سلاح ذو حدين لمواجهة المحتوى (الهابط)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
على من لم يزل يحنّ لصفوة الصحافة التقليدية ووسائلها أن يعي جيدا أن نجمها بدأ يأفل وأنها لم تبق مؤثرة كما عهدناها ولم تعد تلقى متابعة واهتمام كما في السابق وأن زمانها قد يولي قريبا ويخفت صوتها كليا، وعليهم أن يدركوا أيضا أن نوعا جديدا أكثر تأثيرا بدأ يظهر إلى السطح يعتمد على التطور التكنولوجي والرقمي السريع، يأخذ العقول ويحتل مكانة مرموقة ليحل محل التقليدي الذي عفا عليه الزمن، نوع مترنح من الصعب أن يلتزم بمباديء الصحافة المتعارف عليها منذ القدم أو يرضخ لقوانينها الثابتة، نوع غير مكتمل الملامح والتضاريس ولا يعرف له من تعريف واضح وثابت، فهو في طور التبلور والصيرورة ولم يحظ بعد بنظريات وخطط صارمة يسير عليها ويعرف بها، سمته الأساس مشاركة الجميع فيه ومن كل الفئات والأعمار والمستويات التعليمية والثقافية والفكرية، غير قابل لسيطرة محكمة، وعرضة للتحريف والتزييف والاستخدامات غير المحمودة.
وقد نشعر هذه الأيام بالواقع الصحافي الجديد وتداعياته أكثر ونحن نتابع الحملة التي بدأتها وزارة الداخلية العراقية لمحاسبة (أصحاب المحتوى الهابط أو المتدني) كما يسمونهم، فأصل هذا النوع من المحتويات هو من صلب نتاج الإعلام الجديد ومخرجاته، لا يكترث للأمور كثيرا ولا يخضع لخطوط حمر أو ممسكات أو حدود أو روادع إلا الذاتية النابعة من وازع الضمير، سهل التناول والتداول، سريع الانتشار، واسع التأثير، وقليل التكلفة يقدر عليه الغني والمعدم.
وبعيدا عن الصراع المحتدم بين هذين النوعين من الإعلام وفي انتظار موعد الحسم، يعاني المجتمع معاناة رهيبة متفاقمة أصبح بسببها رهينة المشكلات التي تنهال عليه عبر زلل صحافية وهفوات غير مبررة بات على إثرها أسير العمل خارج نطاق المهنية والالتزام، والاستهانة بالقيم والأخلاق والمبادئ المتجذرة، وأغلب الظن أن رجحان كفة هذا التناطح صعب التكهن به بسهولة وفي المستقبل القريب.
في محاذاة ذلك لم يكن من المنطق السكوت عما يجري من استخفاف بالذوق والآداب العامة، فالإجراءات التي تنفذ اليوم وإن جاءت متأخرة، ضرورية إلى أبعد الحدود ونالت استحسانا شعبيا واسعا وتأييدا كبيرا حتى من صناع المحتوى الجدد، ولكن التعامل مع هذا الموقف يحمل الكثير من الأوجه والتبعات ويحتاج إلى حذر ودقة متناهية، فنحن هنا نواجه مسألة بالغة الحساسية تمس أحد الركائز الرئيسة في الديمقراطية الناشئة في البلاد وهي حرية التعبير ولابد ألّا يقوض أي رد فعل تنفيذي ما بُني في العراق الجديد بعد 2003 مع كل سلبياته والمآخذ عليه، في الوقت ذاته لم يكن الوقوف دون حراك والاكتفاء بالمشاهدة يجدي نفعا وبالتالي فإن ما أقدمت عليه السلطات حتى الآن وما ستقوم به لاحقا هو سلاح ذو حدين قد يأتي بنتائج عكسية إن لم تنفذ بوع وعقلانية ووفق آليات مدروسة بعمق.
