ما يقلل فرص النجاة، وحتى أصبح كبار السن يخشون الذهاب إلى المساجد فجراً والافران والمخابز، خشية تعرضهم لهجمات الكلاب السائبة الخطيرة، بالاضافة إلى منظرها غير اللائق الذي لا ينسجم مع طبيعة المناطق السكنية.

أين تكمن المشكلة:
المشكلة أن هذه الكلاب تهجم على الضحية على شكل جماعات لا تقل عن 5 كلاب وأحياناً أكثر، ما يجعل الشخص غير قادرعلى الدفاع عن نفسه وخاصة في المساء، حيث تكون في قمة توحشها اضافة إلى عواء ونباح مستمر يقلق الراحة ومصدر إزعاج، لا سيما في أوقات الليل.

طرق المعالجة:
هناك عدة طرق بإمكان الحدِّ من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والسائبة دون اللجوء إلى قتلها، على سبيل المثال لا الحصر:
اولاً: تكوين فريق ميداني لتصدي هذه الظاهرة، يضم جميع المختصين بمكافحة الكلاب، وإيجاد مكان لضمها وإبعاد خطرها عن السكان.
ثانياً: تعقيم إناث الكلاب لمنع عملية التكاثر وإخصاء الذكور وأيضًا تطعيمها من مرض السعار الذي قد يتسبب في كارثة حقيقية.

استطلاع الاراء:
استطلعت عددًا من آراء المواطنين للوقوف على تلك الظاهرة الخطيرة وغيرالحضارية في مدينة اربيل:
التقيت بالطفل مير حسن حول انتشار الكلاب الضالة في محلتهم الواقعة على طريق (كسنزا)، يقول مير حسن: ان ظاهرة وجود الكلاب الضالة اختفت من فترة، ولكن في الآونة الأخيرة نراها قد عاودت الانتشار بشكل لافت للنظر، حيث إن وجودها يُعدُّ مشكلة بهذا الكم الكبير في الشوارع وبين الحارات والأحياء السكنية ويبعث الخوف والترويع لنا نحن الاطفال وخاصة خلال تجوالنا او ذهابنا إلى الاسواق القريبة من بيوتنا لا سيما وقت المساء. إضافة إلى ان هذه الكلاب السائبة تشكل مصدر إزعاج لما تحدثه من نباح طوال الوقت وخصوصًا في وقت الليل، وهذا الوضع نشكو منه بشكل يومي.
وتقول الشابة ايمان محمد: في الواقع ان هذه الكلاب الضالة تهاجم كل من تجده في طريقها، وشهدت الآونة الأخيرة زيادة في أعدادها، وكثيراً ما نشاهدها تتجمع في نقطة واحدة وتقوم بمطاردة الاطفال والنساء، وكثيرًا ما نصحو في الليل على نباحها المتواصل وتسبب بذلك إقلاقًا لراحتنا وتبث الذعر في نفوس الأطفال والكبار، فلا نستطيع أن نترك الأطفال بدون مراقبة او مرافقتهم أثناء ذهابهم للدكاكين والسوبر ماركت، فالخطر من حولنا وخصوصًا من الكلاب المسعورة التي تحمل الكثير من الأمراض الخطيرة، إضافة إلى تخريب حاويات القمامة وبعثرة المخلفات والقمامة في الأرض أثناء بحثها عن بقايا الطعام وأن بعض هذه الكلاب الضالة تفترس الدواجن من المنازل، وهذا مؤشرعلى أن المشكلة باتت بحاجة لتدخل حكومي سريع وعاجل.

اخيراً:
اضم صوتي إلى اصوات اهالي اربيل واناشد الجهات المعنية بضرورة الوقوف على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والسائبة في الحارات والشوارع والحدائق العامة والتي تشكل خطراً حقيقياً على قاطني تلك الأحياء وهاجسًا طالما أشغل بالهم مسببًا حالة من الذعر والخوف في المجتمع من خلال مطاردتها المستمرة ومهاجمتها للعديد من الأشخاص وما تحدثه من عواء ونباح يقلق الراحة ومصدر إزعاج، لا سيما في أوقات الليل. إضافة إلى الأمراض والفيروسات الخطيرة التي تحملها لتنقلها للبشر.

ويبقى السؤال الاهم: إلى متى ستظل الكلاب الضالة والسائبة تقطن الشوارع والحدائق والمحلات السكنية في اربيل وتهاجم قاطنيها؟ من المسؤول الأول عن مكافحة والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وغيرالحضارية ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ينتقل فيروس داء الكلب الموجود في لعاب حيوان مصابٍ بداء الكلَب، عندما يعض هذا الحيوان، أو في حالات نادرة جداً، عندما يلعق شخصاً أو حيواناً آخر، وغالباً ما يكون هو الكلب في البلدان التي لا يجري فيها تطعيم بشكلٍ روتيني ضدّ داء الكلب، مثل العراق ومعظَم بلدان الشرق الأوسط. تنجم معظَم حالات الوفاة عن التعرض إلى العض من قبل مصاب بالعدوى. ومن الجدير بالذكر ان داء الكلب يؤدي إلى أكثر من 55000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنوياً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عاش قائد الامة الكوردية
بارزان بارزاني -

انا اعيش بالقرب من قصر الرئيس ، لا يوجد اي كلب ولا هم يحزنون ، هذه مجرد دعاية المحصرين ضد الدولة الكوردية .

شكرا ََ
نشميل احسان اربيللي -

اشكر الاستاذ القدير والكاتب القدير كاك شه مال عادل سليم على مقاله الهادف ، فوالله نحن لا نستطيع ان ننام ليلا بسبب عواء الكلاب الضالة . انها فعلا مشكلة كبيرة نعاني منها وظاهرة قبيحة ومزعجة جدا ، اتمنى ان تصل مناشدة الكاتب من خلال صحيفة ايلاف الغراء الى محافظ اربيل لمعالجة هذه الظاهرة . شكرا للكاتب شه مال عادل سليم وشكرا لايلاف .

بسيطة تعاقدوا مع شركة كورية
حمص الشام -

اذكر في السبعينات ان هذه الظاهرة كانت منتشرة في مدينة الرياض بشكل مريع وتتجمع حول حاويات الزبالة بشكل عجزت البلدية عن القضاء عليها ولكنها اختفت فجأة بعد دخول اول شركة مقاولات كورية

الى بارزان بارزاني
نشميل احسان -

تقول بانك تعيش بالقرب من قصر رئيسك في مصيف سري رش الذي اغتصبه بقوة وجعله مدينة له ولخدمه وحشمه وانت واحد منهم …! طبعا هناك لايوجد الكلاب السانية ولكن هناك كلاب جاسوسية تركية تحرس رئيسك ، الكاتب يتحدث عن الاحياء الشعبية ، تعال وسوف اريك الكلاب يا دم اصفر . فعلا ابو المثل ما خلى شيء نا قاله ( ان لم تستح فاصنع ما شئت … قال قصر بارزاني قال . .

الى نشميل إحسان،
حسن صالح -

أفضل ما في المقال هو التنويه الى معالجة المشكلة بطريق انساني لا يفتك بتلك الحيوانات البريئة، مثلما حصل في مصر و ربما في بلدان أخرى.