فضاء الرأي

كيف تتخطي آلام الماضي وتجدي صوتك الحقيقي؟ (3-10)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ما زلنا في رحلة داخل أنفسنا عنوانها "تحقيق السلام النفسي" من خلال الأتصال المتناغم بين كل مكونات نفسنا البشرية.
اليوم سيكون حديثنا عن الخرافات المرتبطة بمفهوم "حب الذات" وذلك قبل بدء حديثنا المرتقب عن مدى عمق وإيجابية "حب الذات" كمعنى وسلوك حياة يحتاجه كل إنسان للنمو، ليس بمرحلة بعينها وإنما النمو المُستدام بالشخصية إن صح التعبير.

** حب الذات هو أستخدام مستحضرات تجميل أو تلوين الشعر أوإرتداء ملابس أنيقة أو ما يمكن أن نطلق عليه ال "self care " تلك هي الخرافة الأولى والأشهر والتى يدعمها من يُطلقون على أنفسهم" مؤثرين" بالسوشال ميديا.
وبالطبع كل سلوكيات العناية بالذات "self care" هى جزء من حب الذات، ولكنها الجزء السطحي جدًا جدًا جدًا. فمن الطبيعي والتلقائي أنه عندما تحب ذاتك بالمعنى الحقيقي للحب، أن يكون مظهرك ورائحتك وجسدك ووو عاكسًا لهذا الحب في صورة تأنق، ولا أقصد هنا تأنق الماركات والموضة وإنما تأنق يتناسب مع حقيقتك التى تعرفها والتى لا يتشابه غيرك معك فيها.

** أن تحب ذاتك يعنى أن تكون مستحق لكل نتيجة إيجابيه دون عمل من أجل الوصول، خرافة ثانية يروجها البعض من العاملين في مجال التنمية الذاتية ممن يدعموا "الفشل" وينتهجوا "النصب" منهج حتى وإن حصدوا ملايين المشاهدات جراء منهجهم هذا. كل شيء بالكوكب من حولنا يرسل ويستقبل إشارات ليستحق ويتواجد، الشمس لا تسطع دون إشارات تبادلية مع القمر، الكون منظم حركته لها منطق ورسائل.
كذلك نحن بنى الإنسان نحتاج لأن نعمل على أهدافنا لنستحقها، ونعمل على مكانتنا حتى نصل لها، والطريق للأهداف والمكانة ليس مفروش بالورود أو بالأشواك وإنما بالتجربة والفهم للنتائج وأستمرار العمل والحركة. وذلك لا يتعارض مع أن قيمتنا كبنى أدم غير مرتبطة بنتائج أعمالنا فنحن مُقدرين لكوننا معجزة متُحركة ولكن فرق المكانة بين كل معجزة مُتحركة وغيرها يعتمد على العمل وليس الأستحقاق.

** الخرافة الثالثة عن "حب الذات" هي أفكار مرتبطة بالمنافسة أو أكثر إيضاح "المقارنة" فيتوقع البعض خاطئًا أن محبة الذات تُعنى أن تكون سيد الجميع الذي لا يقهر... الأسد الذي يأكل كل من بطريقة.
واقعيًا المحب لذاته لا ينافس سوى ذاته، يعمل ويجتهد على تطوير ذاته ليس من أجل إنتصار على أحدهم أو سحق عدو، وإنما من أجل أن يرفع مستوى أداء ذاته إنسانيًا، أن يكون الأفضل على كل نسخ ذاته القديمة. وبذلك يكون قصة تطور لغيره من البشر لمساعدتهم على التطور وفق ذواتهم وليس وفق الأنتصار عليه كذات.

** الخرافة الرابعة "حب الذات" يعني الحصول على كل معايير الثراء والتحقق وفق السائد إجتماعيًا، بمعنى أن كل مُحب لذاته سيكون ممتلكًا لبيت كبير وسيارة بالملايين ومتزوج ولديه أبناء ووو.
واقعيًا "حب الذات" ليس معناه كل تلك المفاهيم، ولكنه بذات الوقت لا يعني عكسها وإنما قبول "ذاتى" التى قد تكون مختلفه، فربما تكون أنت ليس من الموافق لمعاييرك أنت الزواج أو إنجاب الأبناء أو إقتناء مفردات الثراء المُعتادة، وكونك تلك "الذات" لا يُعني إنك لا تحب ذاتك. هناك أناس يرتاحوا بأمور أبسط من كل الثراء وأقل من معايير النجاح الاجتماعي المتعارف عليها.

** الخرافة الخامسة والأخيرة "حب الذات" يساوي "المثالية" أن تكون بلا أخطاء، إن كانت محبة الذات تساوي ذلك المعنى من لا أخطاء، فأن ذلك مؤشر على أمر واحد فقط "النفاق" وما يشمله من كذب وكبرياء.
المُحب لذاته ليس مثالي وغير مطلوب منه ذلك، المحب لذاته إنسان يفهم أخطاء بشريته ويعترف بها ويتعرف على كل أليات تحسينها بالإطلاع على تجارب السابقين دون أحكام، وتطوير ذاته دون نفاق وكذب وكبرياء أنه لا يخطيء أبدًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خواء المعلقة
كاميران محمود -

المقال أكثر من رائع حيث ان ما نحتاجه هو هذا النوع من الانسان الذي تحاولين (انتاجه) من حيث الرقي والرقة لكن ما يمكن معاتبتك عليه هو رضوخك لطلب احدى المعلقات لترك الكتابة باللهجة المصرية لان هناك ما يمكن تسميته بالوجدان الثقافي العربي حيث ان الدراما والسينما والاغنية المصريةاركان اساسية فيه وبسبب الفارق النوعي والكمي بينها وبين باقي الانتاج العربي حيث مستوى الابداع المصري يقزم غيره اولاولجمال اللهجة المصريةولوقعها.أما منيصعب عليه فهم اللهجة المصرية فيمكن ان نقول عنه(ها) معوق الوجدان او لاعلاقة له(ها)اصلا بهذا الوجدان فهل يعقل ان يكون هناك من يدعي امتلاك هذا الوجدان دون أن يكون قد قرأاشعار الفاجومي وجاهين وبيرم وبسبب كل ذلك اعتقدان الاسم الذي استعملته المعلقة (عربية) هوللتمويه فقط ومعناه أقرب للسيارة من ان يكون دلالة على انتماء ثقافي او قومي وأكاد أجزم من هي واقتراحها لايعكس الا حنقها بسبب افتقادها لكل ماسبق ولا تطيق الا الخواء الذي يلفها.تحياتي.