فضاء الرأي

العراق والنهاية التي تقترب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يسير العراق بخطى حثيثة متسارعة نحو مصيره المحتوم من التشظي والتقسيم لعدة أسباب منها طبيعة تكوينه غير المتجانس من العرب الشيعة والعرب السنة والشعب الكوردي المختلف تماما عنهم بالإضافة الى ممارسات الشريحة الحاكمة التي تزيد من تسارع التوجه نحو التقسيم.

هذا التكوين المتعمد من قبل الاستعمار البريطاني &- الفرنسي في اعقاب الحرب العالمية ونهاية الإمبراطورية العثمانية، لم يستطع طيلة قرن من الزمان ان يكون دولة قانون ومساواة ويملك هوية وطنية موحدة ولا حتى علاقات طبيعية مع دول الجوار فمرة الحرب ضد الكويت وأخرى ضد ايران وحروب داخلية مستمرة ضد الشعب الكوردي والتي بمجموعها دليل على عدوانية الأنظمة المتعاقبة التي ارادت من خلال هذه الحروب صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية والوضع المزري الذي يعيشه المواطنون.

الامر لم يتغير كثيرا بعد سقوط النظام الدكتاتوري واشتد الصراع الداخلي بين مكونات البلد غير المتجانسة ولم تستطع او لم ترغب الشريحة الحاكمة بتقديم نموذج ديموقراطي للحكم يعزز من الهوية الوطنية الجامعة للكل، بالإضافة الى الفساد ونهب ثروات البلاد وارتهان القرار الوطني المركزي والتخلف الهائل في مجال الخدمات والحملات المنظمة لنشر الخرافات والدجل والتي أصبحت سمة أساسية للنظام الحاكم دون اقل بصيص نور في نهاية النفق المظلم.

بقاء الدولة العراقية الحالي المنقسمة داخليا لا يعود لا الى رغبة مكوناته ولا لثقتها بالنظام وقوته ولا بسبب الالتزام بالدستور الاتحادي ومبادئه الأساسية وانما مرتبط بالمصالح الدولية والإقليمية التي تحول دون التقسيم الموجود على الأرض نتيجة ممارسات النظام العنصري والطائفي المتخلف التي أدت الى نسف كل مقومات واسس دولة المواطنة والمساواة والقانون وأصبح من الطبيعي سيطرة المليشيات المسلحة المتعددة على هذه المنطقة او تلك.

بقدر تعلق الامر بالشعب الكوردي واسس النظام الاتحادي فالوقائع تشهد تنصل الشريحة الحاكمة عن الالتزام بالدستور والتوجه نحو تطويق وإلغاء حقوق شعب كوردستان والعودة الى المركزية المطلقة بكل ما تحمله من سلبيات واخطار.

يقينا ان على المجتمع الدولي والإقليمي الإقرار بحقيقة فشل النظام الحاكم وان البلد بوضعه الحالي يعيش حالة موت سريري رغم التهريج الإعلامي المقرف للشريحة الحاكمة وان الحل العادل والمنطقي هو منح الفرصة لمكونات العراق الحالي للاستقلال وبناء حياتهم ومستقبلهم بإرادتهم الحرة قبل ان تتفجر الأوضاع بكل ما تحمله من اثار سلبية على عموم المنطقة وقضايا الامن والاستقرار والسلام والتي ستكلف الجميع ثمنا باهضا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كردي بطران
F -

كردي بطران ويحلم

حلمان ومسكين
حسين -

الكاتب ما زال يعيش افكار باليه وكانه مغمض العين ولم يتابع ما يجري على الساحتين العراقية والاقليمية والدوليه من احداث وتغيرات ... يا سيد بامرني اتتكم فرص كثيرة وتبجحتم وتكابرتم وتصورتم انكم قوة لا يمكن تجاوزها وعملتم مع اعداء العراق في اضعافه ولكن كلها اصبها الفشل والان وضعكم اصابه الضعف والهوان نتيجة التسلط والعنجهية التي لازمت بعض قادتكم والسيطرة على مقدرات وثروات الشعب والتصرف بها لصالح مجموعة معينة متسلطة ... تمنيات ان يصحى البعض ويعيش الواقع لخدمة شعبه وبلده باخلاص بعيدا عن العنجهية والتسلظ ومحاولات تزوير الواقع او تشويه الحقيقة

العراق
بنيامين م. بنيامين -

وما الخطاٌ فيما يكتبه السيد سربست بامرني؟ العراق دولة فاشلة. الإحصاءات والتقارير تضع دولة العراق في مؤخرة قوائم دول العالم في جميع المجالات: الصحية وإلاقتصادية والتعليمية وغيرها التي تصنف تقدم هذه الدول.

