في ذكرى تأسيس الجيش العراقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
6 كانون الثاني، 1921 هو يوم تأسيس الجيش العراقي المغدور. وبهذه المناسبة تعالوا نبحث عمن كان، حقا وواقعاً، مرتكبَ جريمة حله، وطرد قادته وضبطه وجنوده، واستبداله بجيش مُلملم من دكاكين الأحزاب والمليشيات المنفلتة ليصبح للدولة العراقية الجديدة جيش معاق متسول مطأطأ الرأس أمام سطوة الأحزاب الحاكمة الجديدة التي لا تجيد سوى التعالي على الدولة، وإهانة كرامتها، والعبث بسيادتها، مقابل إطلاق أيدي قادتها في موانئها ومطاراتها ومنافذها الحدودية، ولكي يتقاسموا نفطها وغازها، وينهبوا خزينتها، باعذار وشعارات ثبت أنها، كلها، مغشوشة وأبعد ما تكون عن الحقيقة، وأنهم ليسوا أكثر من قطاع طرق بثياب حكام، بلا شرف ولا وطنية ولا وجدان.
وعند الحديث عن قرار حل الجيش العراقي، تتضارب التعليقات، وأغلبها يُحمل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر جريرة هذه الخطيئة القاتلة.
ولكن الحقيقية، وهذه شهادة للتاريخ، هي أن أشد المطالبين بحله والمصرين على ذبحه من الوريد إلى الوريد كانوا قادة الحزبين الكرديين، مسعود البرزاني وجلال الطالباني، وخيول إيران، عبد العزيز الحكيم وأحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري ومحمد بحر العلوم وموفق الربيعي، فقط لا غير.
نعم، قد يكون حل الجيش هوغاية المخطَّط المُقَر والنافذ لدى إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن. ولكن كان على الموظف المكلف بالتنفيذ، بول بريمر، أن يستدرج حلفاءه العراقيين، ومرجعية السيستاني، إلى تبني هذا المطلب الخطير، ليظهر أما الشعب العراقي وغيره من شعوب المنطقة والعالم بريئا من دم هذا الجيش خوفا من أن يجعل مهمة الأمريكيين في العراق رحلة صيد غير ممتعة وغير خالية من الآلام.
فقادة الأحزاب الكردية يكرهون الجيش العراقي لأنه كان الأداة التي استخدمها صدام حسين ضدهم ليعاقبهم على تآمرهم عليه وعلى الوطن والجيش، ولينتقم من قيامهم باحتلال أجزاء مهمة من المدن والقرى العراقية لصالح إيران، في أيام ما صار يُعرف بحرب الخميني وصدام.
أما إيران وخيولها في العراق فلا يسرها سوى الانتقام من هذه المؤسسة العسكرية الضاربة التي لم تسمح سابقا، ولن تسمح لاحقا، بجعل الوطن العراقي ولاية ملحقة بامبراطورية الولي الفقيه.
وحملات التهديد والاغتيال والخطف التي استهدفت وما زالت تستهدف كبار الطيارين والضباط العراقيين العرب، (شيعة وسنة)، الى اليوم، ليست سوى حملاتٍ منظمة تقف وراءها إيران.
يضاف الى هذا سببٌ آخر، وهو خوف السياسيين الجدد الذين أورثهم الغزو الأمريكي الأرض وما تحتها وما فوقها من احتمال أن يكون هذا الجيش (القوي المتماسك) مانعَهم من تدمير الدولة وتمزيقها وتهميشعا ونهبها وإذلال أهلها، وحائلا دون قيام دولة الطوائف الجديدة، واقتسام الغنيمة.
والذي يؤخذ على بريمر، وليس على حلفائه العراقيين، أن قرار الحل جاء مفاجئا وعاجلا دون تأمين الحقوق والتبعات المالية والتعويضات العادلة لضباط وجنود الجيش المسرحين، وباقي المنتسبين إلى المؤسسات العسكرية والمدنية الأخرى التابعة لوزارة الدفاع والحرس الجمهوري والأمن الخاص.
