فضاء الرأي

العرب منقسمون... حماس أو فلسطين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الشارع العربي منقسم بشأن ما يحدث في فلسطين، والمواجهات التي بلغت ذروتها بين القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح والتقنيات القتالية العالية، وحماس التي تقصف المدن الإسرائيلية برشقات صاروخية محلية الصنع.

سبب هذا الانقسام الاعتقاد السائد لدى المنزعجين من تصرف حماس، هو انها كما في كل مرة، ترسل قذيفتين أو ثلاث، وتتوقف، لترد إسرائيل بعدها فتصيب بعض المباني ويسقط ضحايا ومصابين بعدد قليل. يرى الشارع العربي أن إيران كما في كل مرة، تحرك ذراعها في غزة، مثلما تحرك حزب الله في جنوب لبنان، حينما تريد أن تثبت أنها موجودة. العرب محقون في هذا الانقسام، بين مؤيد ومعارض، فبعض الدول تربطها مصالح بأميركا، وأخرى لديها اتفاقيات مع إسرائيل، وبعض الدول تكره إيران.

العالم نسي القضية الفلسطينية، والعرب يتحدثون في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وبرامج الفضاء والعملة الالكترونية، فيما الحوار الإسرائيلي - الفلسطيني متوقف منذ سنوات، بسب المماطلة والتحايل على النظام الدولي الذي يتحكم في الموارد المالية للسلطة الفلسطينية والمائية والطاقة. تتعامل إسرائيل على أنها هي صاحبة الأرض وصاحبة القرار، وهي التي يبقى صوتها الأعلى. على مر السنين، فهم الفلسطينيون لغة اليهود: إنها علاقة حرب تمتد أكثر من 70 عامًا، وقد اعتاد اليهود بعض المناكفات من الفلسطينيين على مر العقود، من عمليات انتحارية واستخدام أسلحة بدائية.

مثل كل الشعوب التي تتقدم وتتحضر وتتعلم من الأزمات، ولديها عقيدة انتقام وعزيمة لاستعادة الحقوق، استطاع الفلسطينيون إعداد أنفسهم لمعاودة المحاولة من أجل استرداد حقوقهم المسلوبة. فهذه المضايقات يجب أن تحدث من وقت إلى آخر، لأنها تجعل إسرائيل في حالة نفسية مضطربة، كما توصل رسائل للعالم، مفادها أننا موجودون وقضيتنا لم تنتهِ، وسنبقى على عهدنا إلى أن نحرر هذه الأرض.

إن الهجوم المباغت الذي شنته عناصر حماس كان حدثًا مقلقًا بالنسبة إلى الإسرائيليين وإلى الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وغيرها، بل حتى العرب الذين ما توقعوا أن ترسل حماس 5 آلاف صاروخ بشكل مباغت على عدة مواقع داخل إسرائيل، وأن يخترق مسلحوها السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، وأن يهاجموا المجتمعات المحيطة بغزة، وأن يتسللوا إلى المنازل ويأخذوا العشرات رهائن. حالة الاستغراب مبررة، فكيف لمجموعة من الأشخاص تعيش تحت حصار شبه شامل، بلا ماء ولا كهرباء ولا سلع استهلاكية، وتحت مرمى بصر تقنيات إسرائيل التي تعد من اكثر الدول تقدمًا في التكنولوجيا، أن تصنع صواريخ بدائية يصل مداها إلى العمق الإسرائيلي، إلى تل أبيب وعسقلان وإيلات ومطار بن غوريون، من دون أن تتمكن أجهزتها الاستخباراتية وتقنياتها المتطورة من اكتشاف حجم الاستعداد الفلسطيني. حتى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال: "حماس شنت هجومًا قاتلًا مفاجئًا على دولة إسرائيل ومواطنيها".

حالة الارتباك التي حدثت، كان يجب أن تحدث، وكان ضرورياً أن تشعر إسرائيل المتعنتة دائمًا بهذه الإهانة. فالنيران التي يطلقها الكثير من العرب الساخرين من قدرات حماس على تحقيق أهدافها هزت الاقتصاد الإسرائيلي، حينما توقفت حركة الطيران لساعات وهوى الشيكل الإسرائيلي وبلغت حجم الخسائر الإسرائيلية نحو 7 مليارات دولار، وهي الأعلى منذ حرب أكتوبر 1973، فيما تأثرت أسهم شركات الطيران والاسواق المالية في أوروبا. وألحقت الصواريخ الفلسطينية الضرر بمطار بن غوريون حيث اضطرت شركات طيران من إسبانيا وبولندا وإيطاليا وسويسرا واليونان وفرنسا وغيرها إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب.

مضحكٌ أن تعتبر إسرائيل ودول غربية حماس والفصائل الفلسطينية جماعات إرهابية، فمن سيقاتل لاستعادة الحقوق، بصرف النظر عن خلاف الفصائل الفلسطينية في ما بينها، فهذا شان داخلي، انما الضرر لا يفرق إن كان في غزة أو في الضفة الغربية، والمواطنون هم نفسهم في أي مدينة فلسطينية، فلا يمكن تفريقهم إن كانوا يتبعون حماس، أو يتبعون السلطة الفلسطينية.

ما يحدث للحكومة الإسرائيلية اليوم ناتج من تجاهلها استكمال عملية السلام مع فلسطين، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الأخيرة كانت واضحة إذ أكد أن الصراع لا يُحل من دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مشيراً إلى أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية هي أحد الأسباب التي أدت إلى انفجار العنف في الشرق الأوسط، مبينًا أن سياسة الاستيطان، وعوامل أخرى عدة، أدت إلى حدوث هذا الانفجار والعنف.