مقال ثمين
ابو تارا -

مقال ثمين ورأى صائب وتحليل دقيق الحل الامثل لمشكلة الحكم فى العراق هو الاعتراف بحق تقرير المصير او بالفدراليه او بالنظام الكونفدرالى المطبق فى كثير من دول العالم الحر المتحضر ليستقرويزدهر عندما يحصل كل مكون من مكوناته وكل ذى حق على حقه المشروع فى العيش بسلام وحرية وكرامة ويتعايشوا بأمن وسلام وحرية وكما يقر ويعترف بذلك كل قوانين وشرائع الارض والسماء وبخلافه سيبقى العراق عليلا وساحة لصراع اقليمى ودولى ودولة مضطربة غير مستقره وفى فوضى وحريق دائم ولهيب وسعير وحروب وكوارث وفواجع يظلم فيه الاكثرية الاقلية ويقمع ويضطهد فيه القوى الضعيف تحية للكاتب

كتابات نهاية المشوار
مواطن عراقي -

أرى يا سيد بامرني ان تهتم بنفسك وتتجه الى تصفية علاقاتك ومشاكلك مع عباد الله وتغتنم فرصة كونك مازلت على قيد الحياة وتعمل لآخرتك وتزيد مقدار حسناتك من الاعمال الصالحة وترضي ربك قبل ان تفارق الحياة خصوصاً وانت في نهاية فصلك الخريفي بدلاً من التنظير في امور سياسية انت لا تفهم منها شيءا لكيفية حل معادلة برنولي ..واقول لك انت فين والاستقلال فين.

على من يقع اللوم؟
صالح -

السيد الكاتب يلوم القوى الاجنبية بتوحيد العراق وعندما قال نائب الرئيس الامريكي بايدن (في عهد اوباما) ان الحل للعراق هو التقسيم لثلاثة دول ضجت الناس والساسة والصحافة باللوم والتقريع لبايدن. طيب من هو الملام القوى الاستعمارية التي تحاول تفكيك العراق الى دويلات ام القوة الاجنبية التي تحاول ابقاء العراق موحدا؟ احتار العالم معكم!!!! واما اين هي مصلحة الكورد فنريد ان نبين انه اذا حصل الكورد على استقلالهم وانشأوا دولة لهم فستكون اكبر محنه لهم , فدولتهم ستكون محاطة بتركيا التي تريد تدمير الكورد تدميرا كاملا ويحدها من الشرق ايران التي لا تتوانى عن سحق وتمير الكورد ومن الجنوب عراق العرب مع سوريا التي انشق عنها الكورد وكذلك ليس لها اي منفذ بحري فسيكون وقتها ((اين المفر)), من الافضل للكورد تكوين دولة بالاتحاد مع المكون السني دولة شراكة والانسلاخ عن المكون الشيعي لان الحقد العنصري بين المكون الشيعي والكوردي لايمكن اخماده على الاقل المكون السني والكوردي اغلبيتهم من السنة بعيدا عن المكون الشعي.

مقال اكثر من رائع
برجس شويش -

مقال كاكا سربست بامرني اكثر من رائع ويعكس الواقع بدقة وما قدمه من حل لمعضلة الدولة العراقية وازماتها ومشاكلها المدمنة فرصة كبيرة امام مكونات الدولة العراقية للتحرر والاستقلال عن بعضهم ليعيشوا جميعا الى جوار بعضهم بامان واستقرار وسلام , ماعدا ذلك العراق الواحد الموحد لم ولن ينعم بالسلام ومواطنيه بالعيش الكريم. على كل حصان جر عربته.

الى حسين
برجس شويش -

لا اعتقد انتم تدركون الحقيقة والواقع اللتين عليهما عراقكم الذي يعيش في فوضى ويسود فيه الصراعات الطائفية والقومية والاسوء بان دولة جارة ايران تتحكم به, قارن بين عراقكم وكوردستاننا سترى الفرق الشاسع بينهما , اكثر من عشرين سنة وبغداد غير مستقرة وغير جدية في حل ابسط مشاكل العراق, السلطة , الدستور , قياداتكم يقودنه بروح طائفي وعنصري وبعيدا جدا عن السياسات الحكيمة, لا تنسى بان الميليشيات الطائفية والمسلحة تتحكم بالدولة العراقية لصالح دولة طائفية, المشكلة والعقدة في بغداد وليس في اربيل, لا تلوموا غير انفسكم على ما وصلت عراقكم اليه, نحن شعب كوردستان نريد نتخلص منكم ومن مشاكلكم وازماتكم وصراعاتكم ومن ميليشياتكم, هذا حق طبيعي لشعب كوردستان الذي لا يتحمل ان يرتبط بدولة منفلتة لا تهدأ ابدا في داخله وتابعة لدولة جارة, يكفي ان اذكرك بان عشرات الالوف من العراقين الابرياء قتلوا بسبب الارهاب والصراع الطائفي في عراقكم منذ تحريره من النظام البائد بينما كوردستاننا كان امن ومستقر ولم يقتل فيه احدا الا عن طريق الارهاب الذي كان يأتيه من عراقكم, فالكاتب القدير سربست بامرني على حق حين يقول ان عراقكم منقسم ومجزء ومتصارع مع نفسه وهو موحد بفضل ارادات دول اقليمية ودولية لتبقى في صراع داخلي مستديم.

ليس العراق فقط
فول على طول -

كل بلاد الذين أمنوا - ما عدا خمس مشيخات - انتهت وماتت اكلينيكيا ولكن لم الوفاه لم تعلن بعد ...الأسباب معروفه . الاسلام قوه تدميريه ذات أبعاد ثلاثيه واذا أضفت العروبه تصبح قوة قتل سداسيه . انتهى .