هذا من ناحية. ومن ناحية مقابلة فإن خطيئة طرد مئات الآلاف من الضباط والجنود من الخدمة، دون تعويض، وفرت دعما غير محدود لتنظيم القاعدة ووريثها تنظيم داعش الإرهابي بعد أن اضطر عدد كبير من العسكريين المطرودين من ذوي التجارب الغنية في التصنيع العسكري وفنون استخدام الأسلحة المتنوعة وقتال الشوارع إلى البحث عن معين ومعيل.
ويصف لنا بريمر في مذكراته حجم جهله السياسي والثقافي، وهو يقرر لنا، نحن العراقيين والعرب، أن النصر الأمريكي في العراق، لم يكن ممكنا تحقيقه دون مسح الدولة العراقية من الوجود، ومنح الشطار السبعة، عبد العزيز الحكيم وابراهيم الجعفري وأحمد الجلبي ومحمد بحر العلوم وموفق الربيعي ومسعود البرزاني وجلال الطالباني، وحدهم، مفاتيح الكيان الجديد، وكل السلاح، والسلطة وكل المال.
فقد أوهموه بأمور تبيَّن له فيما بعد أنها غير صحيحة وغير حقيقية، وجعلوه ينقل الى رئيسه، بوش الإبن، كل معلومات مزورة عن الشعب العراقي وتاريخه العريق.
حتى الرئيس بوش نفسه لم يخضع لحملة تثقيف مخلصة من حلفائه العراقيين. فقد أعلن أمام رند الرحيم وكنعان مكية وحاتم مخلص في البيت البيض، قبيل الغزو بقليل، أنه (لم يكن يعلم بأن العراقيين شيعة وسنة، بل كان يعتقد بأنهم جميعا مسلمون).
وقد ظل بريمر يكرر في مذكراته أنه لم يتوقف عن طلب النجدة والبركة من السيد السيستاني لتذليل كل عقبة كان يضعها الشطار الشيعة في طريقه.
أما السنة فإنه يروي لنا أنه اعتقد بأن غازي الياور وعدنان الباجه جي ونصير الجادرجي ومحسن عبد الحميد فيهم الخير والبركة، وأنهم وحدهم قادرون على لجم المعارضين السنة، وهم فئة قليلة مشاكسة متضررة ستنتهي مقاومتها ببعض القتل، وهدم بيوت، ومداهمة الأسر الآمنة.
وبين هذا وذاك كانت جميع الدول (الجارة) و(الشقيقة)، دون استثناء، تحرص على عدم إغضاب حليفهم الأمريكي حتى وهم يرون أنه يسلط إيران الخميني، بفكرها الطائفي المتخلف، وبعدوانيتها ودمويتها، ليس على العراقيين وحدهم، بل على شعوب دول الجوار كافة. وهذا الذي كان، ومازال، وسيبقى يكون.
إن حل الجيش العراقي 2003 كان مثلبة كبرى، وخطيئة لا تغتفر، سيحاسب التاريخ من ارتكبها ومن شارك بصمته في ارتكابها. لسبب بسيط، لأنها أسست لكل ما حدث بعدها من خراب وقتل ودمار وضياع عدالة وكرامة وأمن وأمان.
