فضاء الرأي

سُلّم الرواتب في العراق .. وجه المحاصصة الآخر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هو قرار سياسي بإمتياز، إستبداد معيشي أقسى وأشد من الإستبداد السياسي، بل إن الأخير يستمد مشروعيته من الأول، لا تبرره حجج أعبائه المالية العالية التي تتبجح بها السلطة عند تطبيقه أو تشريعه، إخترعه نظام سياسي يعتمد في توصيف المواطنة درجات متفاوتة ما بين مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية.

قانون سُلّم الرواتب الذي تفنّن في تأليفه مُخرج نظام المحاصصة في العراق، وِلِد معوقاً من رحم نسب مجهول.

وزارات مُدلّلة أو مُترفة تضم أطياف الموظفين الذين إكتسبوا درجات القربى من مسؤولين وسياسيين وقادة كتل، أو جمع ممّن توفر لهم دفع الميسور من أجل الحصول على وظيفة أو مقعد في هذه الوزارة المُدلّلة، وحتى البعض من مؤيدي الأحزاب ومناصريهم الذين يتم الزج بهم أو حشرهم ولو بعناوين فضائية.

أما الحديث عن موظفي الدرجة الثانية فأولئك الذين يعملون في وزارات لا يجنون منها سوى العناوين الفضفاضة التي تتزين بها إستعلامات وزاراتهم أو أبنيتها، والطريف أن بعض هذه الوزارات قد تدخل من باب السيادية بالمصطلح السياسي للسلطة، لكنها في حقيقة الأمر لا تعدو كونها إكسسوارات السلطة تتغنّى بها في أوقات الضرورة، فأين هي وزارة الثقافة في بلد أُستبيح تاريخه وحضارته وإرثه الثقافي؟ وأين الزراعة في أرض لم تعد تزرع وأصبحت تستورد الخيار والطماطم والبصل من دول الجوار؟ والموارد المائية لأنهار جفّت وأصبحت تِرعاً عندما إنتهى زمن الرافدين في بلد الرافدين؟ ووزارات ضائعة في متاهات النسيان.

المصيبة أن الدستور العراقي قد كفل للمواطنين نفس الحقوق والواجبات، لكن واقع المحاصصة يُخبرنا أن الحقوق تختلف بين مواطني الدرجات الأولى والثانية مع التساوي في الواجبات.

نظام وظيفي محاصصاتي يجعل من الموظفين في المؤسسات العراقية درجات متفاوتة يتقدمهم الموظفين الأقرب من كهنة المعبد.

هناك فئة مبشرة بمباركة السلطة لايتم المساس بمغانمهم، يتم منحها رواتب خيالية وهبات فاحشة يهبها النظام السياسي لموظفين بعناوين برلماني لا تتجاوز مدد خدمتهم أكثر من سنوات أربع أو حتى أقل بتقاعد مليوني وإمتيازات لا يحصل عليها رئيس دولة مجاورة للعراق، في حين يعاني المتقاعد العراقي من يمكن إعتباره مواطناً من الدرجة الثانية الذي أفنى عقوداً من حياته لخدمة بلده شظف العيش.

غريب أمر هذا النظام السياسي الذي يتبنّى التفرقة في كل شيء، وهي ذات التهمة التي كان ينسبها للنظام السابق في تقريب فئات ونبذ الأخرى.

عجيب أمور هؤلاء الذين يدّعون الإسلام السياسي في إدعاء مبدأ العدالة في حكمهم وهم الذين يعيشون فساداً وتخريباً في النسيج الإجتماعي والمعيشي للمواطن ويمارسون كل أنواع التمييز الطبقي بين فئات العراقيين.

لايتعلم هؤلاء من تجارب الآخرين من الشعوب التي إنتفضت بثورات الخبز لأنهم يعيشون بقصور فارهة محصنة يظنون إستحالة الوصول اليهم، لكنها إنتفاضة الجياع.

تباين الأوضاع المعيشية بين الشعب هو الذي قد يُنذر بإنتفاضة شعبية قادمة قد تطيح بأركان المشهد السياسي من الداخل وليس مؤامرات وإنقلابات الخارج التي يخشون رياحها وذلك هو الإعصار القادم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلكم حراميه
فول على طول -

العراق السعيد قام أهله بطرد الأقليات وقتل بعضهم وبالطبع الاستيلاء على ممتلكات الأقليات بمباركات شعبيه وحكوميه ولم نقرأ ولم نسمع عن عراقى واحد لديه ضمير طالب أو يطالب بعودة المهجرين وارجاع حقوقهم اليهم ..هل هذا عدل ؟ كما قال السيد المسيح : هوذا بيتكم يترك لكم خرابا . لن ترى بلادكم أدنى قدر من الاستقرار بل كل بلاد الذين أمنوا ان لم تعرفوا الحق .الحق يحرر .

الأنفال وما أدراك ما الأنفال
فول على طول -

الأنفال, هي: الغنائم, التي ينفلها اللّه لهذه الأمة, من أموال الكفار. وكانت هذه الآيات في هذه السورة, قد نزلت في قصة " بدر " أول غنيمة كبيرة غنمها المسلون من المشركين. فحصل بين بعض المسلمين فيها نزاع. فسألوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عنها, فأنزل اللّه " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ " كيف تقسم وعلى من تقسم؟ " قُلْ " لهم " الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ " يضعانها حيث شاءا, فلا اعتراض لكم على حكم اللّه ورسوله....وصمة عار فى جبين الله ورسوله وفى جبين من يؤمن بهذه السرقات وعصابات قطاع الطرق ..بل يتشدقون بها حتى تاريخه ويرتلونها على أنها كلام الله ..الحقيقه هو كلام محمد الذى رسم صوره لربه على مقاسه . يا للعار ويا للخجل . يتبع

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ
فول على طول -

من أحط الصفات لله أن يكون قاطع طريق ويسلب وينهب أملاك ممتلكات الأخرين بحجة كفرهم ..اليس هو خالقهم على الكفر أم هو مغيب لا يدرى ماذا يفعل ؟ كل الشكر والتقدير لأمريكا التى حشرت صدام فى جحر مثل الفأر الهارب وأخيرا الى حبل المشنقه ..جرائم الحرب والاباده الجماعيه لا تسقط بالتقادم يا عرب ويا مؤمنين ..ويا للعار أن جامعة الدول العربيه أيدت صدام فى الأنفال ببيان شهير دون خجل أو عار . لا أجد وصف لرئيس دوله يبيد شعبه بهذه الوحشيه والخسه والنذاله .

كلكم حراميه ...للتوضيح فقط
فول على طول -

المسلمون فى عراقكم السعيد - وفى بعض الدول أيضا - قاموا بسرقة ونهب أملاك الأقليات الأخرى مع أنهم جيرانهم ويعرفونهم والاستيلاء على بيوتهم وهذا معروف للجميع ..وأيضا رجال الحكم فى العراق السعيد فعلوا نفس الشئ ..يعنى شعب وحكومه كلكم حراميه وهذا الحاكم من هذا الشعب . وبعد أن خلا العراق من الاقليات فما المانع أن تسرقوا بعضكم البعض ؟ نفس المبدأ ونفس الشعب ونفس الحكام ونفس التربيه ..لن تهنأوا بعد اليوم . انتهى