فعلى الرغم مما واجهته الخطوة الحكومية من انتقادات واعتراضات وإن كان معظمها لا يستند إلى أسس علمية ومنطقية مقنعة، إلا أنها تعد ضرورية في ظل غياب نصوص قانونية صريحة تقنن النوع الإعلامي الجديد وتضع له خطوطا عريضة وتلزم العاملين فيه بالتقيد بأحكامها الأمر الذي يقتضي التفكير مليا في إصدار تشريعات عصرية تراعي التطور الصحافي والإعلامي وبيئته الجديدة وتصون خصوصيات المجتمع العراقي وهيبته في آن واحد وربما سيستغرق ذلك وقتا طويلا بسبب وجود قضايا تعيرها الطبقة السياسية أهمية أكثر وتمنحها الأولوية وتقدمها على غيرها، في حين لا يقل موضوع التشريعات القانونية لتنظيم الإعلام الجديد ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي ورسم حدودها أهمية عن غيره من القضايا الملحة.
الأمر نفسه ينطبق على الوضع الإعلامي في إقليم كوردستان الذي يمر بالأزمة المستفحلة ذاتها وقد آن له أن يحذو يحذو بغداد في مواجهة الخطر المحدق باتخاذ خطوات مماثلة إجرائية وقانونية وتوعوية لإنهاء نشر محتويات تسيء لأعراف المجتمع الكوردستاني وتهدد الأخلاق والآداب العامة، حتى وإن تطلب الوضع أوامر قبض واعتقالات أو غلق منصات وحسابات ألكترونية.
التعليقات
أى قيم وأى خصوصيه ؟
فول على طول -لا نريد استيعاب أن أبناؤنا وأحفادنا هم يتبعون ثقافة العصر الذى يعيشون فيه ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقتنعوا بثقافة القرن السابع وتقاليده وعاداته ,..انتهى - بعد التطور الرهيب فى الميديا الان لم يعد هناك خصوصيات لأى مجتمع ..أما القيم والتقاليد التى نتمسك بها فهى عفا عليها الزمن ولا تصلح الان ..انتهى - والذى يصلح لك أنت ولأمثالك بالتأكيد لا يصلح لأبنائك أو من هم فى أعمارهم ..لكن نحن أغبياء ولا نريد أن نفهم ذلك . يتبع
تابع ما قبله
فول على طول -نحن ما زلنا نعامل أولادنا كأنهم "أشياء" مملوكه لنا ونريدهم يتصرفون على طريقتنا نحن وليس على طريقتهم بل نريدهم يعيشون كما نريد نحن وليس كما يردون هم ..هذه هى المشكله . لا تنسى أننا ناعى من الشيزوفرينيا ..نحن كنا نفعل الموبقات والان ندعى الفضيله وننكر على أبنائنا نفس الأفعال التى كنا نفعلها لأننا منافقون ليس أكثر . وما كان فى السابق مقبول ومن القيم فالان يعتبر تخلف وجهل ..البشر يعيشون ثقافة عصرهم والانسان ابن بيئته . يتبع
تابع ما قبله
فول على طول -أنتم الجيل الذى يؤمن بنكاح الأطفال ويعتبر أشرف الخلق له خصوصيات خصها به ربه ولكن الجيل الحالى يرى أن نكاح الطفله عمل اجرامى ووقح .. وتفخيذ الرضعان قمة الحقاره ..والغزو والنهب أفعال شيطانيه ..والمتعه تعتبر زنا ولا شئ غير الزنا ..الخ الخ ..طبعا الجهر بالكلام السابق أصبح علنا وبصوت مسموع وتبعه تحطيم للصور المقدسه كلها وهدم النصوص المقدسه والتى كانت محرمه سابقا ...وبالقياس على ذلك تم هدم كل المحرمات والتى تعتبرونها قيم ..أى قيم يا رجل ؟ الذى يتأذى من ذلك هم حراس المعبد من تجار الفضيله أى رجال الدين ومن يؤيدهم والذين يريددون فرض وصايا على الناس وبذلك يخسرون مواقعهم ومكانتهم والأهم تجارتهم الرابحه على قفا الناس .لا تخاف على القيم ولا على الدين واتركوا الناس بكامل حريتها واباحيتها وحقارتها وبجاحتها ..والعمله الجيده تطرد الرديئه . يسقط مجتمع النفاق . انتهى