والآن، وقد أصبحت أعداد العراقيين القتلى والمغدورين والمغيبين والمهجرين والهاربين إلى المنافي (المسجلين رسميا) بالملايين، وقتلى الأمريكيين بالالاف، وبعد خراب البصرة وبغداد والموصل والفلوجة والنجف والرمادي، ودمشق وبيروت وصنعاء، أما آن الأوان ليكفر الرئيس الأمريكي عن ذنوب إدارات أسلافه السابقين، وفينجد الشعب الإيراني الخارج إلى الموت أو النصر، ويحرر العراق ويريح المنطقة من هذا الكابوس، ويستريح؟؟
التعليقات
لماذا ..وبأى وجه ؟
فول على طول -يقول الكاتب : أما آن الأوان ليكفر الرئيس الأمريكي عن ذنوب إدارات أسلافه السابقين، وينجد الشعب الإيراني الخارج إلى الموت أو النصر، ويحرر العراق ويريح المنطقة من هذا الكابوس، ويستريح؟؟ انتهى الاقتباس ..والسيد الكاتب يستنجد بأمريكا ..ونحن نسأله بأى وجه تطلبون من امريكا أن تخلصكم من كوابيسكم ؟ امريكا أنقذتكم من صدام ومن طالبان ..ماذا كانت النتيجه ؟ وماذا تقولون عن امريكا غير قبيح الكلام والاتهامات ؟ ولماذا تحارب امريكا حروبكم أو تحارب عنكم ؟ ومتى ستنتهى حروبكم ؟ ونقول تانى أم هذا يكفى ؟
تابع ما قبله
فول على طول -وكما قال سيدنا ترمب رضى الله عنه وأرضاه أنكم شعوب عبثيه ومنطقتكم عبثيه وحروبكم عبثيه ولن تنتهى ..صدق سيدنا ترمب - ومنذ متى كان الشرق ينعم بالسلام ؟ منذ بدء الدعوه المحمديه وحروبكم فيما بينكم ساخنه وتسيل الدماء أنهار ..والقاتل والمقتول مبشرون بالجنه كلهم مع أن الحديث الشريف جدا يقول أنكم فى النار - اذا تقاتل مؤمنان فالقاتل والمقتول فى النار- ونحن نسأل وماذا عن موقعة الجمل بين السيده عائشه حبيبة القلب وبين على بن أبى طالب ابن عم أشرف الخلق ..هل فى النار أم فى الجنه ؟ ربكم يشفيكم يا بعدا على الصبح .
جیش عنصری و مجرم
ئامانج -هل فقط صدام استعمل العراقی کوسیلە لمعاقبە الاکراد؟ ماذا عن جیش العراقی ابان حکم نظام الملکی، او النظام الجمهوری بدایە من حکم عبدالکریم و حتی صدام. الاکراد یا سید ابراهیم، لم یکنوا و لیسوا قطاع الطرق کی یعاقبوا بالقنابل النابلم و الفسفوریە و الکیمائیە. الجیش العراقی، کان و ما یزال اداە لقمع الشعب و تقویە قاعدە ارکان الحکم فی بغداد، نحن الاکراد نفتخر ان نکون سببا فی تشتیت هذا الجیش العنصری العروبی الغاشم.
حل الجيش العراقي, غير مؤسفين
برجس شويش -كان حل الجيش العراقي البائد ضرورة تاريخية واولى الخطوات الصحيحة على انهاء الحقبة السابقة والى الابد, فلو تم الحفاظ على الجيش البعثي العقائدي والعنصري والذي ابدا لم يكن جيشا وطنيا لقام ضباطه بانقلاب عسكري على العملية السياسية وارجاع العراق الى الحقبة السابقة المظلمة. نعم , يا سيدي الكاتب من حقنا نحن الكورد ان نكره الجيش العراقي وننتقم منه , الجيش الذي ارتكب الفظائع والجرائم الكبرى بحق شعب كوردستان من انفالات والمقابر الجماعية وشن حروب ابادة , شعب كوردستان لم يتأمر على الدولة العراقية وانما العكس هو الصحيح, الدولة العراقية كانت ولاتزال تسلب حقوق شعبنا الكوردستاني فمن حقنا الشرعي ان نقاتل الدولة وجيشها لاسترداد حقوقنا الوطنية والقومية التي سلبتها. الذي يسلب الحقوق هو المتأمر وهو اللاوطني وليس الذي سلب حقوقه. شعبنا الكوردستاني ناضل وضحى من اجل حقوقه المشروعة والوطنية وانتصر على العنصرين والجيش العراقي والنظام البائد الذين منيوا بهزيمة نكراء.