فضاء الرأي

على الأقل إتركوا لنا إختيار الأسماء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ندما يتسرّب إلى مُخيّلتك المُتعَبة وعقلك الباطن المُرهق بِهموم الحياة وقُصص السياسيين التي تُضحكنا وتُبكينا خبراً تقرأه وتسمعه أنَّ إيران وإتّحادها لِكُرة القدم إحتّجوا أمام الفيفا على إستخدام (لقب مجهول)! لِبطولة خليجي البصرة 25 بإعتباره كلمة وهميّة بدلاً من اللقب الذي يحفظونه للخليج الفارسي الذي يتغنّون به.

يُساورك الشّك أنّك في المكان والزمان الخطأ، أو أنّك وقعت في دائرة الداخل إليها مفقود والخارج مولود أو حتى متاهة اللاوعي وفُقدان الذاكرة بعد أن أصبَحتَ تستجدي حتى إسمك من الجارة الشرقية!.

إنتَزعوا من البلد كُل شيء، لم تبقْ سوى العروبة وعنوانه العربي ليُحاولوا حذفها من السجلات، ونشكر الله ونمّتن له الذي أنزل القُرآن باللغة العربية وليس الفارسية ولولا ذلك لأصبحتْ الجارة تتفضّل علينا بدخول الجنّة.

ذلك ما تبقّى لنا من الإنتماء، حتى الرياضة وعالمها يُريدون تجييرها لِصالحهم بعد أن أصبح إقتصادنا وسياستنا وحتى السياسيين من حُصّتهم ورضاهم ومباركتهم .

لم يتركوا لنا حتى الفتافيت لِنعتاش عليها أو نعيش منها فقد إنقضّوا على كل شيء.

أضحكتنا قبل فترة فِكرة أنَّ إيران تشكوا العراق في الأمم المتحدة لأن أرضه تُستخدم لإنطلاق الجماعات المُناهضة للنظام الإيراني، مع إن الجارة! لاتخفي أصوات مدافعها وقنابل مُسيّراتها التي تسقط على رؤوس العراقيين.

لا يتعلمون من حِكمة تقول "إنحني أمام الريح حتى تمر العاصفة" فأخبار إنتفاضة شعبهم وثورته عليهم ربما لا تعنيهم أو تُهدّئ من سياستهم أو على الأقل السكينة والهدوء في تصرفاتهم، لكنهم لايَملّون من تصدير أزماتهم وترحيل مشاكلهم إلى الخارج، قد تكون هي إستراتيجية سياسية للتخفيف عن مصائبهم.

إيران تشكو العراق في الفيفا بعد أن قدّمت شكوى ضده في الأمم المتحدة، ذلك البلد الذي يأمل أن تُغيّر الرياضة بعض الشيء من مزاجه المُكتئب وواقعه المؤلم وصورته القاتمة.

المواطن البسيط الذي منح عقله إجازة وقتيّة من هموم ساسته وفسادهم ولصوصيتهم لِيسّتمتع بِمُشاهدة مُباراة خليجي البصرة يصدمه من يقول له أن هذا الكرنفال خارج نُطاق التغطية الإيرانية حين تُعلن رفضها التسمية بذلك العنوان.

لقد سلبتُم كل شيء، فعلى الأقل إتركوا لنا أسمائنا ومُسميّاتنا العربية فيكفيكُم ماحصلتُم عليه من الوطن، تنازلوا ولو لبعض الوقت عن أطماعكم وسفسطة السياسة عندكم، ودعونا نفرح بالرياضة ونبتهج بعالمها ونُشاهد الكُرة تتدحرج بين الفِرق الخليجية العربية وهي تتسابق إلى الكأس، وننسى مآسي السياسة وفساد اللصوص وسَرِقة القرن.

إتركوا لنا بعض الحياة نتنفّس منها هواءاً نظيفاً بعد أن لوّثه الفساد واللصوص والسُرّاق والسياسيين الذين تُحرّكهم الخيوط من الخارج.

نحنُ نثق بأن السيادة غائبة وإنَّ الوطنيّة أصبحت من شِعارات الماضي، وإن الوطن قد بِيع، والطيور قد هاجرت، لكننا أيضاً مُتأكدون إننا ننتمي لهذه الأرض ونستحق العيش في هذا الوطن.

إتركوا لنا على الأقل خصوصيّة التحكّم بأسمائنا حتى نشعُر بأننا مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة وحتى العاشرة ولا نقول الأولى بعد أن ضاع منّا كل شيء.

إتركوا لنا خليجي البصرة نستمتع به في أوقاتنا الضائعة في بلدنا التائه في متاهات الإنحطاط والإنهيار...على الأقل إتركوا لنا إختيار الأسماء حتى لا نفقد الخيط الرفيع الذي يؤكّد لنا عراقيتنا وعروبتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وهل أنتم تركتم لأحد اخيتار الأٍسماء ؟
فول على طول -

يعنى سيادتك تتكلم عن العرب والعروبه وأنت تعيش فى العراق وكأن العراق عربى ...والشام عربى ..وشمال افريقيا عربى .. يعنى جات على الخليج الفارسي يبقى من نصيب ايران ؟