لم ينفع اللجوء إلى حرب غزة
إیران: الانتفاضة العارمة قادمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
کلما واجه النظام الإيراني أوضاعاً داخليَّة صعبة وحسَّاسة، يجد نفسه في مأزق قد ينقلب عليه وبالاً، وخصوصاً عندما يرى ترکيزاً دولياً عليها، کما كان الحال مع الانتفاضة الأخيرة، فيلجأ إلى صرف الأنظار، واختلاق ما من شأنه أن يحرف الترکيز الدولي عن أوضاعه الداخلية.
القادة والمسؤولون في النظام الإيراني، وطوال الأشهر التي سبقت حرب غزة، کان ترکيزهم ينصبّ على العدوين الداخلي والخارجي اللذين يهددان النظام ويسعيان لإسقاطه. وقام النظام بمحاولات حثيثة من أجل دق أسفين بين الشعب وقواه الوطنية المخلصة، وبشکل خاص منظمة مجاهدي خلق، مركزاً على أنَّ ما جرى خلال ستة أشهر من انتفاضة سبتمبر کان مؤامرة خارجية ضد النظام، شارك فيها عملاء ومشبوهين! لکن الجو العام في عموم إيران بقي مشبعاً برفض النظام والسعي من أجل إسقاطه، وهو ما جعل النظام يعرف أنَّ الأوضاع قد تنقلب ضده مستقبلاً، وحتم عليه اللجوء إلى تکتيك غير اعتيادي، من خلال إثارة الحرب في غزة.
والملفت أن حرب غزة ومساعي النظام الإيراني لإستغلالها بواسطة خطابات نارية لقادة النظام دفاعاً عن ضحايا غزة في مختلف المنابر أو صلوات الجمعة، لم تبدل في الاتجاه العام للأجواء السائدة في البلاد، والقائمة على رفض النظام وکراهيته والعزم على مواجهته وإسقاطه.
مساعي النظام من خلال أبواقه الإعلامية وتصريحات قادته ومسؤوليه هدفها حرف أنظار الرأي العام العالمي عن الداخل الإيراني، لا سيما بعد مزاعم النظام بأنه قد حسم الأمور لصالحه داخلياً. وإذا كان الواقع كذلك، فلماذا يلجأ النظام إذاً، وفي خضم حرب غزة، إلى تصعيد وتيرة الإعدامات، ولماذا تزداد الأنشطة المناهضة للنظام في سائر أرجاء إيران؟
مثالاً لا حصراً، وبمناسبة الذکرى السنوية لانتفاضة 15 نوفمبر 2019 وإحياءً لذکرى 1500 من الضحايا الذين وقعوا فيها، نفذت وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة 150 عملية في جميع أنحاء إيران من مشهد في الشمال الشرقي إلى الأهواز في الجنوب الغربي، ومن رشت وساري في الشمال إلى بندر عباس وبوشهر في الجنوب، ومن تبريز في الشمال الغربي إلى زاهدان في الجنوب الشرقي، ومن أصفهان وكرج وسمنان في وسط البلاد إلى كرمانشاه وسنندج في غربها. وما تقدم مثال، بطبيعة الحال، لأن الشهر الماضي والذي سبقه شهدا عمليات بنفس الكثافة، مع استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام. لذلك، من المهم جدا ألا ينخدع العالم بأکاذيب النظام ومزاعمه الواهية التي تسعى بصورة وأخرى من أجل التغطية على الاوضاع الداخلية.