فضاء الرأي

نظام الملالي ينتظر سوء المصير ؛ والشعب يصنع يوم الخلاص

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يتوكأ الملالي وزمرتهم الغارقة بالدماء على ذكريات صرعاهم يلتمسون فيها المواساة ويستجدون منها القوة للبقاء ولكن هيهات.. هيهات؛ فقد لاقى زبانيتهم جزاءهم ومصيرهم البائس وينتظرون هم الآخرين نفس المصير...

أحيى نظام ولاية الفقيه الذكرى الثالثة لمهلك أحد أهم رموزه في حالة من الهلع والقلق والاستنفار والعجز عن حماية صور ولوحات ومجسمات رموزه الدعائية التي يستمد منها قوته ووجوده وهيبته كما لو كانت أصناما في جاهلية، ولم تكن مظاهر وإيحاءات الخوف والترقب خافية في إحياء هذه الذكرى بهذه السنة وكان ولازال كل فرد في هذا النظام ينتظر سوء المصير ويتساءلون متى وكيف ستكون العاقبة في ظل ما يعيشونه من عجز ووهن ومآزق وانعدام الخيارات.

لا يعني تصدير الثورة لدى نظام ولاية الفقيه سوى التفجير والقتل ونشر الإرهاب والرعب والموت والسلاح وإهلاك الشعوب والبلدان وصناعة الأزمات التي اعتاد عليها النظام كوسيلة لإطالة وجوده وكأن شعار هذا النظام في الوجود "يشقون لنسعد، ويموتون لنحيي" مقابر وسجون ومقاصل إعدامات حافلة بالضحايا، ودول آمنة مستقرة أو في طريقها إلى الإستقرار باتت اليوم حطاما وأهلها مشردون يشكون ضيق الحال والخوف من القادم والمجهول كل ذلك بفضل الملالي ونهجهم الإرهابي الذي انتهجوه منذ أن سطو على الثورة وساروا بمسيرة لم يرى فيها الشعب الإيراني سوى سلب الأرواح والإرادة والمال العام والقهر والاضطهاد.

عندما يذكر الملالي سليماني كفقيد لهم فإن الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين والسوريين يستذكرونه كقاتل وجلاد مدمر لهم، ويستذكر أحرار العالم سليماني مؤامرة الحصار الإبادي ومجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها هو ومرتزقته بحق سكان مخيم أشرف وليبرتي بالعراق ضد أبرياء عزل يعيشون تحت الحماية الدولية بموجب إتفاقية جنيف الرابعة وغض المجتمع الدولي البصر عنها.

لقد مارس نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران جرائمهم في العراق بقيادة وإشراف فزرعوا الفتن بين العراقيين وقتلوا الأبرياء ولم يفرقوا بين طفل ومسن وإمرأة، وشردوا الملايين من العراقيين تحت غطاء صنيعتهم داعش التي أرادوا من خلالها تركيع الحراك السياسي الوطني العراقي الذي كاد أن ينهي وجود الملالي وذيولهم مرتزقتهم في العراق وقد قدمت ذيول الملالي في العراق دعما وتسهيلات لداعش لا توحي بوجود داعش كخصم وإنما وسيلة في حقيقة الأمر، ولم يختلف الأمر على الأراضي السورية إذ تم استخدام داعش لضرب الثورة السورية وقد نشطت داعش بمناطق الحراك السوري وكانت تحركاتهم أشبه بالمنسقة أو المتفق عليها.

يستعرض نظام الملالي سجل سليماني على طريقته إذ يقيم هذا النظام القتلة والجلادين في صفوفه كأبطال وينثرون على سيرتهم الإجرامية سيولا من عبارات الثناء والتمجيد غير مبالين بضحاياهم ومخلفات جرائمهم.

وفي الوقت الذي يسعى فيه النظام إلى تسويق سليماني وأمثاله كأبطال ليرفع بذلك معنويات صنوف قواه المسلحة المختلفة وقفت لهم وحدات المقاومة بالمرصاد فحرقت صور وأصنام سليماني وخميني وخامنئي وأسقطت هيبتهم وأظهرت مدى خوفهم وضعفهم وهشاشتهم فلم يبقى لهم وزنا ولا بهاءا، وتزيل في الوقت ذاته عامل الخوف من قلوب الشعب أكثر فأكثر ويوما بعد يوم، وتزداد الإنتفاضة الوطنية قوة وتصعيدا على الرغم من ما يمارسه النظام من قمع وقتل وخطف واعدامات وأحكام باطلة وباتت الدماء البريئة التي تسفكها أجهزة النظام وعمليات القتل الحكومي تحت مسمى الإعدامات وقودا يزيد الانتفاضة اشتعالا ويعجل بيوم سقوط وسحل مجرمي وجلادي النظام الذين ينتظرون سوء المصير كما ينتظر الشعب يوم النصر والخلاص.. يوم ينتصر المضطهدين ويفرح أبناء وذوي الشهداء والضحايا ويقيمون عزاؤهم الحقيقي.

ما يثير الإعجاب لدى الشعب الإيراني هو ما أصبح عليه من إدراك واسع يتجلى في شعاراته وردود أفعال الثوار السريعة، فعلى سبيل المثال رد الشعب الإيراني على روايات النظام حول داعش بالرفض معتبرا أن النظام هو داعش وأن الحرس وداعش وجهان لعملة واحدة وأن ما يقولون أنه من فعل داعش هو من أفعال النظام ومرتزقته وقد قطعوا الطريق على الكثير من مؤامرات النظام بإدراكهم ووعيهم ولم يعد يشغل حيز تفكيرهم ولا اهتماماتهم سوى هدف واحد ألا وهو إسقاط وإزالة النظام من الوجود، ومن خلال ذلك يحققون كل مطالبهم، كما لم تعد أي من مناورات النظام بكافة نغماته سواء كانت وفق مسمى الإصلاحية أو المحافظة لم تعد تلقى صدىً أو قبولا لدى الشعب، وفي الحقيقة لم يعد بقاء نظامٍ ينعته شعبه حتى الأطفال منهم بـ (عديم الشرف.. عديم الحياء) لم يعد بقائه واستمراره ممكنا إذ لا يمكن أن يقبل بأن يكون حاكمه بهذه الصفات.. وكثير من المفردات والشعارات التي استخدمها الثوار في إيران تدل على مدى نضج وعمق أدبيات الثورة؛ هناك فكر رصين وعميق يسري في أوصال هذه الثورة وهذا يؤكد حق الشعب في وصف ما يجري بالثورة ذلك لأنها بمواصفات وقيم الثورة، ومن مزايا الثورة الإيرانية اليوم أن الشعب الإيراني ليس بمفرده فخلفه حلفاء دولا وشعوب ومثقفين ومفكرين وتنهض بقضيته لحظة بلحظة وحدثا بحدث مؤسسة ثورية تسعى لإنقاذه وخلاصه على الدوام وبكلفة عالية من الدم والتضحيات، وهذا ما يجعل أحرار العالم خلفهم ومع نهضتهم.

وعد الله عباده المظلومين بالفوز وبخير يفرح القلوب ووعد الله حق ولتنتهي حقبة من الحقب السوداء بتاريخ تشويه الإسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم ، سيحدث هذا ….
متفرج -

ولكن عندما يبيض الديك . مبروك .