أوروبا و "انتخابات الردة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يكُن فوز اليمن المتطرف الإيطالي بالانتخابات العامة وحصوله على ربع أصوات الناخبين أمراً مفاجئاً، فقد سبقه إلى ذلك الأحزاب المنتمية لذات التوجه في السويد وبشكل أقل في فرنسا وألمانيا.
أصوات أوروبا اليوم هي أصوات جورجيا ميلوني وأولف كريسترسون ومارين لوبان وغيرهم، وكلها أصوات تمكنت خلال السنوات الماضية من زرع أفكارها في المجتمع الأوروبي، وهي أفكار لا يخفيها هؤلاء الزعماء والتي تركز على سردية تهديد المهاجرين -خاصة المسلمين- للعرق والثقافة الأوروبية، وهم ليسوا سواء دخلاء على المجتمع الأوروبي.
أوروبا اليوم ترتد إلى زمن مضى وانتهى زمن النزعة القومية التي كانت قلب الفاشية والنازية وغيرها من الحركات الراديكالية التي اكتوى بها الأوروبيين قبل غيرهم، وهي من أوصلت أوروبا إلى حروب مدمرة وصراعات قامت على إلغاء الآخر والتفوق العرقي والثقافي وسمو شعب على شعب آخر، والجميع وصل في نهاية الأمر وبعد كل الدمار الذي أفرزته هذه الأفكار إلى نتيجة حتمية بأن التعصب لا مكان له في أوروبا واليمين المتطرف لا يجب أن يجلس في سدة الحكم يوماً ما.
الأجيال الجديدة في أوروبا لم تكتوي بتلك الأفكار ولم تشهد حجم القتل والدمار الذي لحق بالشعوب نتيجة النزعة القومية، ولعل هذا المنفذ الذي نفذ منه الفكر اليمني المتطرف إلى الأجيال الشابة، ولعل السبب يمكن في أن أوروبا لم تكُن تريد أن تتحدث عن الماضي وأهواله لذا خرج جيل جديد لا يعرف شيئاً عن فظاعة تاريخ الأحزاب اليمينية المتطرفة، وهذا ما يفسره تزايد المؤمنين بالفكر العنصري والتطرف باعتبار ذلك حماية لأوطانهم وأعراقهم.
عودة الأوروبيون إلى النزعات القومية والعداء للآخرين تنمو بشكل كبير، وإلا كيف يفسر وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إيطاليا (إخوان إيطاليا) والسويد (حزب ديمقراطيو السويد اليميني) وتزايد تأثيره في فرنسا (التجمع الوطني) وألمانيا (حزب البديل) وغيرهم من الأحزاب التي بدأت تنشط في الشارع الأوروبي ولها الكثير من المناصرين والداعمين.
أوروبا قارة الاندماج المجتمعي والحرية وحقوق الإنسان وقبول الآخر بغض النظر عن عرقه وجنسه ودينه يبدو أنها مقبلة على مرحلة من العنصرية والتطرف الذي تغذيه أحزاب النزعة القومية وعُقد التفوق العرقي، وخطر هذا التوجه لن يقع في المقام الأول على العالم الخارجي بل أول مَن سيكتوي به "الاتحاد الأوروبي" وقد نشهد قريباً انسحابات متتالية من الاتحاد فلطالما تحدث زعماء أحزاب اليمين المتطرف عن فكرة الانسحاب وتنفيذ استفتاءات مشابهة لما حدث في بريطانيا.
أوروبا لطالما حاربت الأحزاب المتطرفة وروجت للاعتدال والانفتاح ووصل بها الأمر إلى معاقبة الكثير من دول العالم والتنمر عليها بحجة أن أحزاباً وتيارات متطرفة متغلغلة في تلك الدول، ولكنها نسيت أن تحارب هذا الفكر وتمنع تغلغله بين شبابها فكانت النتيجة أن العالم ابتعد كثيراً عن تلك التيارات فيما أوروبا ترتد إليها ومن خلال عملية ديمقراطية شفافة تؤكد وجود هذا الفكر وانتشاره بين الأوروبيين.
بالمحصلة فأن وحدة أوروبا على المحك، والأمور تسير لصالح اليمين المتطرف في العديد من الدول، ووصولهم إلى الحكم في إيطاليا والسويد سيشجع أحزاب يمينية أخرى على انتزاع الحكم في دولها، ويبدو أن "السيدة العجوز" بدأت تحتضر فقد طالت فترة العجز واقتربت لحظة الموت على يد تيارات يمينية عاثت سابقاً فساداً ودماراً في الأرض وها هي اليوم تعود ومن بوابة الديمقراطية الغربية.
