لاحل للنظام الايراني سوى الرحيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد تجربة 43 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلاميـة الايرانية، يقف هذا النظام وبصورة ملفتة للنظر أمام منعطف حساس وبالغ الخطورة، منعطف غير مسبوق ذلك إن هذا النظام وبعد إفتضاح أمره أمام الشعب الايراني وأمام شعوب المنطقة وأمام العالم وخصوصا بعد أن أصبح العالم کله على إطلاع ودراية کاملة بنهجه العدواني الشرير الذي هو أساس کل المشاکل والمصائب، فإن الحقيقة التي صارت معلومة لدى قادة النظام هي إستحالة معالجة أزمته وإنقاذه من المصير المجهول الذي ينتظره، وإن ماقد أسفر عنه قتل دوريات الارشاد للشابة الکردية مهسا أميني من انتفاضة وطنية واسعة عمت جميع المحافظات الإيرانية (31 محافظة)، أثبتت بأن الشعب قد رأى في الظلم الکبير الذي لحق بهذه الفتاة البريئة هو نفس الظلم الذي يلحق بالشعب الايراني منذ قيام هذا النظام.
الشعب الايراني لم يعد يثق أبدا بالافکار والمبادئ التي دعا ويدعو إليها هذا النظام وإن الغطاء الديني الذي يتدثر به لم يعد ينفع بشئ ذلك إن الشعب الايراني صار يعي بأنه مجرد وسيلة من أجل بلوغ غاياته بل وحتى إن الدين صار وسيلة لإستخدام العنف والقسوة والابادة والقتل بحق الشعب، ولذلك فإن الشعب الايراني وبدلا من الالتفاف حول هذا النظام وتإييده صار يقف بوجهه ويواجهه ويناضل من أجل إسقاطه وإن الانتفاضة الحالية التي تجسد حقيقة موقف الشعب الايراني من النظام والذي يتزامن أيضا مع تلك التظاهرات الواسعة التي شهدتها نيويورك مع زيارة رئيسي لها وإلقائه کلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الشعوب العربية والاسلامية لم تعد هي الاخرى تصدق وتثق بشعاراته الرنانة التي إستغل ويستغل من خلالها الاهداف والقضايا التي تهم هذه الشعوب، وإن تدخلاته في بلدن المنطقة التي تسببت بدمار وخراب هذه البلدان ومعاناة شعوبها الامرين، وإن شعوب المنطقة وبشکل خاص التي يتواجد فيه نفوذه، ترفع صوتها ضد هذا النظام وتطالب بمغادرته بلدانها وتقف بوجه عملائه ومرتزقته، وإن هذا النظام الذي کان يزعم بأن بلدان المنطقة تشکل عمقا له، فإن مشاعر کراهيته ورفضه من جانب هذه الشعوب تٶکد بکذب زعمه بأن هذه البلدان تشکل عمقا استراتيجيا له، وإن خطاب الرئيس اليمني أمام الجمعية العامة قد فضح کذب مزاعم رئيسي بحرص نظامه على أمن وسيادة بلدان المنطقة.
على الصعيد الدولي، فإن هذا النظام إفتضح أمره على إنه البٶرة والمرکز الرئيسي للإرهاب في العالم وکذلك إنه مراوغ وکاذب ومخادع في المفاوضات النووية وإنه يواصل مساعيه السرية من أجل حيازة الاسلحة النووية، وحتى إن وصول المحادثات النووية الى طريق مسدود إنما هو بسبب إن النظام أساسا لا يريد التخلي عن مسعاه من أجل حيازة السلاح النووي، وهو عندما يبقى جالسا على طاولة المفاوضات فإنما هو يفعل ذلك من أجل ضمان أجواء مناسبة له لمواصلة مساعيه السرية، ولذلك فإن الممجتمع الدولي لايريد أن يلبي مطالبه المشبوهة مالم يبادر الى الخنوع للمطالب الدولية والتخلي عن مساعيه السرية.
المشکلة الکبرى للنظام الايراني إنه إضافة لکل ماذکرناه من طرق مسدودة بوجه النظام ووقوفه خائبا ذليلا أمام منعطف حساس وبالغ الخطورة کما ذکرنا آنفا، وإن الانتفاضة الحالية تدل بکل وضوح من إنه هذا النظام يواجه معارضة وطنية فعالة وقوية تمتلك قاعدة شعبية کبيرة وتتمثل بالمقاومة الايرانية والتي ومن خلال دورها الحيوي في داخل وخارج إيران ضد النظام الايراني أثبتت بأنها تعتبر وبحق البديل السياسي ـ الفکري لهذا النظام الذي مامن حل أمامه سوى الرحيل!