فضاء الرأي

نحو انتفاضة ثالثة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اقتحامات متتالية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على عدة مدن بالضفة الغربية خلال الأيام الماضية بلغت بالتوتر إلى ذروة غير مسبوقة، ما بات يوحي بأن الأوضاع في المناطق الفلسطينية تسير نحو انفجار قريب إن لم نقل انتفاضة ثالثة، خاصة بعد استشهاد 50 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و12 طفلا وسيدة مسنة، وأسير في سجون الاحتلال، في أكثر الشهور دموية بالضفة الغربية منذ عام 2015، وهي حصيلة إصرار حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي المتطرف على سياسات التصعيد.

ومع تصاعد حدة التوتر خلال الفترة الأخيرة، يشعر الفلسطينيون بحجم الخطر المتصاعد من قبل الاحتلال وحكومته المتطرفة من جيش ومستوطنين، خاصة انهم يعلمون جيدا أن هذه الأخيرة تسعى إلى الذهاب بخطوات أبعد من سابقاتها لإنهاء الحق الفلسطيني، عبر توسيع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي.

وعبر قانون العقاب الجماعي الذي أقره "الكنيست" الإسرائيلي والذي يعطي وزير الداخلية صلاحية طرد عائلات مقدسية من مدينة القدس تحت ذرائع ومزاعم أمنية، تصاعدت حدة التوتر في القدس المحتلة مما أدى إلى إعلان عصيان مدني شامل في المدينة الأحد الماضي، تخلله إغلاق لأغلب الطرق الرئيسة لتندلع بعدها مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطيني وجنود الاحتلال.

وهو رد فعل طبيعي على الجرائم التي يقوم بها الاحتلال يوميا على أهالي القدس بإيعاز من وزير الامن العنصري الاسرائيلي المتطرف بن غفير، عبر هدم المنازل والاعتداء على المواطنين، ومواصلة المس بالمقدسات وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة ومواصلة الاستيطان وعمليات القمع على الحواجز العسكرية، عبر حجج واهية، في شكل جديد من اشكال إرهاب الدولة الممنهج الذي أصبحت تمارسه سلطات الاحتلال بصورة علنية، وانتهاكاً غير مسبوق للقانون الدولي الإنساني.

بطش الاحتلال لم يتوقف بل طال الأسرى في السجون والذين يواصلون خطواتهم نحو "عصيان" جماعي ضد إدارة السجون، ردًا على إعلانها البدء بتطبيق الإجراءات التي أوصى المتطرّف بن غفير للتضييق عليهم، وكانت إدارة سجون الاحتلال قد فرضت عقوبات جماعية بحق الأسرى في عدد من المعتقلات، لتتصاعد معها موجة العصيان داخل وخارج السجون.

وفي ظل تفاقم الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تتصاعد التحذيرات الغربية من امكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، سيكون عنوانها الأبرز "القدس" وسط تأكيد بأنّ الظروف الحالية مهيّأة لاندلاعها، وسط دوافع حكومة الاحتلال التي تعتبر وتتصرف على أساس أن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة سيخضع بمزيد من القوة، كأنها لا تعلم أن تشديد الهجمة سيرتد عليها بمزيد من العمليات الفدائية المقاومة، كرد فعل طبيعي على مجريات الأحداث من شعب يسعى لاسترداد أرضه المنهوبة، غير أن العقيدة الإسرائيلية تتعامل مع كل ما هو فلسطيني على أنه "خطر" وهو ما أشار إليه الكاتب ألون بن مئير والذي قال في مقال تحت عنوان "كيف ظلت إسرائيل طريقها" أن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تربي أجيالا من المحاربين وتسمم عقولهم في الجيش والمدارس"، "لقد تم تلقينهم منذ صغرهم للنظر إلى كل فلسطيني على أنه مشتبه به أو إرهابي محتمل" غير أنها تغاضت عن الأثار التسميم المباشر لعقول شبابها مع نشوء عواقب وخيمة على الدولة على المدى الطويل.

الأوضاع لن تهدأ على المدى القريب في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، تعمل دون هوادة على استفزاز الفلسطينيين وتتجاوز كل الخطوط الحمراء، بدءاً من قدسية المسجد الأقصى ومدينة القدس، والأسرى في السجون، والتشدّد تجاه فلسطينيي الداخل، وإذا ما تم الاستمرار في سياسة الاستيطان والعقوبات الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني على دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية تحمل النتائج الوخيمة، فالعنف لا يقابله سوى العنف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نتعاطف دائما مع الاخوة الفلسطنيين
صالح -

السيد الكاتب يسرد الانتهاكات الاسرائيلية ضد الفلسطنيين وهو امر مخزي و منافي للاعراف الدولية. ولكننا لم نسمع من اي كاتب عربي الهجوم على الرئيس العراق السابق عندما قام ازلامه بابادة جماعية لاكراد العراق في حملة الانفال وابادة جماعية لمدينة الدجيل عقب تعرض موكب(الزائل) للهجوم المسلح في منطقة الدجيل واباد ازلامه الحقول والبيوت واعدموا العشرات من الابرياء من ابناء الدجيل.عوائل منفذي عملية اغتيال ابن (الزائل) اعتقلوا وانتهكت اعراض النساء و اما اخوتهم وابائهم فقد اعدموا جميعا. فما هو وجه الغرابة بالاعمال الاستفزازية الاسرائيلية على الاقل اسرائيل يهودية وفلسطين عربيةوالاثنان اعداء منذ قدم الرسالة الاسلامية

ونحن نسأل الكاتب ؟
فول على طول -

لماذا لا تهتم ب لبنان بلدكم المنكوب ؟ يعنى هل فلسطين أهم بالنسبه لك ؟ ولماذا لا تذكر لنا : لماذا قام جيش الاحتلال - العنصرى والمتطرف - بعدة اقتحامات ؟ يعنى هل الفلسطينيون أبرياء جدا أو ملائكه مثلا ؟ لماذا لا تقول لنا الوجه الأخر من الحقيقه ؟ أم أن العرب والمسلمين دائما مجنى عليهم وأبرياء جدا ؟ هل تعرف ميثاق حماس الذى يؤكد أنه لا وجود لدوله اسمها اسرائيل ؟ ألا تدرى نصوص الاسلام الحنيف تجاه اليهود والنصارى ؟ ألم تسمع عن شجر الغرقد ؟ يا عم الكاتب : العالم كله يعرف الا أنتم ..مصيبه كبرى أليس كذلك ؟ هل تظنون أن العالم لا يعرف نواياكم ونصوصكم وأفعالكم ؟ نؤكد لك أننى أدافع عن العقل العربى والمسلم قبل دفاعى عن أى شئ أخر . ربكم يشفيكم يا بعدا .

لن تكون هناك انتفاضه
متفرج -

عرفات افتعل الانتفاضات حتى يقول للدول المعنيه بان وجوده على راس السلطه ضروره لاجل السلام وانه وحده القادر على ضبط حركة الشارع وبنفس الوقت ليتخلص من الذين ظهروا لينافسوا على السلطة ، اليوم لن تكون هناك انتفاضه لان ذلك سيعني نهاية حقبة عباس الذي يتربع الان على كرسي السلطة يجني ثمرات ما زرعه في اوسلو ولن يفرط في ذلك ، الشعب الفلسطيني مشرذم بين مجموعة تجار مقاومة و ممانعة وصمود وتصدي وتحدي … كل تاجر له شركه يطلق عليه فصيل او حركة …، الموضوع ليس له علاقة بما يجري في لبنان اوغيره كما يحاول ان يدعي بعض الاغبياء الحاقدين على كل شيء والذين يحاولون ان ينفسوا عن ياسهم واحباطهم وفشلهم بتعابير بذيئة تخرج من نفوسهم المريضة .