التعليقات
شرعا لا يمكن للمسلم الجمع بين الالتزام بدينه و الولاء لدولة كافرة ،. يجب ان يترك احدهما
لطيف عباس السامرائي -استوقفتني في هذه المقالة العبارة التالية " تهديد المهاجرين -خاصة المسلمين- للعرق والثقافة الأوروبية، وهم ليسوا سوى دخلاء على المجتمع الأوروبي. … … الخ * يعني هل اي انسان يفكر بصورة عقلانية و منطقية عنده شك في هذا الامر ؟ طبعا المسلمون دخلاء على المجتمع الغربي الذي لطالما اجدادهم حاولوا و حلموا بغزو اوروبا و لم يكفوا عن محاولات غزو اوروبا الا بعد نهضة اوروبا علميا ، كيف لا يعتبر المسلمون دخلاء على المجتمع الاوروبي ، المسلمون بعظمة لسانهم و بكل صلافة يعلنون رفضهم للقيم الاوروبية و عدم استعدادهم للاندماج في المجتمع الاوروبي و هم شكلوا لانفسهم في كثير من المدن الاوربية غيتوهات تخاف الشرطة الاوربية الدخول فيها ! كيف لا تعتبرهم دخلاء ؟ اندماج المسلمين مع المجتمعات الاوروبية غير ممكن فقهيا و شرعيا استنادا الى النصوص الدينية الاسلامية المستمدة من القرآن ، المسلم ممنوع عليه الولاء للكفار و الاخلاص لهم و التشبه بهم ، يعني المسلم الذي يخلص للكفار و يتشبه بهم اصبح منهم و خرج عن الاسلام ، لا يمكن للمسلم ان يجمع بين الولاء لدينه و الولاء للدول الاوروبية الكافرة ، هذه بديهية يريد البعض المسلمون القفز عليها اما جهلا او تقية لقد حاولت الحكومة الخفية التي تحكم الغرب بما تملكه من سيطرة على وسائل الاعلام و النفوذ الكاسح المؤثر على البرلمانات بكل وسيلة تشريع قوانين تسهل فيها هجرة المسلمين الى الغرب و بالضد من مصلحة الشعوب العربية ليس حبا بسواد عيون المسلمين و لكن كرها بالسعولجب الاوروبية و خوفا من ظهور هتلر جديد و لهذا ا تأت افضل وسيلة لاستمرار حكمها و سيطرتها من خلف الكواليس على الحكومات الغربية هو تفتيت و تمزيق نسيج المجتمعات الاربية و جعلها متكونة من كيانات متصارعة و افضل طريقة هي استقدام المسلمين الذين معروف عنهم تمسكهم بدينهم و رفضهم
فوز الاحزاب التي لا ترحب بالمهاجرين هل هذا الامر غريب يا سيد عمر عليمات ؟
عباس السرامرائي -أين الغرابة في ان ترفض الاحزاب اليمينية( بالاحرى الوطنية) الغيورة على اوطانها و مصالح مواطنيها غزو المسلمين لاوروبا ؟ الجالية المسلمة ولاءها ليس لاوروبا و هذا ليس امر خفي او سري ، المهاجرون المسلمون هم يعلنون عن هذا بصراحة و لا يخفون رفضهم للقيم الاوروبية و هم ممنوع عليهم شرعا موالاة الكفار ! ما هو غريب هو هروب المسلمون خير امة اخرجت للناس من بلدانهم التي ترفرف فيها راية الاسلام عالية و تحايلهم و توسلهم بالدول الكافرة ان تقبلهم كلاجئين ؟ هل سمع احدكم عن دولة مسلمة تقبل بهجرة ناس كفار اليها ؟ تصور لو هناك جماعات من الكفار يعلنون صراحة عداءهم للاسلام و لا يخفون نبتهم و رغبتهم في تخريب هذه الدولة المسلمة ! فهل هناك غرابة اذا رفض مواطني الدول الاسلامية هجرة هؤلاء الكفار الى بلدانهم ؟ المسيحيين العائشين في اغلبية الدول الاسلامية لم يأتوا مهاجرين بل هم اهل البلد الاصليين و تم غزو دولهم من قبل المسلمين القادمين من الجزيرة العربية و الدين المسيحي لا يحرض اتباعه على الجهاد و قتل الكفار و مع هذا يتم مضايقتهم و الاعتداء عليهم و حرق كنائسهم مما اضطرت الاغلبية الساحقة منهم الفرار من هذا التعسف و عيشة النكد التي يعيشون فيها بينما الجهاد في الدين الاسلامي و قتل الكفار و غزو دولهم هو اعلى درجات الالتزام بالدين و إله المسلمين يكافئ المجاهدين باعلى منزلة في الجنة و اكبر عدد من الحوريات و الغلمان ؟
يا جهبذ
كاميران محمود -اعتقد ان الواجب يحتم عليك الكتابة عن ما تدعوه باليمين المتطرف في بلدك ان كنت تعرف معناه لتنوير القراء .اولف كريسترسسون يقود حزب يمين الوسط في السويد ولا علاقة له بالحزب القومي (ديمقراطيو السويد) وقائد الاخير اسمه اوكسسون. واذا كانت النزعة القومية في اوربا تمثل قلب الفاشية والنازية فماذا تمثل تلك النزعة في بلدك؟ ومسألة العداء للمهاجر المسلم الملتزم (الفاشي الديني) سببه تحويل هؤلاء غيتواتهم لمراكز لتجارة المخدرات ولقيادة الاجرام المنظم وخروجهم منها يكون في اوقات عملهم (الجرائم) في نفس الوقت الذي يحصلون فيه على معونة العاطلين التي تأتي من جيوب دافعي الضرائب. مقالك عموما يفتقر الى المعلومات الاساسية التي تمكن من تحليل ظاهرة تنامي الميول القومية في اوربا وكله تخبط..