يجول وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة لإبلاغ الدول العربية أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، وترى في حماس وأي فصائل أخرى جماعات إرهابية. سوف يستخدم اللغة التي يحبها العرب، وهي أن إيران هي من يدعم هذه الجماعات. دعونا نفترض مثلًا أن ايران تدعم جماعات إرهابية، فلماذا لا تجلس إسرائيل من جديد مع السلطة الفلسطينية لوضع إطار لحل الأزمة.

من جانبها، جددت المملكة العربية السعودية، في تصريح لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، موقفها الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين المشروعة، ورفضها استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وإزهاق أرواح الأبرياء. وأوضح ولي العهد في تصريحه أن المملكة تبذل كل الجهود الممكنة بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لإيقاف التصعيد الجاري، مشدداً على ضرورة التزام مبادئ القانون الإنساني، ومبديًا قلقه إزاء الصراع في غزة وتأثيره على المواطنين الفلسطينيين.

إن لغة التهديد التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين لن تفيد، وعليها أن تعلم انه كلما تأخرت في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، فإنها تكتب السطور الأخيرة للسلام. وما حدث من صليات صاروخية، ما هو الا بداية لانطلاقة أكبر، ترغم إسرائيل على القبول بالسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أنتم أكذب أمه أخرجت للناس
فول على طول -

دواعش غزه قاموا بغزوه داعشيه على غرار غزوات - بنى قريظه ..وخيبر ..وبنى النضير - وسبوا النساء والأطفال وأخذوا بعض الغنائم وهربوا لكن خانهم تقديرهم للمواقف حيث أن اسرائيل سوف تقضى على دواعش غزه ولن تسمح باقامتهم بجوارها وسوف يؤديهم العالم كله ..غزه انتهت والدواعش غزه أيضات بل القضيه العبثيه اياها كلها انتهت . زمان لم يكن فى استطاعة يهود مكه ولا المدينه أن يردوا لكن تغيرت الأحوال وانتهى الدرس والأغبياء لن ولم ولا يستوعبون شيئا على مدار تاريخهم .

حماس حركة مُقاوَمة تُحارب جيشاً مُجهَّزاً بأحدث أسلِحة أمريكيّة.
علي المغربي الحر -

منذ عُقود وشعب قطاع غزّة مُحاصَر من طرف إسرائيل و أزلامُها، و رغمَ ذلك، استطاعت حركة حماس أنْ تبنيَ قوّتَها القِتاليّة و تحديث أساليبها في مُواجهةِ جيش الاحتلال الذي يمتلك أحدَث الأسلحة الأمريكيّة. لقد استطاعت حماس أن تقذِفَ الرُّعبَ و الهَلَع في صفوف جنود الاحتلال الذين لا يستطيعون مجابهة المُقاوَمة الفلسطينيّة على الأرض، فلجأوا إلى الانتقام من الشعب الفلسطينيّ باستخدام الطيَران الحربيّ لتدمير بيوت الأبرياء فوقَ رؤوسهم، مِمّا ينتُج عنه قَتل و جَرح المِئات من الأطفال و النساء و الشيوخ بِدَمٍ بارِد، مِمّا يدلّ على أنّ الجيش الإسرائيلي جيشٌ جَبان لا يستطيع خوْض الحرب على الأرض مع مُقاوَمةٍ شُجاعة باسِلَة لا تخشى المَوْت في سبيل تحرير أرضِها.

جميع الشعوب العربية مع المُقاومة الفلسطينية.
علي المغربي الحر -

الشعوب العربيّة جميعُها مع نِضال الشعب الفلسطينيّ من أجل تحرير أرضه المُغتَصَبة من يد الاحتلال الإسرائيلي، الذي دام احتلالُه للأرض الفلسطينيّة لأكثر من سبعة عُقود، جميع الشعوب العربية و الإسلاميّة مع المُقاوَمة الفلسطينيّة بجميع فصائلها مع حماس و الجهاد و غيرهما، المُقاوَمة الفلسطينيّة هي جيش فلسطين الذي يواجه المُحتلّ بِبسالَة و شجاعة، رجالٌ شُجعان استطاعوا جعل إسرائيل تعيش في خوفٍ و هلَع و عدم الاستقرار .

محنة عقل المسلم والفرصه الذهبيه
فول على طول -

حماس هى ذراع ايران فى غزه - وتحت أوامر ايران فى تنفيذ أى عمليه ارهابيه ضد العرب أنفسهم - وأيضا هم دواعش بالصوت والصوره .الان جاءت فرصه ذهبيه للعرب للتخلص من سيطرة ايران على غزه وعليهم التعاون مع اسرائيل للقضاء على حماس لأن العرب وحدهم لا يقدرون على ذلك وتسليم غزه الى فلسطينيين وطنيين هدفهم بناء دوله فى غزه على الأقل أو اضافتها الى محمود عباس ..وبعد ذلك يسهل التخلص من ذراع ايران فى بقية الدول العربيه ..لكن عقل المسلم يعانى من محنات علاجها عسير . انتهى

اليهود منقسمون وفي حيص بيص
حدوقه -

لم يعرف المجتمع ⁧‫الصهيونى مثل هذا الانقسام كما يحدث اليوم بعد عملية ⁧‫#المقاومة‬⁩ ⁧‫#الفلسطينية‬⁩ . ‏بدأ ⁧‫#نتنياهو‬⁩ بإرسال ⁧‫#شبيحته‬⁩ لمهاجمة عائلات ⁧‫#الاسرى‬⁩ ⁧‫#الاسرائيليين‬⁩ المرابطين عند مدخل وزارة الدفاع وشتمهم ،سبهم وقذفهم بأبشع الكلمات.