الحياة .. لغز ؟ أم وهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سُئِل أحد العباقرة عن السبب الذي يدفعه الى الإكثار من القراءة فقال: لأنّ حياة واحدة لا تكفي. تعلمنا الحياة والتجارب الكثير، وإنّ عمرًا من الأحداث والمواقف والفصول والحكايات والقصص لا يكفي لِنَسْبِرَ أغوارها ونكشف أسرارها ونفهمها فهمًا كاملًا ووافيًا.!
الحياة لغزٌ جميل ووهمٌ لذيذ.. لها ألف زاوية وألف انعكاس.. تجمع فيها كل التناقضات والأضداد.. برّاقة خدّاعة، تغري الحواسّ وتجذب العين.. مذاقها غدّار… فقد تغريك حلاوتها لبعض الوقت.. حتّى إذا ما ألِفْتها أذاقتك مرّها وويْلَها..!
هي هكذا الحياة، ترفِسُ من يلينُ لها، وتسبقُ من يُسايرها وتسرقُ منك كلّ ما تحبّه فيها..! لا تؤمن بالعادة، وتدمن المفاجآت، وتقوم على غرائب الأحداث! تخالفُ التوقّعات.. وكأنها تتعمّد أن تعلّمك دروسها في فنّ المستحيل!
مهما حاولنا أن نفهم الحياة سنبقى عاجزين عن تصويرها بشكل حاسم وحاتم.. كيف لنا أن نصف المتغيّر؟! الحياة مرتبطة بالإنسان الذي يعيش فيها.. وهذا الإنسان هو كائن متغيّر على الدوام، تقوم فطرته على التجديد والتطوّر والحياة هي انعكاس للسلوك البشريّ فيها..!
فهي تضرب لنا الأمثال والشواهد، وتسرد لنا القصص والحكايات، وتعلّمنا دروسًا وعبرًا لكي نفهم جزءًا من حيثيّاتها حتى نتمكّن من أن نعيش فيها.. غير أننا قد نصير "نحن" يومًا ما ومن حيث لا ندري دروسًا وعِبرًا لغيرنا!
وكأن الحياة تعاقبنا على عدم فهمنا لدروسها الكثيرة وعدم استيعابنا لمنهجها الطويل في مدرسة العمر! يا لها من مدرسة ويا للإنسان من طالبٍ بليد!! يتلقى الدروس درسًا تلو الآخر ومنهجًا تلو غيره ليدخل بعدها الى مختبر الحياة ويصير هو نفسه درسًا يُبنى عليه، وعبرة مشهودة!!
فاستعينوا بالصبر والصلاة في أمور الحياة كي تهون فيها الصعاب.. ولتجتازوا مراحلها بطمأنينة العارف بأنّها دار بلاء وأنّ العيش فيها اختيار لأهلها..!
وما أجمل قول الحسين بن علي رضي الله عنه في حديثه عن الحياة والدنيا: "الحمد لله الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء وزوال، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرته، والشقيّ من فتنته، فلا تغرنّكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها، وتخيّب طمع من طمع فيها".
التعليقات
عبثية الحياة
عابر سبيل -قال احد الفلاسفة: الحياة عبث لا جدوى منه طالما ان نهاية الانسان هو الموت!!.