فضاء الرأي

إيران تقصف العراق وتشكوه..!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يُشعِرك الخبر بخليط من الضَحك والسُخرية والإستهزاء لتنتهي حالتك الهستيرية بالوصول إلى حالة الإنفعال بضرب يدك كفاً بكف.

إيران تشكو العراق إلى مجلس الأمن لمنع إعتداءات الجماعات المُناوئة والمعارضة لها التي تتخذ الأراضي العراقية مُنطلقاً لهجماتها حسب التبرير الإيراني.

عند سماعك الخبر للوهلة الأولى سيُراودك شعور متناقض ممزوج بالإستغباء أن إيران تلك الدولة الضعيفة التي لاحول لها ولاقوة ولاتستطيع أن تصد الإعتداءات العراقية المُتكررة التي يستقوي بها على جيرانه، وإن العراق ذلك البلد المارق الذي كان سبباً في قطع الأنهار والروافد عن جارته، تلك الأرض المجاورة التي تنقل إلى جيرانها كل أنواع المخدرات وحبوب الهلوسة.

إيران التي يدخل قادتها ومسؤوليها إلى العراق متى مايُريدون، وكيف يشاؤون حتى دون عِلم الحكومة العراقية.

تقديم إيران شكواها إلى مجلس الأمن ضد العراق ربما يُعطي الخبر إيحاءاً بأن العراق أصبح من القوة والجبروت بحيث بات يُهدد جيرانه، وكعادتها في الإلتزام بالقرارات الأممية فَضّلت الجارة أن تكون تجاوزات العراق على طاولة الأمم المتحدة.

لا أدري كيف كانت ردود أفعال أعضاء مجلس الأمن وهم يستمعون إلى الشكوى الإيرانية؟ هل سَخِروا وضَحِكوا منها كما فعل أكثر العراقيين، أم إتخذوها على مَحمل الجد؟ وماذا عَلّق أصدقاء إيران في الحكومة العراقية على هذا التظلّم؟.

سنوات عِجاف مَرّت على العراقيين وإيران تقصف أراضيهم بالمدفعية والمُسيّرات والصواريخ لم تتقدم الحكومات المُتعاقبة بشكوى واحدة على الأقل وتضعها على أدراج الأمم المتحدة، هل هي من سُخريات الأقدار أم من مهازل السياسة؟.

النتيجة أن حجم الخراب في السيادة العراقية كان واضحاً وكبيراً بحيث لم يعد ينفع أي ترقيع معه.

أجمل توصيف يُمكن وصف العلاقة بين إيران والعراق بمقولة "ضَرَبني وبكى، وسَبَقني وإشتكى" حيث لم أجد تعبيراً أكثر دِقّة لهذا الفعل.

المأزق الداخلي والتوترات التي تمر بها إيران من مظاهرات وإحتجاجات وفوضى جعلها تفكّر في خلط الأوراق أو حتى تتخيّل أن الماء الملوث من الممكن أن يُصبح صالحاً للشرب، لكنها كانت واهمة لأن هذا الماء لايُمكن شربه مهما بلغت درجة نقاوته.

لم تجد إيران غير العراق ذلك البلد الضعيف المُستسلم لواقعه وقدره لكي تشكوه للأمم المتحدة فلا تستطيع أو حتى تجرؤ أن تتقدم بشكوى واحدة على الأقل ضد موجة الإغتيالات التي طالت ضبّاطها من الحرس الثوري على يد الموساد الإسرائيلي، ولاتستطيع أن تُفصح عن خفايا مَن يقصف مراكزها وحشودها المُتمركزة على الأراضي السورية أو حتى داخل الأراضي العراقية التي تصول بأجوائها الطائرات الإسرائيلية كما لو كانت في نُزهة.

إيران تشكو العراق الذي غابتْ عنه السيادة وضاعتْ هيبته عندما إستولى عليه لصوص وسُرّاق ومصاصي دماء لم تعني لهم كلمة وطن أي معنى في مُذكرات حياتهم، لايعرفون معنى السيادة، فَقَدوا وطنيتهم، مُرتزقة لاهمَّ لهم سوى الإنقضاض على خيرات البلد أو ماتبقّى منه، أمّا سيادته وكرامته وأمنه فلتذهب جميعها إلى الجحيم.

إيران تشكو العراق الذي تقصفه وتتجاوز على أراضيه كل يوم، ربما غاب عنها أنَّ من تشتكي عليهم في الحكومة هم أصدقائها أو من تحتفظ بعلاقات وطيدة معهم إلى حد الشراكة وإنها تُدين نفسها من خلال شكواها على هؤلاء لأنه إعتراف مُبطّن بفشلهم، وليتهم كانوا يُحسنون الحفاظ على سيادة البلد والوطن.

العراق الذي كان في يوم من الأيام يُطلق عليه عنوان (بوابة الأمة العربية) أصبح بلداً هزيلاً يحتضر وصورة مشوّهة لنظام سياسي معوّق بات لايستطيع الحفاظ على أمنه وسيادته.

وطن تنقضّ عليه دول جوار كما الإنقضاض على الفريسة حين تم نزعه أثواب الوطنية والسيادة والحفاظ على شرف الأرض.

هل يُمكن المقارنة بين عراق اليوم والأمس؟ سؤال بالتأكيد إجابته معروفة مُسبقاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شعب معممين وتجار مخدرات ومهربين نفط
خالد -

لنفس الاسباب اندلعت ااحرب العراقيه الايرانيه بالثمانينات. ايران كانت تقصف القرى والمراكز الحدوديه وتسعى لتصدير ثورتها للعراق. في ذلك الحين كان هناك نظام وطني صارم وحازم تصدى للايرانيين وادبهم. ولكنه ايضا ظلم مواطنين ابرياء مثل الكورد الفيليله وطردهم لايران. اليوم في بغداد مجموعة لصوص تحكم بالنار والحديد وينتقمون انتقام الجبان من الوطنيين. ليس لهم ذرة انتماء..سرقوا مقدرات البلد وحلمهم ان يكونوا عملاء لايران. وما عجزت الة ايران على تدميره، اجهز عليه جيش المعممين الذي غزى العراق كالجراد بعد ٢٠٠٣. فالذي ليس له حرفه او شهاده شد له عمامه وقام يغرد بالخرافات والخزعبلات وليس افضل من اهل العراق لهذه البضاعه الرديئه. ان كان صدام دمر العراق قبل ٢٠٠٣ فان نوري المالكي بيض صفحته بعد ٢٠٠٣.