فضاء الرأي

سياسة إشعال الحروب من أجل الحيلولة دون السقوط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عندما تضيق الشعوب الخناق على الانظمة الدکتاتورية مطالبة بالحرية وبحقوقها المشروعة، وعندما تفشل هذه الانظمة في کتم أنفاس شعوبها والحد من نضالها المشروع من أجل الحرية وحقوقها المشروعة، فإنها تميل الى تقديم تنازلات لشعوبها من أجل کسب مودتها ورضاها وبالتالي السعي من أجل تلطيف الاجواء، لکن الامر مع النظام الايراني مختلف تماما، إذ وبعد أن يفشل في کبح جماح الشعب ونضاله من أجل الحرية فإنه يسعى من أجل ممارسة الخدع وإتباع الطرق والاساليب المشبوهة وذلك باللجوء الى سياسته اللا إنسانية والمشبوهة بإشعال الحروب والمواجهات في المنطقة من أجل رفع الثقل والضغط المسلط عليه.

کراهية الشعب الايراني ورفضه القاطع لهذا النظام، حقيقة أثبتها من خلال الانتفاضات العارمة المندلعة بوجهه، ولم يعد بوسع هذا النظام الزعم بأنه يمثل الشعب الايراني ويجسد إرادته بل وحتى على العکس من ذلك تماما.

الشعب الايراني الذي دفع ويدفع ثمنا باهضا لبقاء وإستمرار هذا النظام، قد صار يعي بأن ليس أمامه من خيار من أجل نيل مطالبه وإستعادة حريته إلا بإسقاط النظام، وإن الاخير يعرف جيدا بأن إصرار الشعب على إسقاطه والذي عبر عنه بمنتهى الوضوح خلال الانتفاضات الثلاثة الاخيرة، يعتبر في الواقع تناغما وإتفاقا بل وحتى قبولا شعبيا بالخيار الذي سبق وإن رفعته منظمة مجاهدي خلق بإسقاط النظام وإعتبار ذلك الحل الوحيد لکل الاوضاع السلبية القائمة في إيران.

خوف وهلع النظام ولاسيما بعد إصطدامه بإنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي إستمرت لعدة أشهر والتناغم والانسجام الملفت للنظر بين الشعب وبين منظمة مجاهدي خلق من خلال وحدات المقاومة التابعة لها والتي أثبتت دورها المٶثر والفعال من حيث إدامة الانتفاض وتوجيه ضربات موجعة للنظام، وهذا ما جعل النظام في أمس الحاجة الى مخطط غير عادي من أجل خلط الاوراق وترکيز الانظار على تطور جديد من شأنه أن يعيد إليه شئ من إعتباره ويساهم بتخفيف الضغط عنه وضمان بقائه وإستمراره الى إشعار آخر.

الشعب الايراني وإن کان الضحية الاولى والاساسية للنهج والسياسات المشبوهة العدوانية الشريرة للنظام، فإن شعوب المنطقة تأتي حتما بالمرتبة الثاني، وبقدر ماهو عدو لدود للشعب الايراني فإنه يعتبر أيضا عدوا لاغبار عليه لشعوب وبلدان المنطقة، ولاسيما من حيث سعيه لإستخدام أذرعه التابعة له في المنطقة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته على حساب مصالح شعوب المنطقة وأمنها وإستقرارها.

الحقيقة المهمة جدا التي لا يجب على شعوب وبلدان المنطقة نسيانها هي إن هذا النظام طالما بقي على دسّت الحکم في طهران فإن المصائب والبلاء والمآسي ستظل تنهمر على رٶوسهم ولذلك فإن من مصلح شعوب المنطقة جميعا وفي مقدمتها الشعب الايراني، إسقاط هذا النظام وهو أمر حتمي لا مناص منه مهما إستخدم هذا النظام من طرق واساليب خبيثة ومشبوهة!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف