تجربة المجرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تابعت تعليقات اغلب الليبيون على الحرب الاهلية الدائرة في السودان الان. لقد تباينت الاراء بين ناصحا وضاحكا، ولكن الاجماع متفق على ان هذه الحرب عقيمة، لا رابح فيها ولا طائل من ورائها خاصة وان الحسم فيها لطرف ضد الآخر غير ممكن، ما يجعلها حربا عبثية خاضها الليبيون قبلهم وما زالوا يدفعون تبعاتها، خاصة تمزق النسيج الاجتماعي بعد قتل الأخوة بعضهم لبعض وتخوين بعضهم لبعض ونعت بعضهم البعض بين ازلام وطحالب وجرذان وتكفير بعضهم البعض بين اسلامويين وتكفيرين وعلمانيين ولا دينين رغم انهم جميعا مسلمون يصيمون ويصلون.
خاض العراقيون نفس التجربة مع الليبين ونصحوهم بنفس النصح لأنهم جربوا الحرب قبلهم ووصلوا لنفس النتائج.
لا شك ان هذه الحرب في السودان ستنتهي يوما ما بنفس كوراث الحروب الأخرى وسيفتح السودانيون اعينهم على حالة الدمار والخراب وبعثرة الثروات القليلة اصلا وسيجد السودانيون نفسهم ينصحون شعب عربي اخر سيخوض حالة الاحتراب بينه بألا يخضون نفس التجربة ويذهبون في نفس الطريق المغلق ويحصدون نفس النتائج الكارثية.
يقول الشاعر الجاهلي زهير ابن أبي سلمى:
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ.
ملخص القول، يجب أن تستفيد الشعوب من تجارب بعضها بدلا من تخوضها وتنتظر نتائج أخرى غير التجربة. فالحرب هي محاولة جديدة لمخض الماء لن ينتج عنها شيء إيجابي. وكما يقول المثل اللبناني: "اللي يجرب مجرب عقله مخرب".