فضاء الرأي

آلية القضاء على الفساد‎‎

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الفساد يعني استغلال السلطة بطريقة بشعة لتحقيق مكاسب شخصية او حزبية ضيقة وعلى حساب المجتمع في حالة غياب الدولة.

اما في حالة وجود الدولة فيضيق الخناق على الفساد ويكاد يكون معدوما لانه وبحسب المختصين ان في دولة المؤسسات ما لا يقل عن اثني عشرة جهازا مسؤولا عن محاربة الفساد كجهاز القضاء والنزاهة والرقابة والمحاسبة وجهاز امني مختص وانتروبول وغيرها من الاجهزة المختصة الاخرى.

في حالة غياب الدولة تتوقف تلك الاجهزة عن العمل فينتعش الفساد، فإنتعاش الفساد في العراق كان منذ زمن بعيد لسببين الاول هو النظام الديكتاتوري السابق الذي لوى عنق الدولة وصادر مؤسساتها من اجل السيطرة على المال العام لخلق قاعدة شعبية موالية للحاكم المطلق وليس للوطن والسبب الاخر هو استيلاء الاحزاب السياسية بكل توجهاتها بعد عام 2003 على السلطة في البلاد فإستمرت بعملية مصادرة مؤسسات الدولة من اجل الاستحواذ على المال العام لتقوية تلك الاحزاب على حساب الدولة والمجتمع وهذا ما صرح به الكثير من السياسيين امام الاعلام.

فأشكال الفساد متعددة منها نهب اموال البلد والسيطرة على الممتلكات العامة العائدة للدولة وكذا غياب الخدمات التي تعود بالنفع على المواطنين واهمال البنى التحتية كالمصانع والمعامل والمزارع والحقول والمؤسسات التعليمية والصحية وغيرها.

بناءا على هذا الاساس قرر ملايين العراقيين منذ سنين التظاهر السلمي تعبيرا عن رفضهم للفساد والمطالبة بتحقيق الخدمات وفي ذات الوقت تضامن الكثير من السياسيين مع المتظاهرين واطلقوا العهود والمواثيق لتحقيق مطالب الجماهير فحدثت هنا اشكالية كبرى للطرفين المتظاهر والسياسي المتحمس على حد سوآء. فالمتظاهر اصبحت مسألة تحقيق مطالبه امرا مستحيلا والسياسي عجز عن تنفيذ وعوده واصبح كذابا بنظر الكثير من المواطنين وربما هو كان صادقا في مسعاه وذلك كله بسبب شلل او توقف مؤسسات الدولة عن العمل وبضمنها تلك التي تنجز الخدمات او تحفظ المال العام.

وبعد هذا التوضيح ادركنا ان آلية القضاء على الفساد لم تكن المظاهرات ولا وعود السياسيين بل الآلية هي بناء دولة المؤسسات التي تاخذ على عاتقها تفعيل قوانين وضوابط عمل كل مؤسسة على حده لكي تقوم بواجبها.

اما مسألة بناء دولة المؤسسات التي تقضي على الفساد فهي مسؤولية كل مواطن عراقي ومن مختلف شرائح المجتمع كل حسب قدراته وخبراته ودرجة انتمائه للوطن.

#فضاءـالرأي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فسر الماء بالماء ! الكاتب ! اين الالية التي نوه اليها عنوان المقالة ؟
فادي فرنسيس -

انا توقعت من عنوان المقالة ان الكاتب سوف يكشف لنا آلية للقضاء على الفساد ، و لكن لم نجد تلك الآلية ، اكيد في الدولة القوية المحترمة يندر الفساد و مسؤولية المواطن عن بناء الدولة القوية امر مفروغ منه. و لكن المسؤولية تختلف عن الآلية ، الآلية هي خطوات عملية يجب اتخادها لمحاربة الفساد ، كيف نبني دولة قوية تمنع الفساد مع علمنا بوجود فساد متغلغل و متعشعش في الاجهزة التنفيذية و التشريعية و القضائية ؟ هناك حلقة مغلقة يدور فيها المجتمع العراقي و هي ان الفساد يمنع بناء دولة قوية و عدم وجود دولة قوية يشجع على نمو الفساد ، العراق لحاجة الى كسر هذه الحلقة للقضاء على الفساد، الفاسدون ما راح يقبلون بالتخلي عن امتيازاتهم بصورة طوعية و ليس من مصلحتهم ان تكون هناك دولة قوية ، مسؤولية المواطن يجب ترجمتها الى خطوات عملية واحد اثنين ثلاثة و هذه لن تتم بسهولة ؟ تتطلب شعب واعي و مضحي و يفكر بإخلاص لمصلحة الوطن و ان تكون الاولوية هي مصلحة الوطن قبل مصلحته هو و ان لا يقدم المواطن على خطوة فيها ضرر لمصلحة الوطن و على حساب المواطنين الاخرين ، اللي حاصل حاليا و يمنع بناء دولة قوية هي عقلية النهب و السرقة للسياسيين الذين استلموا السلطة بدءا من رؤساء مجالس الحكم و الوزراء و البرلمانيين الذين شرعوا قوانين خصصوا فيها لانفسهم رواتب و امتيازات و راتب تقاعد خيالي مدى الحياة ، و محاولات السياسيين الحصول على امتيازات للعشيرة و ابناء مذهبه على حساب مصلحة الناس الاخرين من عشيرة مختلفة او من قومية او مذهب او دين مختلف هذه العقلية يجب القضاء عليها و و الغاء امتيازات البرلمانيون و الوزراء و الجهاز القضائي و الرؤساء الثلاثة و نوابهم و الذين يستهلكون ثلث ميزانية العراق ، و يتطلب اجيال يتم تربيتها على هذه المفاهيم و معلمين كفوئين و الشيء الاخر هو الشجاعة و التضحية لمقاومة الفاسدين فالفاسدون لن يتخلوا عن امتيازاتهم بسهولة فيجب رفع الصوت ضدهم بصورة عالية و يتطلب عدم انتخاب الفاسدين مرة ثانية ، ثالثا يجب على المواطن العراقي الكف عن النفاق و المداهنة و التذلل للحصول على امتيازات غير مشروعة و في نفس الوقت هذا المواطن المنافق يصبح اكبر مشاغب و مشاكس عندما لا يتم تنفيذ مطالبه الغير مشروعة